نحو آفاق جديدة...

الإعداد: MAY BARBER

المستقبل ينبثق من الصحراء، والمستقبل يبدأ الآن. في حوار مع Marie Claire Arabia Maison يشاركنا أربعة مصمّمين مبدعين كيف يتخطّون حدود التصميم المستدام من خلال الاستخدام المبتكر لأشجار النخيل. من تحويل سعف النخيل المهملة إلى روائع معمارية إلى ابتكار منتجات صديقة للبيئة تحترم التقاليد، هم يعيدون تشكيل مستقبل التصميم في الإمارات العربية المتحدة. وتُظهر هذه القصص كيف يجتمع التراث والاستدامة والإبداع معاً لإلهام جيل جديد من الابتكارات الواعية بالبيئة.

 

من الطبيعة إلى التصميم

عبد الله الملا

رحلة معمارية مع أشجار النخيل

لقد أحدث عبد الله الملا ثورة في استخدام شجرة النخيل في الهندسة المعمارية، حيث حوّل كلّ جزء منها - من الجذع إلى الأوراق - إلى عناصر تصميم حديثة. ويوضح قائلاً: "تبدأ الرحلة بفهم خصائص شجرة النخيل، فكلّ جزء منها يوفّر إمكانات فريدة من نوعها". يحوّل عمله خشب النخيل وأوراقه إلى مواد بناء مستدامة تحترم التقاليد وتخدم في الوقت نفسه احتياجات التصميم المعاصر.

بالرغم التحديات الهيكلية لخشب النخيل، هو يتعامل مع هذه القيود ويحتفي بالطبيعة العضوية للمادة بدلاً من فرض معايير تقليدية عليها.

يعتقد عبد الله أن المصمّمين الإماراتيين لديهم فرصة كبيرة للترويج لأشجار النخيل كمورد محلي مستدام. وتدمج تصاميمه بسلاسة بين الماضي والمستقبل، ممّا يخلق مساحات معاصرة تعكس دفء وتراث الثقافة الإماراتية. وفي المستقبل، يركّز عبد الله على مواصلة استكشاف التقاطع بين الطبيعة والتراث والابتكار استناداً إلى ممارسات مستدامة تدمج المواد العضوية في العمارة الحديثة.

 

دمج التقاليد

لينا غالب تعيد إحياء أغصان النخيل

Image Courtesy of Vacheron Constantin for Omar Al Gurg

 

تجمع لينا غالب، المشاركة في برنامج "تنوين" للتصميم ومبتكرة Plypalm، بين جوهر التقاليد المصرية والإماراتية. استلهمت لينا من استخدام أغصان النخيل في كلتا الثقافتين، فابتكرت مقعد "يريد" المميز. وتوضح قائلةً: "في مصر، كانت أغصان النخيل تُستخدم لصنع الكراسي والطاولات من خلال قطع الأغصان وربطها ببعضها البعض بدون الاستعانة بأي أدوات حديثة، بينما في الإمارات العربية المتحدة، كانوا يستخدمونها لصنع هياكل منزلية كاملة تسمى العريش". وقد بدأت رؤيتها في التبلور بعد جمع الأغصان المهملة وإجراء التجارب في مشاغل "تشكيل"، لتحويل هذه المواد الطبيعية الوفيرة إلى تصاميم مستدامة. ويتم الحصول على مادة PlyPalm من خلال الإدارة المستدامة للنفايات، لتطوير القطع بعناية. ويبقى مقعد "يريد" تصميمها المفضّل إذ يرمز إلى العلاقة بين الثقافتين. وفي المستقبل، تهدف لينا إلى أتمتة الإنتاج والتوسّع في المنتجات اليومية، فيما تجمع بين الحرفية والابتكار.

 

الابتكار من الصحراء

حلول البناء المستدام من Desert Board

يقوم مصنع Desert Board، الذي أسّسه السيد حاتم فرح عام 1997 ويترأسه اليوم السيد كمال فرح، بتحويل سعف النخيل المهملة إلى مواد بناء عالية الأداء. بدأت الفكرة عندما رأى السيد فرح أكواماً من سعف النخيل الميتة التي يتم التخلّص منها وقرر أن يصنع منها لوحاً. وقد أدى هذا الابتكار إلى ظهور ألواح خشب النخيل PSB، كبديل مستدام لألواح OSB. يتميز هذا اللوح بأنه خالٍ من الفورمالديهايد ومقاوم للرطوبة ومتعدّد الاستخدامات، ممّا يجعله مناسباً لكلّ شيء بدءاً من الأثاث وحتى البناء. وتعتمد عملية التوريد الصديقة للبيئة التي يقوم بها مصنع Desert Board على شراكات مع المزارعين المحليين والبلديات المحلية، ممّا يضمن جمع سعف النخيل بدون قطع الأشجار.

وفي المستقبل، يطمح Desert Board إلى التوسّع في الهياكل الخشبية الضخمة لتقليل البصمة الكربونية للبيئة المبنية. فيقول السيد كمال: "نحن نركّز على إزالة الكربون من مواد البناء وتلبية معايير اتفاقية باريس للمناخ". ومع خطط الشركة لبناء المنازل من ألواحها، هي تحتل موقع الصدارة في مجال البناء المستدام في الإمارات العربية المتحدة.

 

البدايات المستدامة

Palmade بتوقيع لميس: حلّ عضويّ للنفايات البلاستيكية

بدأت Palmade، التي شاركت لميس وزوجها في تأسيسها، كتجربة في مرآب منزلهما بهدف ابتكار شيء من شأنه أن يترك أثراً إيجابياً. وتوضح لميس: "Palmade هي نتيجة إرادة كانت في أذهاننا لابتكار شيء له هدف وأثر". أثارت وفرة أوراق النخيل في منطقتهما الفضول حول كيفية تحويل هذا المورد الطبيعي إلى شيء مفيد. وبعد سنوات من البحث، وجدا طريقة لصنع أدوات مائدة صديقة للبيئة من أوراق النخيل المهملة، ممّا يوفر بديلاً مستداماً للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. ويكمن نجاح Palmade أيضاً في التعاون مع الشركات المحلية لتوريد أوراق النخيل. وتقول: "لقد كانت هذه الشراكات مفيدة للطرفين – فيوفّر عملاؤنا تكاليف التخلص من الأوراق، ونحن نعيد تدويرها إلى منتجات قابلة للتحلل". وستمنع هذه العملية أن ينتهي المطاف بالأوراق في مكبّات النفايات فيما تساهم أيضاً في الحدّ من التلوث البلاستيكي.

وبالإضافة إلى الأهداف البيئية، تتعاون لميس وفريقها بنشاط مع الطلّاب وتشجّعهم على استكشاف إمكانات الموارد الطبيعية. فتقول: "نريد أن نلهمهم للابتكار وتحمّل تلك المخاطر، ومن المدهش أن نرى مدى شغف هذا الجيل بالاستدامة".

اقرئي ايضًا:Faye Toogood، إبداعٌ بلا حدود

وفي المستقبل، تتصور لميس أن تتطور Palmade لتصبح أوسع نطاقاً، حيث تقوم بتطوير منتجات جديدة تحلّ محل البلاستيك وتعزّز الممارسات المستدامة. وتضيف: "نحن متحمّسون للاتجاه الذي نسير فيه، بخاصة مع توجّه قوانين دولة الإمارات العربية المتحدة نحو حظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد".

 

اقرئي ايضًاعيشي سحر موسم الاحتفالات في مدينة بولزانو الإيطالية

 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث