Hasna Aloufi وSaria Abdeen: تختلف ظواهر استقبال العيد فى الممكلة العربيّة السعوديّة عن أيّ بلد آخر

لطالما كان الشغف هو المحرّك الأساسي لكل خطوة خطّتها حسناء العوفي وسارية عابدين، الأمر الذي كان بمثابة الحافز والدافع الأوّل لخلق مسيرة خاصّة هدفها الأوّل والأخير هو ربط الثقافات بالطريقة المثلى التي تفصل بين العادات والتقاليد وإتيكيت المجتمع والفرد وتعزيز القيم والسلوكيات الصحيحة بين المجتمعات المختلفة. وهكذا ولدت مجموعة "سَمْت" وهي شركة سعوديّة مبتكرة لتقديم الاستشارات والتدريبات في الإتيكيت والبروتوكول. وفي ما يلي نتطرّق إلى التغيّرات والتطوّر الذي طرأ على إتيكيت العيد في الخليج العربي ولا سيّما المملكة العربيّة السعوديّة ومواضيع أخرى ذات صلة مع حسناء العوفي المؤسِّسة والمديرة التنفيذيّة لمجموعة "سَمْت" وسارية عابدين الشريكة المؤسِّسة ومديرة العمليّات للمجموعة.

"عند الحديث عن العادات والتقاليد في المناسبات الرسمية والدينية في الخليج العربي ولا سيّما المملكة العربية السعودية، فإننا نتحدّث عن احتفاء جماعي لا يستثني كبيرًا أو صغيرًا، ولا يختص بمستوى اجتماعي محدّد، إنمّا هو حالة من البهجة تشبه غيمة تمتدّ في سماء المملكة محمّلة بالفرح والخير"، تخبرنا حسناء العوفي وسارية عابدين، وتكملان: "إذ ما أن يقترب حلول شهر رمضان المبارك، حتّى نرى الناس يتهافتون إلى الأسواق التجاريّة للتحضير لاستقبال ضيفهم الكريم، وهنا تعمّ التهاني في أرجاء الأرض. ولا يزال الأهالي يحتفون بحلول شهر رمضان المبارك كما في سابق عهدهم، فيظهر الزيّ الرمضاني والجلابيات المطرزة بألوانها البهية وزينة رمضان التي تكتسي بها البيوت، هكذا حتّى انقضاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر السعيد، إذ تعمّ أجواء العيد والاحتفالات وتعلو الابتسامة أوجه الأطفال والكبار أيضاً".​​​​​​

اقرئي أيضاً: أفكار تزيين لعيد الفطر
تحافظ الشعوب العربيّة على موروثاتها
فما هي التغيّرات والتطوّرات التي طرأت على إتيكيت العيد والمعايدات عبر السنين؟ تجيبنا المؤسسة والمديرة التنفيذيّة لمجموعة "سَمْت" والشريكة المؤسسة ومديرة العمليّات للمجموعة: "العيد في مجمله عبارة عن فرحة لا يمكن تجاوزها، إذ تحافظ الشعوب العربية على موروثاتها في التعبير عن البهجة في استقبال العيد وتتوارثها عبر الأجيال، ويختفي بعضها في أماكن أخرى أو يندثر بعضها الآخر كليّاً، ولكن في النهاية تندرج جميعها تحت إتيكيت العيد وعاداته وتقاليده. إذ في صباح العيد، يتجمّع الناس لصلاة العيد، التي تجمع الأهالي في أحيائهم الخاصة، ويقومون بعدها بتهنئة بعضهم بعضاً في مصلى العيد، بترديد بعض العبارات المتعارف عليها مثل "كلّ عام وأنتم بخير"، "عساكم من عواده"، و"تقبّل الله طاعتكم" وغيرها". وتضيف الرائدتان السعوديتان: "وسابقاً كان سكّان الحيّ الواحد يخصّصون مساحة من الحيّ لإقامة احتفاليّة العيد وتزيينها وتخصيص ألعاب الأطفال، ومن هنا تصل فرحة العيد للجميع من دون استثناء. وتردفان: "أمّا عن ضيافة العيد فهي غالباً ما تكون شوكولاته تقدّم مع القهوة والعصائر، وتوزّع عيديّات من النقود على الأطفال ويحرص الأهالي على أن تكون العيدية من النقود الورقيّة الجديدة، وكواحدة من مظاهر العيد المتعارف عليها في السعودية ”غيبوبة العيد“ وهي فترة النوم التي ينامها الجميع بعد صلاة الظهر في أوّل أيّام العيد". أمّا في وقتنا الحاضر وبعد أن أصبحت التقنية جزءاً أساسياً في حياتنا، فقد أصبح البعض يلجأ إلى التهنئة عبر الهاتف الجوّال من خلال الاتّصال والرسائل النصيّة.
فكيف يرتبط هذا التطوّر بالتغيّرات في التقاليد أو الثقافة في المجتمع السعودي؟ تؤكّد لنا الخبيرتان أنّ مظاهر استقبال العيد تختلف في الممكلة العربية السعودية عن أيّ بلد آخر. وتفسّران: "حيث تبدأ مظاهراستقبال العيد قبل حلوله، وتبدأ الأسر بشراء حاجاتها من الألبسة والمأكولات، وتُعدّ الحلويات الخاصّة بالعيد في بعض المناطق، وتفوح من البيوت رائحة العود والبخور وتوزّع العيديّات على الأطفال والفقراء والمساكين. وفي وقتنا الحاضر لا زال المجتمع السعودي يحافظ على عاداته المتوارثة، وقد ارتبطت المعايدة بزيارة الأهل في أوّل أيّام العيد. أمّا معايدة الأصدقاء والمعارف فتكون بالاتّصال والزيارات بعد مضي اليوم الأوّل".

بين التقاليد والحداثة
كيف تستطيع قواعد الإتيكيت الأستجابة لقواعد الحداثة التي فرضها العصر وفي الوقت عينه احترام التقاليد وإيقاظ الذكريات؟ تؤكّد حسناء العوفي وسارية عابدين: "في مجتمعاتنا العربيّة ولا سيّما في مجتمعنا السعودي، عندما يكون الحديث عن العيد والمناسبات الدينيّة، فإننا نتحدث عن عادات وتقاليد وثقافة تناقلتها الأجيال كموروث ثمين. وإن قصدنا الإتيكيت في هذه المناسبات، فإنّ تلك العادات هي السلوك المتّبع، وهي التي حافظت على صورتها من قديم الزمان. أمّا عن الحداثة، فإنّها في طبيعة الحال إن وَجدت مكاناً لها، فأوجدته في الهدايا وفي اختيارها ومناسبتها وطريقة تقديمها واستقبالها".
وبسبب الظروف الحاليّة التي فرضتها جائحة كورونا، تشير الخبيرتان إلى ضرورة أخذ التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار، لأنّه الوسيلة الوقائية الأفضل ليكون الجميع بخير. وتقولان: "فمن الأفضل أن تكون التهنئة والمعايدة من خلال التواصل عن بعد، لا سيّما مع وجود وسائل متنوّعة لإيصال المعايدات سواء كانت مادية أو تقنية مثل الاتّصال المرئي والاتّصال الصوتي، ولا يفضّل التواصل بالرسائل وجمع الآخرين في رسالة واحدة. وإن كان لا بدّ من الرسالة، فمن الأفضل أن تكون مخصّصة للشخص عينه".
وتختمان: "تتعدّد مظاهر الاحتفال بالعيد وتختلف من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر متأثّرة بتطوّر الحياة، فنجدها في الماضي مختلفة بشكل كبير عمّا هي في الوقت الحالي ولكن الشيء الوحيد الذي ليس فيه اختلاف هو الفرحة بمجيء العيد، لا سيّما عن كونه مناسبة دينية اجتمع بها المسلمون كافة بعيداً عن عرقهم أو موطنهم. فارتباط العيد بالتهنئة والتبريكات والاحتفالات هو نقطة مشتركة تجمع بين المسلمين ببهجة وفرحة لا مثيل لهما أبداً". 

اقرئي أيضاً: افكار لعيد الفطر 2021

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث