Darin Hachem تفصح عن أمنياتها المستقبليّة بينما العالم يصغي إليها...

Darin Hachem مؤسِّسة العلامة التجاريّة المتعدّدة الثقافات Darin Hachem ومديرتها الإبداعيّة

 لم يكن التزام منازلنا بالمهمّة السهلة. وفي الأوقات العصيبة، يصبح الأهمّ واضحاً تماماً.بحيث ثمّة نوع من الصحوة المتأصّلة في كلّ إنسان. وإنّها ما يساعدنا على الحفاظ على عالمنا معاً، ويذكّرنا بكلّ ما يجب أن نشعر بالامتنان لامتلاكه.
إنّ الإنسانيّة تتألّم اليوم. لأنّها جُرّدت من حريّتها ومن استقلالها الذاتيّ وتُركت لمواجهة حالتها الخاصّة المتمثّلة بالشك. فمنذ يوم ولادتنا ونحن نواجه ازدواجيّة الحياة ونشغل أنفسنا في محاولة النسيان. وها إنّنا الآن في عالم غير مؤكّد. وفجأةً، اضطررنا للجلوس ومواجهة مخاوفنا العميقة فيما تذكّرنا كم نحن صغار. والواقع أنّ كلّ منّا يتعامل مع الإنكار وصولاً إلى قبول وضعنا الفعليّ بشكل مختلف تماماً.
ثمة أمل بالنسبة إلينا لتعلّم عاداتنا "القديمة" الجديدة، تلك التي سمحت لأجدادنا بالعيش في احترام للآخرين ولهدايا الطبيعة. فنحن سلخنا الإنسانيّة عن جوهرها وسلخنا الأرض عن كنوزها. وها إنّنا نعيد تعلّم المفاهيم الأساسيّة التي أغفلت عنها أرواحنا المجرّدة.
وفي قصّة الإنسانيّة، إنّها المرّة الأولى التي نضع فيها خير المجتمع قبل مصلحة الفرد بصورة جماعيّة. إذ إنّنا نتعلّم من جديد أنّ المجتمع يسيطر على الفرد، ويُطلب من كلّ واحد منّا أن يفكّر في الآخر قبل التفكير في نفسه. ومن خلال ابتعادنا عن بعضنا البعض، ندرك مدى أهميّة الاتّصال البشريّ، حتّى أنّنا الآن نتوق إليه. وفعليّاً، نحتاج إلى المصافحة والعناق ونقدّرهما بين الأصدقاء والعائلة.
كذلك، سمعت عن أشخاص يتعاونون معاً لمساعدة الآخرين، وتقوم الأجيال الشابّة بالتسوّق نيابةً عن كبار السنّ في أجزاء أخرى من العالم. هذا وإنّ الجيران الذين لا يعرفون بعضهم البعض يتحدّثون مع بعضهم من شرفاتهم الآن بتباعد جسديّ إنّما بمزيد من العاطفة.
اليوم، تجرّدنا من حاسّة اللمس وبالتالي نعبّر عن عواطفنا ومشاعرنا. إذ بدأنا نهتمّ ونفتقد ونأمل. إنّنا نتعلّم التعاطف والتواصل بطرق مختلفة. لقد استعدنا هديّة الوقت، ونحن جميعاً في مرحلة الاستبطان، أي أنّنا ننظر إلى داخلنا ونحتسب بركاتنا وننمو ونصبح بشراً أفضل. لقد حان وقت النمو الداخليّ وتعلّم أمور جديدة عن أنفسنا. فضلاً عن ذلك، سمعت عن أصدقاء يكتشفون مواهبهم في الخَبز، الأمر الذي لم يملك أيّ شخص يعيش في المدينة الوقت للقيام به! تُرى كيف نشعر حينما نخبز خبزنا بأنفسنا؟ حينما نعدّه ونشمّه ثمّ نتناوله؟ أظنّ أنّها لحظة فرح ورضا عن النفس. بالمقابل، قرّر البعض تعلّم لغة جديدة والبعض الآخر يزور المتاحف في الواقع الافتراضيّ ويثقّف نفسه.
إذاً، سيتأثّر كلّ منّا بطريقة خاصّة. إلّا أنّنا سنخرج جميعاً أشخاصاً مختلفين، ولن نأخذ أيّ أمر على أنّه مسلّم به.
وفيما نحن نتألم، الأرض تتعافى. فبدأت السماء تسترجع لونها الأزرق وأصبح الهواء الذي نتنفّسه أكثر نظافةً والمياه شفّافة والحياة البحريّة تعود إلى سابق حالها. وبينما نتعجّب من هذه التغييرات الصغيرة التي اعتبرناها أمراً مفروغاً منه، تأخذ الطبيعة الأمّ الوقت الذي تحتاج إليه فعلاً، بعد كلّ هذا الاستهلاك المفرط والانتهاك لقدسيّتها. إنّ الطبيعة الأمّ تستعيد اليوم حقوقها على حساب الإبداعات البشريّة. فحتماً، نفتقد جميعاً الجلوس على شاطئ البحر على رمال الصيف الحارّة ونتنعّم برائحة هواء البحر المعالج فيما يبدو شعرنا فوضويّاً. ونفتقد جميعاً رائحة العشب في الجبال وموسيقى الطيور التي تزقزق طوال اليوم. غير أنّني أظنّ أنّنا سنخرج من هذه الفترة مع احترام كبير لأمّنا الأرض، أكثر من أيّ وقت مضى، وسنفكّر في كيفيّة حمايتها من الأضرار التي ألحقنا نحن أنفسنا بها. كذلك، سنتبنّى عادات دائمة للشراء بوعي ومسؤوليّة وبأقلّ تأثير ممكن على الطبيعة! سنقوم كلّنا بإعادة التدوير؛ وستصبح الاستدامة ضرورة لنا! وسنهتمّ بمصدر ممتلكاتنا وبتأثيرنا الخاصّ في الطبيعة حتّى تتمكّن من إعطائنا الأفضل في المقابل.
والواقع أنّنا نحن من نحتاج إلى الأرض وإلى الطبيعة وليس العكس. فبدوننا، لا يسعها إلّا أن تزدهر!

اقرئي أيضاً: مؤسّستا L'atelier Nawbar تفصحان عن أمنياتهما المستقبليّة بينما العالم يصغي إليهما...

العلامات: Darin Hachem

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث