Dyala Nusseibeh : " لا شكّ في أنّ المحرّك الرئيس للمشهد الفنيّ هو النساء"

هي من هواة جمع القطع الفنيّة وتشغل منصب مديرة "فنّ أبوظبي" منذ العام 2016. إنّها Dyala Nusseibeh، حائزة شهادة البكالوريوس من جامعة Cambridge ودرجة الماجستير بتقدير امتياز في الفنون المعاصرة من جامعة Glascow، وقد عملت سابقاً في مؤسسات فنيّة بارزة مثل Saatchi Gallery وArt International في إسطنبول. وتخبرنا في ما يلي المزيد عن نسخة المعرض الأكبر التي ستُقام بين 16و20 نوفمبر الجاري في منارة السعديات التي ستكون مجانيّة للجميع وعن المواضيع والإضافات التي ستتضمّنها!

مع 80 معرضاً من 27 دولة مختلفة، هلّا تخبرينا أكثر عن المواضيع الرئيسة لهذا العام وعن التنوّع الذي ستشهده هذه النسخة من "فنّ أبوظبي"؟

إنّها النسخة الأكبر للمعرض حتّى اليوم، ومع 33 صالة عرض جديدة! نعمل كلّ عام مع قيّمين فنيّين مختلفين، وهذا العام هناك تركيز على فنّ المغرب العربيّ برعاية أستاذة الفلسفة ومؤرخة الفنّ التونسيّة Rachida Triki، بالإضافة إلى التركيز على تركيا برعاية الفنّان Jade Yesim Turanli والكثير من صالات العرض الأخرى التي جمعتها الصحفيّة الفنيّة Riccarda Mandrini. وستبرز وجهات النظر المتنوّعة في المعرض من خلال صالات العرض الجديدة المشاركة.

ما هي أبرز النقاط في المبادرات الخاصّة التي عملتم عليها في نسخة هذا العام؟

إلى جانب صالات العرض التي تقدّم أعمالاً للبيع، نعمل على تحسين المحتوى في المعرض من خلال إضافة تلك غير التجاريّة، ويتضمّن هذا العام التركيز على الميتافيرس وتاريخ الفنّ الرقميّ برعاية شخصيّة وهميّة وهي Dr.O، بالإضافة إلى عرض لأكثر من 50 كتاباً رائعاً لفنّانين وقد تمّ ابتكارها أثناء الوباء، وبرنامج "آفاق: الفنّانون الناشئون" السنويّ الخاص بنا طبعاً بدعم من أصدقاء "فنّ أبوظبي". وتتضمّن مجموعة الفنّانين الناشئين المفوّضين هذا العام، Sarah Al Mehairi وMohamed Khalid وMajd Alloush.

هل لاحظت أي تغيير في الأعمال الفنيّة التي ظهرت بعد جائحة كورونا؟

خلال الوباء تصدّرت الرموز غير القابلة للاستبدال العناوين إلى جانب موجة استثمارات العملات المشفّرة. وبطبيعة الحال، طال الإغلاق العام معرضنا أيضاً فتكيّفنا مع الوضع من خلال إنشاء فعالية فنيّة افتراضيّة. وهذا يعني أنّه كان يجب أن تكون الكثير من الأعمال التي تمّ بيعها عبر الإنترنت مناسبة لموقع إنتستغرام أو أن يبدو شكلها جيّداً على الشاشة لتُباع. كان هناك أيضاً موجة من الرموز غير القابلة للاستبدال امتدّت إلى مصداقية مؤسسية وكان يقودها كبار تجّار العملات المشفّرة والشباب. أمّا بعد الوباء، فقد لاحظت عودة إلى اللوحات الفنيّة، فكنت أتصفّح مجلّة Frieze مثلاً في أكتوبر ولاحظت أعمالاً أقلّ لفتاً للنظر مقابل المزيد من اللوحات. هذا لا يعني أنّها نهاية الرموز هذه لكن تراجعت تلك الموجة الضخمة ويتفاوض الفنّانون العاملون في الوسائط الرقميّة حول مكانتاهم في عالم الفنّ في المرحلة اللاحقة، لكنّني أظنّ أنّ الفنّ الرقميّ موجود ليبقى ويستمرّ. ولهذا السبب تحديداً، يعكس معرضنا عن الميتافيرس تاريخ الفنّ الرقميّ الذي لم يظهر من العدم بل هو في مساره الخاصّ بالفعل.

يبقى الفنّ دائماً علاجاً للنفس بالنسبة إلى الفنّانين وجميع عشّاق الفنّ. كيف يساهم "فنّ أبوظبي" برأيك في جعل الفنّ أقرب إلى المواطنين الإماراتيّين والعرب؟

يمكنني الاستعانة ببرنامج "آفاق: الفنّانون الناشئون" كمؤشر على ذلك. نحن نعمل بشكل مباشر مع فنّانين إماراتيّين وعرب يعيشون في الإمارات والمنطقة. وأودّ أن أسلّط الضوء أيضاً على برامج الطلاب لدينا مثل جائزة الجناح المعماري السنويّة وبرنامج "الفن + التكنولوجيا" الذي يضمّ ستّ جامعات. كما أنّنا نعمل كثيراً أيضاً على الفنّ العام، مثل تعاوننا مع الدار العقاريّة في حديقةReem Central Park الرائعة أو مع لجنة الأولمبياد الخاص في حديقة الأولمبياد الخاص. ونحن نقدّم الفنّ أيضاً في المواقع التاريخيّة كما نفعل في العين مع مجموعة من الفنّانين. وتهدف كلّ هذه الجهود لدعم مجتمع الفنّ المحليّ وإيصال الفنّ إلى أكبر عدد من الأشخاص.

كيف تقيّمين تطوّر الفنون في منطقة الخليج في ظلّ عالم الرموز غير القابلة للاستبدال والميتافيرس؟

تتواجد منطقة الخليج في وضع جيّد للقيادة في هذا المجال إذ إنّها سوق جديدة للجميع كما يتمتّع جيل الشباب في المنطقة بمعرفة كبيرة في مجال التكنولوجيا. ويشكّل أحد شركائنا في برنامج "الفن + التكنولوجيا" وهي منصّة MORROW Collective دليلاً على ذلك إذ إنّها تتعامل مع الكثير من الفنّانين في الإمارات العربيّة المتّحدة من أجل ابتكار الرموز غير القابلة للاستبدال وتنظيم عروض ضمن الميتافيرس طوال السنوات القليلة الماضية. وننصحك بزيارة كشك "الفن + التكنولوجيا" من MORROW Collective ومعرض الميتافيرس مع Dr.O (المعروف بالدكتور عمر خليف، قيّم أوّل في مؤسسة الشارقة للفنون) في "فنّ أبوظبي" لرؤية ذلك بنفسك!

ما هو نوع الفنّ المفضّل اليوم؟ وكيف يمكن للطلب المرتفع أن يزيد من قيمة العمل الفنيّ؟

يمكن مقارنة الأعمال التي يحرّكها السوق ببطاقات التجميع التي يتم تداولها. فقد تبرز الرموز غير القابلة للاستبدال أو الفنّانات النساء على سبيل المثال، لكنّ القوى الأكثر تقلبّاً تحافظ على تماسك السوق الأوسع. أظنّ أنّه من المهمّ أن نحبّ ما نقوم بجمعه ولا نشتري القطع بسبب ما نسمعه فقط. وقد عزّزت نتائج البيع الرائعة من دور المزادات في أكتوبر ثقة المشتري في قيمة سوق الفنّ!

ما الدور الذي تؤدّيه النساء الملهمات أمثالك في تطوّر المشهد الفنّي في المنطقة؟

إنّ دوري بسيط، لكن لا شكّ في أنّ المحرّك الرئيس للمشهد الفنيّ هو النساء، إنّما هنّ من الشخصيّات البارزة مثل سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، رئيسة مؤسسة سلامة بنت حمدان وبالطبع والدتها سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان. ومؤسسة سلامة بنت حمدان هي طبعاً الهيئة المكلّفة لجناح الإمارات العربية المتّحدة في البندقية، كما أنّها تدعم منحة الفنّانين الناشئين وWarehouse421 وجميع المبادرات الفنيّة الرئيسة. وأودّ أن أذكر أيضاً وزيرة الثقافة معالي نورة الكعبي فهي صوت رئيس آخر في المنطقة سواء في الحفاظ على الثقافة أو تطويرها.

ماذا تقولين لكلّ عاشقات الفنّ لتشجيعهنّ على زيارة المعرض؟

سوف أقتبس عن الراعي الرئيس لمعرض هذا العام Charles Zuber وأقول:"الحياة عرض. ادخلي إلى عالم من الوفرة واكتشفي دورك فيه." وأتمنّى أن أرى الجميع في معرض فنّ أبوظبي خلال هذا الشهر!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث