Faye Toogood، إبداعٌ بلا حدود

في حوار خاصّ مع Marie Claire Arabia Maison، تناقش المصمّمة البريطانية Faye Toogood الرؤية الكامنة وراء أعمالها الواسعة في التصميم، والتي تشمل الديكور الداخلي والأثاث والأزياء والفنون الجميلة. تابعت Faye Toogood تعليمها في تاريخ الفنّ وهي ترفض القيود التي تحدّ من الإبداع فتبتكر قطعاً تمزج بين الطابع العمليّ والرواية العميقة. ويُظهر تعاونها مع Poltrona Frau مهارتها في دمج الأناقة النحتية مع سهولة الاستخدام اليومي، بينما تجسّد مشاريعها الأخرى، مثل كرسي Roly Poly الشهير، حبّها للأشكال المرحة والتجارب اللمسيّة.

 

تتنوّع أعمالك بين مجالات مختلفة، من التصميم الداخلي إلى الأثاث والأزياء والفنون الجميلة، وتحفاظين في الوقت نفسه على طابع مميّز ودقيق. كيف يؤثّر هذا النهج متعدّد التخصصات على عمليتك الإبداعية والسرد الذي ترغبين في نقله من خلال كل قطعة؟

فكرة أنّني لا أستطيع تصميم أو صنع ما أريده في مجالات لا تتناسب مع "مجالي" هي فكرة محدودة جداً. أنا أنظر إلى ما وراء حدود التخصصات وأبتكر في المجال الذي أراه مناسباً. لم أتلقّ أي تدرب رسميّ في التصميم، بل درست تاريخ الفنّ، وهذا يسمح لي بالتفكير باستقلالية وعدم التقيّد بالتخصّصات. وأشعر بأنني قادرة على إيجاد الوسيلة أو النوع المناسب للتعبير عن السرد الذي أريد أن أرويه.

ليس لديّ عملية محدّدة أتبعها ولكن غالباً ما تستند المشاريع إمّا على المادّة أو السرد. فأنطلق من مفهوم معيّن في البداية ثم تتطوّر العملية من هنا.

أمّا أسلوبي في التصميم فهو بديهي وتعبيريّ. ولا يختلف الأمر بالنسبة إليّ بين تصميم معطف أو كرسي أو ديكور. فالنهج والروح واحدة. كما أنّ مصدر إلهامي الدائم هو الطبيعة والمناظر والعناصر الطبيعيىة فأستوحي منها الألوان والمواد والهندسة.

وبالرغم من تنوّع السياقات، إلّا أن هناك خيطاً ثابتاً يجمع بين كلّ مشاريعنا، ألا وهو الاهتمام الدقيق بالتفاصيل. سواءً كنّا نصنع قطعة أثاث أو نصمّم ديكور داخلي أو نبتكر مجموعة أزياء، فإن العملية ترتكز على احترام عميق للحرفية والمواد.

في تعاونك مع Poltrona Frau في مجموعة Squash، دمجت أسلوبك النحتي مع إرث العلامة التجارية العريق في الحرفية الجلدية. ما الذي جذبك إلى هذه الشراكة، وكيف تمكّنت من تحقيق التوازن بين الجرأة والراحة في كرسي Squash  بذراعين؟

لقد انجذبتُ إلى التزام Poltrona Frau بالجودة وإلى الطابع الجريء في تصاميمها.

بدأ تعاوننا بزيارة ملهمة لمصنع وأرشيف العلامة التجارية في إيطاليا، حيث تأثّرت بالأشكال الجريئة وغير المتوقعة من السبعينات والتي كانت تتناغم مع أسلوبي الخاصّ في التصميم.

لقد سعيت لإضفاء عناصر من تراثي ودمج تفاصيل مستوحاة من الفنّ الشعبي الإنجليزي في هذه المجموعة. فزخارف السجاد مستوحاة من الكراسي التي يبرز فيها نمط الترقيع الإنجليزي التقليدي، بينما تعكس فكرة تصميم المرايا الجلدية تكريمي الشخصي للأعمال الجلدية الإنجليزية القديمة. كما تجسّد المرايا الثلاثية المنجّدة بالجلد الخطوط في تصميم الكرسي بذراعين، مع زجاج ناعم في إطارات ذات منحنيات.

أردت إضفاء لمسة ذات طابع نحتيّ وناعم في نفس الوقت على الحرفية العالية التي تتسم بها العلامة التجارية، لابتكار قطع تجسد المرح والحسّية في آن واحد.

وقد كان التوازن بين الجرأة والراحة محور رؤيتي، بخاصة أننا دمجنا لمسات خفية من الفن الشعبي الإنجليزي ضمن قطع تجمع بين التراث والحرفية والمهارة والأسلوب البارز والملفت للنظر.

غالباً ما تظهر التفاوتات كعنصر مميز في تصاميمك، بخاصّة في الطبيعة اليدوية لقطع الأثاث والأدوات المنزلية. كيف تساهم هذه الشوائب الطبيعية في أصالة تصاميمك وارتباطها العاطفي؟

يُعدّ احتضان الشوائب عنصراً أساسياً في فلسفتي التصميمية. فأنا أرى الجمال في التفاوتات الطبيعية، لأنها تضفي على كل قطعة طابعاً فريداً. في أثاثي وأدواتي المنزلية المصنوعة يدوياً، تدعو هذه الشوائي الطبيعية إلى ارتباط أعمق، ممّا يمنح كل قطعة إحساساً بالحياة والسرد الذي غالباً ما تفتقر إليه القطع المنتجة بكميات كبيرة.

اقرئي ايضًا:مجموعة ‘‘Tressages Équestres’’ من Hermès تحتفي بفنّ التضفير وأناقة الفروسية

لقد أصبح كرسي Roly Poly تصميماً مشهوراً بشكله الهندسي والحرفية الهائلة التي يتّسم بها. هلّا تطلعينا على مصدر الإلهام وراءه؟

كان كرسي Roly Poly استمراراً لعملي بأشكال هندسية بسيطة جداً، ومع ذلك فقد أخذني بعيداً عن الخطوط المستقيمة للقطع السابقة ليصبح أكثر انحناءً وامتلاءً. ويعود السبب في ذلك إلى الأمومة. ففي الوقت الذي صممت فيه هذه المجموعة كنت حاملاً بابنتي، ممّا أضفى على عملي طابعاً أكثر نعومة وطفولية ومرحاً. أدركت أنّه من غير المناسب بالنسبة إليّ في منزلي أن أصمّم أثاثاً بزوايا حادة، فيجب أن يكون كلّ شيء مستديراً وآمناً.

تعكس تصاميمك الداخلية اهتماماً دقيقاً بالتفاصيل والمادّة. كيف تتعاملين مع فكرة السرد القصصي للمساحة، وما الدور الذي تلعبه البيئة المحيطة في تشكيل رؤيتك؟

هناك دائماً سرد يتخلّل أعمالي، وفي أي مشروع تصميم داخلي أبحث عن تاريخ المكان وعمره وأحاول أن أضيف إليه فهماً للتاريخ والثقافة. كما أنني أركّز أيضاً على العميل، من اهتماماته الشخصية إلى أسلوب حياته، وأستوحي من ذلك.

 

كشخص تحدّى التصنيف بلا خوف وتخطى حدود الإبداع باستمرار، ما هي النصيحة التي تقدّمينها للمصممين والفنانين الشباب الذين يسعون إلى إبراز هويتهم الخاصة في عالم غالباً ما يتطلب الامتثال؟

أظنّ أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يتّخذ المصممون الشباب موقفاً ويعبّرون عن رأيهم الخاص. أشعر أن الجيل الأصغر سناً قد تم كبحه وتقييده من حيث رفع الصوت والتعبير عن المواقف الشخصية والسياسية. لقد تم تشتيت انتباههم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحوا عاجزين إبداعياً وابتكارياً بسبب ما يفعله الآخرون من حولهم، لكنّني واثقة من أنّه سيكون هناك رد فعل قوي، وسيعلو صوتهم بالفعل.

اقرئي ايضًاعيشي سحر موسم الاحتفالات في مدينة بولزانو الإيطالية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث