مجهورات سليم مزنّر: ثمرة العمل اليدويّ والحرفيّة

تسنّت لماري كلير العربيّة فرصة التحدّث مع أحد مصمّمي المجوهرات اللبنانيّين الأبرز. هو سليم مزنّر الذي أخبرنا عن حبّه الكبير لمدينته الذي يترجمه في المجوهرات التي يبتكرها.

  • نشأت وترعرعت في عائلة من الصاغة ومصمّمي المجوهرات، فهل أردت دائماً العمل في هذا المجال أيضاً؟

لم أخطّط يوماً للعمل مصمّم مجوهرات. ففي منطقتنا هذه، يحاول الوالد دائماً أن ينقل مهنته إلى أولاده، ولا سيّما عندما يملك عمله الخاص. ويشجّع أولاده دائماً ويجعلهم يحبّون المهنة أيضاً. لكنّني كرهت شخصيّاً هذا العمل إنّما اعتدته لاحقاً ولم تعجبني المجوهرات لكنّني تعلّمت نظام السوق جيّداً. وهكذا تعلّمت تصميم المجوهرات وعلم المعادن في باريس وعدت إلى لبنان في فترة الحرب. ثمّ جلت العالم من وظيفة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى، فبدأت أوّلاً بالعمل لدى دار Mouawad في السعوديّة ثمّ انتقلت إلى تايلاند وإلى مناجم الياقوت في بورما ثمّ إلى باريس ونيويورك فبلجيكا وعدت أخيراً إلى بيروت. وكان والدي لا يزال مصرّاً على استلامي أعمال العائلة، لكنّني لم أشعر بأنّ هذا ما أود فعله حقّاً. فقرّرت أن أقوم بعمل أحبّه وبدأت أوسّع قاعدة زبائني ثمّ افتتحت متجري الخاصّ، وهكذا ابتدى مشواري.

اقرأي أيضاً: الأنامل السحريّة الخفيّة في عالم الأزياء الراقية

  • بعدما جلت جميع أنحاء العالم، عدت إلى بيروت. لماذا؟

بيروت مدينتي وموطني. ولا شكّ في أنّ الثقافات والحضارات المختلفة التي تعرّفت عليها ستبقى معي دائماً، إلّا أنّ جذوري تبقى في بيروت. لا يمكن المرء أن يتخلّى عن أصوله. وأنا منفتح جدّاً على الثقافات الأخرى وأشعر بأنّني ابن هذا العالم. لكنّ بيروت تشكّل جزءاً كبيراً من حياتي، فكانت انطلاقتي من هذه المدينة وشهدت مراحل مختلفة مرّت بها، فأعرف بيروت الحزينة والسعيدة والمناضلة... ورأيت جانبها المظلم والقبيح أيضاً.

اقرأي أيضاً: إليك بالصور أبرز صيحات Cruise 2018 من Dior

  • هل تصنع كلّ مجوهراتك في بيروت؟

أجل، أصنع كلّ المجوهرات التي أصمّمها في بيروت.

  • لطالما عملت عائلتك في مجال المجوهرات وبات لديك اليوم دار المجوهرات الخاصّة بك، فكيف تغيّر سوق المجوهرات برأيك في هذه الفترة؟

إنّ مجال المجوهرات يتقدّم وينمو. لكن بشكل عام، لا أظنّ أنّ الوضع تغيّر كثيراً. فنجد اليوم قطعاً راقية ورائعة. وإذا رأينا قطعة مجوهرات صنعها الهنود من 500 سنة، نجد أنّهما لا تختلفان فعليّاً. لا شكّ في أنّ التقنيّات المستخدمة تتغيّر وعمليّة التسويق والترويج للمجوهرات أيضاً، لكنّ المجوهرات تبقى هي هي. ونجد اليوم تقنيّات جديدة طبعاً تسمح لنا بابتكار قطع لم يستطع أحد ابتكارها في الماضي، لكنّ الأمر المفاجئ هو أنّ بعض القطع القديمة لا نستطيع تكرارها اليوم. وأظنّ أنّ السبب هو في توجّه البعض إلى الإنتاج السريع والمربح، إذ لا يكرّسون وقتهم ويضعون أحاسيسهم وقلبهم في صناعة المجوهرات. فالعالم يتقدّم وبات لدينا آلات وتقنيّات جديدة، لكن بالرغم من ذلك لا شيء يضاهي العمل اليدويّ والحرفيّة. فعندما نرى قطعة مجوهرات ندرك فوراً إذا كانت مصنوعة يدويّاً، إذ تكون دائماً أفضل.

  • هل من مكان معيّن يلهمك؟

أحبّ أن أشعر بالأحاسيس والمشاعر، وأحبّ المدن لكنّني أفضّل أن أكون أقرب إلى الطبيعة والجبال والبحار. فقد أبدو ابن المدينة لكنّني في الحقيقة أفضّل العيش في الجبال.

اقرأي أيضاً: Paris Jackson: خطوات صغيرة نحو نجاح كبير في العام 2018؟

  • أيّ قطعة أشعلت فيك المشاعر والأحاسيس؟

لن أكون عادلاً إذا اخترت قطعة واحدة، لكنّ مجموعة "بيروت" هي المفضّلة لديّ، إذ كانت نافذتي إلى العالم.

  • صف لنا شعورك عندما ترجمت تصاميم مجموعة "بيروت" إلى حقيقة؟

هو ليس بشعور واحد ومباشر، بل ثمة كتلة مشاعر دائمة ومتقلّبة، قد تكون جيّدة أو سيئة، تماماً مثل الحياة التي تتقلّب بين الجيّد والسيئ.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث