تطور مفهوم الرفاهية

إعداد: Layal Makarem

بطبيعته، يبحث الإنسان عن كل ما هو جميل وحصري. ولقد تطوَّر مفهوم الحصرية ليشمل امتلاك المقتنيات الراقية والفاخرة. ولكن متى بدأ تطوّر مفهوم الرفاهية بعيداً عن اقترانه فقط بالمقتنيات كالمنازل والتحف ليشمل دور الأزياء؟

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حصلت انتفاضة فكرية وفنية واجتماعية، وذلك عندما بدأ الناس يبحثون عن كل ما من شأنه أن يخرجهم من أجواء البؤس والشقاء التي خلّفتها الحرب. وفِي هذه النهضة واكب الفنانون والكتَّاب نهضة دور الأزياء آنذاك، فكانت Gabrielle Chanel مواكبة لـ John Cocteau وPablo Picasso، في حين قامت Elsa Schiaparelli بمواكبة Salvador Dali، بينما قام ChristianDior بمواكبة كل من Claude Monet وCamille Pissarro.

وهكذا خلقت هذه الحصرية الفنية والأدبية نوعاً من السعي نحو الرفاهية الحصرية وأخذت في التطور إلى عصرنا هذا، فأصبحنا نشهد تطورها في العلامات التجارية الراقية من خلال فكرة الـ Haute Couture.

ولكن ما زلنا نبحث عن دور الرفاهية في التطوّر، ورغم أن كثيرين ربما يعتقدون بأنه ليس لأحدهما علاقة بالآخر إلا أنني، شخصياً، أخالف هذا الرأي. فقد شهدت بلادنا العربية تطوراً لافتاً في مجال الفن، وأصبح الوطن العربي يستضيف أهم المعارض الفنية الأجنبية، وبات الفنانون العرب يتلقون دعوات استضافة في برامج تابعة لبلدان أجنبية أيضاً.

في حين تخطت المرأة العربية حاجز الحضارات المختلفة وأصبحت أيقونة للموضة في العالم من خلال بحثها عن جميع معاني الرقي والفخامة، سواء كانت مصممة أم تبتغي الشراء. وهذه الخطوة التي تهدف إلى تمكين السعي نحو عناصر الرقي والتفرد كانت من أولى الخطوات التي خاضتها المرأة العربية لتمكين نفسها وفرضها كشريكة للرجل من دون أن تتخلى عن أنوثتها لتفرض نفسها. واستدركنا، كشعوب عالمية، بأن المرأة تمتلك أثمن ما هو حصري والذي يتمثل في حقيقة كونها امرأة.

ومن هنا، تبدو الرفاهية بأنها أمرٌ خاص وحصري وشخصي، فالرفاهية صامتة لا تحتمل الكلام والتكلّف والمبالغة وإلا خسرت أهم صفة لديها، ألا وهي الحصرية.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث