“الجمعية الأولى” هي الجمعية الخيرية الأولى في المملكة العربيّة السعوديّة. وقد تأسّست على مبدأ جوهري وهو "تمكين الفرد من أجل بناء مجتمع متكامل ومستدام". حيث كان الهدف الأساسي منذ نشأة الجمعية في عام 1962 هو دعم وتطوير أفراد المجتمع ليصبحوا قادرين على مواجهة التحديّات، بدايةً من توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والسكن، وصولاً إلى تبنّي نهج متكامل يركّز على كسر دائرة الفقر عبر دعم الأجيال الصاعدة. هذه القيم مكّنت الجمعية من الحفاظ على استمراريّتها وتأثيرها الإيجابيّ في المجتمع لأكثر من ستين عامًا. وفي ما يلي نتعرّف عن قرب إلى هذه الجمعيّة ونشاطاتها وتحديداً مهرجان فنجان الخير الذي تنظّمه في جدّة من 13 فبراير إلى 15 فبراير.
يتكوّن طاقم الجمعية بالكامل من نساء ذوات خبرات متنوّعة، ممّا يشكل مصدر فخر وتأثير قويّ للجمعية. ويعكس هذا التوجّه رؤية الجمعية نحو تعزيز مكانة المرأة في المجتمع وإبراز دورها في العمل الخيري والمجتمعي. وقد أدّى هذا النهج إلى زيادة الثقة بين الجمعية والمجتمع، حيث ساهم الطاقم النسائي في تعزيز الابتكار وتبنّي أفكار جديدة تتماشى مع احتياجات المجتمع. ومن اللحظات البارزة خلال مسيرة الجمعية، تنظيم فعاليّات رائدة وتقديم برامج مبتكرة ساعدت في تعزيز مكانة المرأة ودورها في قيادة العمل التطوعي والخيري.
من خلال مبادراتها تقوم الجمعيّة بتمكين النساء والأطفال والعطاء للمجتمع. ويؤكّد الطاقم: " هدفنا الأساسي هو كسر دائرة الفقر، لذا تتمحور جميع مبادراتنا حول هذا الهدف من خلال تمكين الأطفال وأسرهم وتزويدهم بمهارات تفيدهم في المستقبل، وأبرزها مهارات القرن الواحد والعشرين، حيث نسعى من خلال هذه البرامج إلى إعداد جيل قادر على المشاركة الفعّالة في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتشمل هذه المهارات التفكير النقدي، والقيادة، وتعزيز القدرات الشخصية والذهنية، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومستدام". أمّا عن الإجراءات والشروط للانضمام للجمعيّة وعن الخبرة التي تدعوا الجمعيّة السيدات لعيشها، فيشير الطاقم: "ندعو جميع السيدات للانضمام إلى رحلة عميقة تتجاوز العمل الخيري التقليدي؛ إنّها تجربة تغمرهنّ بروح العطاء والإبداع. الانضمام كعضوة في "الأولى" يتطلّب دفع رسوم سنوية رمزية، والمشاركة الفعّالة في الاجتماعات، وتقديم الآراء والمقترحات التي تُثري مسيرة الجمعية. العضوات لدينا في الجمعية لسنَ مجرّد عضوات، وإنّما شريكات في رسم مستقبل مشرق للعديد من الأسر وللمجتمع ككلّ. لكلٍ منهنّ دور مهم في نماء الجمعية وتطويرها، ولدى كل واحدةٍ منهن فرصة لترك بصمتها الخاصة، ممّا يجعل "الأولى" منارة تنبض بالأمل والعمل الجماعي المشرق."
تعزيز المشهد الثقافي
مهرجان فنجان الخير هو تجسيد لمسؤوليّة الجمعيّة تجاه المجتمع، وانعكاس لحرصهم كجمعيةٍ رائدة على تعزيز المشهد الثقافي وجمع القلوب من شتى البلدان في إطار يسوده حبّ الخير. هو احتفاء ثقافي يعكس أصالة التراث ويستضيف قلوبًا شغوفة بالعطاء من مختلف الثقافات، ليجمعهم في مكانٍ واحد يسوده عبق القهوة السعودية وأذواق القهوة والشاي العالمية في تجربة تنبض بالإنسانية. سيعقد مهرجان الخير لعام 2025 في جدة بفندق بارك حياة، في قاعة الصحبة. تنطلق الفعاليات يوم 13 فبراير وتستمرّ حتى 15 فبراير 2025، حيث تبدأ من الساعة 5 مساءً حتى 11 مساءً. يضمّ المهرجان عروضًا حيّة لتحضير الشاي والقهوة، وعروضاً موسيقية وفلكلورية، ومحلات ومتاجر متنوّعة و ركن خاص للاحتفال بالحرف اليدوية من حول العالم كل ذلك في أجواء ملهمة وممتعة على ضفاف البحر الأحمر.
في رسالة تنبض بروح التكاتف، يعزّز مهرجان الخير مفهوم أنّ "الكل قادر على العطاء". هذا الابتكار المتمثّل في المهرجان فتح الباب واسعًا لتشجيع الشركات من مختلف القطاعات والأفراد من مختلف التخصصات لتقديم مساهماتهم. إنّه منصة تتيح للجميع، بغض النظر عن تخصصهم أو خبراتهم، فرصة ليكونوا جزءًا من قصة العطاء، مشجّعين بذلك على نشر المسؤولية الاجتماعية في المجتمع بأسره. بين دعم الصناعة المحليّة وتعزيز المشهد الثقافي والمسؤوليّة الاجتماعية، يقوم هذا المهرجان بعمل جبّار سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي والمجتمعي. يخبرنا طاقم الجمعيّة عمّا ستحمل نسخة العام 2025 من جديد: " نعمل جاهدين في مهرجان الخير لعام 2025 على إبراز الثقافة الحجازية، وإضفاء طابع خاص يعكس روح هذا التراث الأصيل. سنخصص جانبًا من الفعاليات للتحضير للاحتفالات الرمضانية المختلفة، لذا جاء شعارنا لهذا العام: فنجان الخير يهلِّي بشهر الخير." وبالإضافة إلى ذلك، تمّ الإعلان محليًا عن عام 2025 كعام الحرف اليدوية، ما يلهمنا لتسليط الضوء على منتجات الحرف اليدوية التي سيكون لها حضور قوي ضمن فعاليات المهرجان".
ويختتم الطاقم بهذه الرسالة من القلب بما يخصّ المشاركة في هذه الفعاليّة: "الابتكار جزء لا يتجزأ من العمل الخيري، ومهرجان الخير هو دليل حي على ذلك. نحن لا نستقبل التبرعات فقط، بل نقدّم تجربة مختلفة وفريدة تدمج بين المتعة والخير. هو فرصة للتعارف على ثقافات أخرى، وللتواصل مع رجال وسيدات المجتمع، والاستمتاع بأجواء البحر، بينما نستقبل شهر رمضان المبارك بروح من العطاء والمحبة. ندعوكم إلى هذه التجربة الاستثنائية التي توفر لكم لحظات من المتعة والمعرفة، وتجمع بين الأصالة والترابط المجتمعي في أجواء لا مثيل لها."
إقرئي أيضاً: قوة الوعي الذاتي مع رولا عاشور