التواجد في كلّ لحظة وفي كلّ مكان مع الدكتورة صالحة أفريدي الأخصائيّة في علم النفس الإكلينيكي والمؤسس الشريك ومدير عام مركز لايت هاوس آرابيا للصحة النفسية!
كنساء عصريات، نحن حيويّات ومتعدّدات المواهب ولا نعرف الكلل. نكسر الحواجز، ونعيد تعريف مفهوم المرأة، ونرتقي إلى آفاق جديدة في حياتنا الشخصية والمهنية. من قيادة الدول إلى ريادة التقدّم في العلوم والتكنولوجيا، إلى التوفيق بين مسؤوليات العمل والمنزل، حقّقت المرأة خطوات كبيرة في المجتمع. ولكن إذا لم يقترن أسلوب الحياة هذا بممارسة التواصل الدائم مع الذات والتواجد في اللحظة الراهنة، فإننا نواجه خطر الإرهاق.
أهمية التواجد في اللحظة الحاليّة
في عالم يفرض علينا الحركة المستمرة والإنجاز المتواصل، قد يبدو التواجد الواعي في اللحظة الراهنة هدفاً بعيد المنال. إلّا أنّ هذا الفعل هو ما يثبّتنا حقاً ويضمن أن تكون أعمالنا ذات مغزى وأن نبقى على تواصل مع أنفسنا الحقيقية.
إقرئي أيضاً: 5 خطوات لتثبيت مشاعرك مع الدكتورة صالحة أفريدي
إليك بعض الطرق التي تتيح لك أن تكوني متواجدة في اللحظة وفي كلّ مكان!
- التأنّي: من السهل أن ننجرف مع وتيرة الحياة اليومية السريعة، بخاصة عندما يكون لدينا الكثير من المهام والأهداف التي نسعى لتحقيقها. إنّما لا يعني التأنّي إنجاز القليل، بل القيام بالأمور بنيّة ووعي أكبر. التطبيق: خصّصي وقتاً للتنفّس بعمق والمشي بوعي وتقدير الأمور البسيطة المفرحة في الحياة. من خلال التأنّي، تمنحين نفسك الفرصة لاختبار كلّ لحظة، بدلاً من مجرد الاستعجال.
- تطوير ممارسة التأمّل: التأمّل أداة قوية للبقاء على تواصل مع الذات. خصّصي وقتاً كلّ يوم أو أسبوع للتفكير في تجاربك وأفكارك ومشاعرك. التطبيق: يمكنك كتابة المذكرات أو التأمّل أو العلاج الذي يركّز على البصيرة أو ببساطة الجلوس بهدوء والتأمّل في يومك. سيساعدك ذلك على تكوين فكرة حول أفعالك وقراراتك، مما يسمح لك بمواءمة حياتك أكثر مع ذاتك.
- العيش وفق قيمك: في صخب الحياة اليومية، من السهل أن نغفل عمّا هو مهمّ حقاً. حدّدي نواياك الواضحة حول ما هو مهمّ بالنسبة إليك على المدى الطويل. التطبيق: سواء كانت صحتك أو علاقاتك أو نموك الشخصي أو مسيرتك المهنية، من المهم أن تحدّدي أهدافاً في كلّ مجال. اتّخذي خيارات واعية كلّ يوم تتماشى مع هذه النوايا والأهداف وتخلّي عمّا لا يتماشى معها.
- التمتّع بعلاقة واعية مع التكنولوجيا: بينما تربطنا التكنولوجيا وتجعل حياتنا أسهل، إلّا أنّها يمكن أن تشتّت انتباهنا عن الانخراط بشكل كامل في اللحظة الحالية. لذا استخدمي التكنولوجيا بوعي من خلال التحكم باستخدامك لها وهكذا يمكنك توفير الوقت والمساحة الذهنية للانخراط بشكل كامل مع الأشخاص والأنشطة من حولك. التطبيق: خصّصي أوقاتاً محدّدة لتفقّد رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا تتفقّديها في أوقات الفراغ (بين الاجتماعات مثلاً أو قبلها وبعدها، وفي السيارة عندما تكوني مع عائلتك وعلى مائدة العشاء...). تأكّدي أيضاً من قطع الاتصال بالإنترنت بانتظام حتى لو كان ذلك لبضع ساعات في الأسبوع.
- حفظ اللحظات في ذاكرتك: تتألّف الحياة من لحظات صغيرة غالباً ما تمرّ بدون أن ندركها. خذي وقتك لحفظ هذه اللحظات - سواء كان صوت ضحكة طفلك أو جمال غروب الشمس أو محادثة ذات مغزى مع صديق. التطبيق: عندما تستمتعين بلحظة ما، لا تسرعي لالتقاط الصور بهاتفك. بدلاً من ذلك، استخدمي حواسك الخمسة وانغمسي تماماً في التجربة. احفظي شكلها ورائحتها وملمسها وصوتها وحتى طعمها إذا كان ذلك ممكناً. اشعري بملمس الرمال تحت قدميك واستمعي إلى حفيف الأوراق في مهب الريح وتذوّقي طعم وجبتك المفضّلة واستنشقي رائحة الزهور المتفتحة. بهذه الطريقة، أنت تخلقين ذكريات حيّة تحاكي الحواس وبتبقى معك لفترة أطول بكثير من أي صورة أو مقطع فيديو.
إنّ التواجد في اللحظة وفي كلّ مكان هو إيجاد التوازن بين تحقيق أهدافك والاستمتاع بالرحلة. وتذكّري أنّ الأمر لا يتعلّق فقط بالمكان الذي تذهبين إليه أو ما تحقّقينه، بل مدى تواجدك في كلّ لحظة هو ما يهم فعلاً.
إقرئي أيضاً: 5 خطوات لادارة طاقتنا واولوياتنا