Darin Hachem: تعدّد الثقافات سمة لعلامات الأزياء أيضاً!

ارتأت هذه المصمّمة الموهوبة، رغبةً منها في استكشاف وطنها، أن تجوب أرجاء لبنان وتدرس فيه عن ذكاء ووعي في سنّ الـ17. فراحت تقضي كلّ عام العطلات الصيفيّة في بلادها. وبالمقابل، اختارت إيطاليا وجهةً أخرى لها لأسباب مهنيّة، وهو البلد الذي تستقي إلهامها منه، لا سيّما ومن الهندسة المعماريّة الآسرة في ميلانو. أمّا المكسيك فدخلت إلى حياتها عن طريق صديقتها Fernanda التي جعلتها تستكشف المناظر الطبيعيّة الخلّابة والهياكل والألوان الرائعة. ممّا يعلّل سبب اعتبار علامتها التجاريّة متعدّدة الثقافات، فمن خلالها تمحو الحدود الجغرافيّة وترسم مفهوم الانتماء بتعريف جديد. لذا، تعرّفي إلى Darin Hachem، المديرة الإبداعيّة وراء العلامة التجاريّة التي تعبّر عن النساء اللواتي يحتفينَ بارتداء قطع أزليّة لا تفقد رواجها من موسم إلى آخر.

ما مصدر الإلهام وراء الإطلالات التي تنسّقينها لجلسات التصوير؟
في معظم الأوقات، نجري البحوث حول الأماكن التي نودّ التصوير فيها والتي لها صلة مباشرة بالنتيجة النهائيّة للمجموعة، من حيث الألوان والمواد والملمس والأشكال. والنقطة الأساسيّة التي دائماً ما نركّز عليها هي أن نجد صلة بين موقع التصوير والأرض. وهنا لا أعني المعنى المادّي للكلمة، إذ لا يكفي أن نختار التصوير في حديقة والقول إنّها تمثّل الأرض، إنّما علينا أن نجد ذاك الرابط العاطفيّ الذي يجذبنا إلى مكان معيّن على المستوى الإنسانيّ أيضاً.

ما الذي أوحى لك بمجموعة ربيع وصيف 2020 خاصّتك؟
تستند مجموعة ربيع وصيف 2020 إلى حياة الفنّانة اللبنانيّة التجريديّة Saloua Choucair وإلى أعمالها الرائعة حتماً. واعتمدت منحوتاتها من الخشب والمعدن كنقطة محوريّة لأستمّد الوحي، بحيث أنشأت هياكل صغيرة مستقلّة ومتفاوتة تسمح بتشكيل بنية واحدة فريدة من نوعها عند جمعها بمختلف الطرق. وقد ربطت تحفتها هذه بالطريقة التي يمثّل فيها الشعب اللبناني كياناً واحداً بصرف النظر عن اختلافاته من حيث الديانات والمعتقدات.

كيف تدعم علامتك التجاريّة الممارسات المستدامة؟
أعتبر الحصول على المواد من مصادر صديقة للبيئة خطوة مهمّة جدّاً. وفي علامتي التجاريّة، نعزّز هذه القيم العالميّة بحصولنا على المواد وفقاً للقواعد والأنظمة المعمول بها في الدولة الإيطاليّة. إذ تأتي أقمشتنا من المخزونات كجزء من نظام الأزياء الدائريّة؛ هذا فضلاً عن أنّ موادنا مُعاد تدويرها، أمثال عرق اللؤلؤ المعاد تدويره والنحاس الناتج عن البقايا الصناعيّة. وأظنّ أنّه من الجوهريّ أن نفهم أنّنا لا نتنازل عن الجودة من خلال الاستدامة، لا بل إنّنا مدينون لكوكبنا بالتفكير في جميع السبل الممكنة للحدّ من التأثير السام للإنسان في الأرض وكذلك الأمر في ما يختصّ بإعادة التدوير داخل مكان العمل. وأودّ الإشارة إلى أنّ الأموال التي يتمّ إنفاقها في المختبر حيث ننتج الملابس تساعد بدورها على الإشراف على مأوى للكلاب المشرّدة في جنوب إيطاليا.

أين يتمّ إنتاج تصاميمك وما الذي يمكنك أن تخبرينا به عن قدرات الحرفيّين لديك ومهاراتهم؟
يحصل الإنتاج بمجمله في إيطاليا، وعلى وجه التحديد في ميلانو. بحيث نعمل مع الشركات الصغيرة التي تفهم أهميّة مشروعنا وتؤمن به إيماناً راسخاً. أمّا التعاون مع الحرفيّين فيحصل على نطاقات أصغر، كالإكسسوارات على سبيل المثال التي يتمّ صنعها يدويّاً منذ البداية وحتّى القطعة الأخيرة منها، ممّا يعكس احترامنا للعمل اليدويّ وللتقنيّات التقليديّة.

ما خططكِ للعام 2020؟
سنواصل العمل على تقديم مجموعاتنا مرّتين في السنة بحسب التقويم الرسميّ للغرفة الوطنيّة للأزياء الإيطاليّة في ميلانو، تماماً مثلما فعلنا في مجموعة ربيع وصيف 2020. وقد آن الأوان للتواجد على نطاق أوسع قليلاً، وآمل أن نتمكّن من أن نكون حاضرين أكثر في منطقة الشرق الأوسط، لربّما بدءاً من دبي، وكذلك الأمر في أوروبا حيث أميل نحو باريس.
في حال تقطّعت بك السبل على جزيرة لبقيّة حياتك مع قطعة واحدة فحسب من مجموعاتك، أيّ قطعة تختارين ولماذا؟
سأختار حتماً المعطف الواقي من المطر بطبعة المربّعات من ربيع وصيف 2019 من دون تردّد. إذ أرى هذه القطعة كخيار مثاليّ يحمي من المطر ومن الرياح بدون أن يكون خانقاً بفضل شكله المميّز. كذلك، يضمّ المعطف غطاءً للرأس قابل لفصله واستخدامه لحماية وجهي من الشمس بالإضافة إلى المطر، ويكفيني أن أضع حزاماً عليه لأشعر بأنوثتي كما لو كنت أرتدي فستاناً.

ما الذي يمكنك إخبارنا به حصريّاً حول مجموعتك القادمة؟
صوّرنا مجموعة خريف وشتاء 2021-2020 في ثلاثة أماكن مختلفة في خلال يوم واحد فحسب. كان الأمر أشبه بسباق ماراثون بالفعل، إذ كنت في بيروت، وسافرت إلى ميلانو من الجمعة إلى الإثنين من أجل التصوير يوم السبت وتناول البيتزا المفضّلة لديّ يوم الأحد.

هل تحصلين على طلبات كثيرة من خلال متجركِ على إنستجرام؟ وكيف غيّر هذا الخيار استراتيجيّات عملك وصورك ومنشوراتك على هذا التطبيق؟
لطالما جعلنا من إنستجرام نقطة محوريّة في عملنا، لأنّه يسمح لنا بإنشاء حالة مزاجيّة وعالم يمكن دخوله من خلال الكثير من الصور الملهمة. لكن حاليّاً، في ظلّ المنتجات وصور المؤثّرات على هذا التطبيق، بات من الصعب تحقيق التوازن بين الحالة المزاجيّة التي نعكسها والمحتوى الذي نقدّمه، غير أنّه لا يزال قابلاً للتنفيذ. إنّما يبقى الهدف من ذلك الحصول على صور تبرز المنتج وتجذب الزبونات، لذا يُعدّ متجرنا على إنستجرام غاية في الأهميّة، لأنّنا ندرك أنّ الزبونات اليوم يرغبنَ في الحصول على كلّ شيء في أسهل طريقة ممكنة؛ لذا هذا هو المكان الذي يتعيّن علينا مضاعفة الجهود فيه بغية جعله أكثر سلاسةً.  

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث