الصحة النفسية في العلاقات الرومانسية من منظور سعودي

الصحة النفسية في العلاقات الرومانسية: من منظور سعودي

الإعداد: Rola Ashour، الأخصائيّة والمعالجة النفسيّة والمؤسِّسَة المشاركة لمركز ACT وهو المركز الأوّل للعلاج النفسي في المملكة العربية السعودية.

الزواج في السعودية يُعتبر حدثًا بالغ الأهمية، يتّسم بالاحتفالات والتقاليد العريقة. ومع ذلك، فإنّ الأرقام التي كشفت عنها الهيئة العامة للإحصاء في عام 2024 تشير إلى ارتفاع معدلات الطلاق، ممّا يبرز التحديات التي تواجه العديد من الأزواج في الحفاظ على علاقاتهم.

الصحة النفسية تلعب دورًا جوهريًا في نجاح أي علاقة زوجية. لكن للأسف، لا تزال هذه القضايا محاطة بوصمة عار في ثقافتنا، ممّا يمنع الكثير من الأزواج من طلب المساعدة اللازمة. على سبيل المثال، تُظهر حالات عديدة كيف يمكن للضغوط الاجتماعية أن تؤدّي إلى رفض معالجة قضايا الصحة النفسية، خوفًا من تأثيرها على فرص الزواج أو الصورة الاجتماعية.

يتطلّب تأسيس زواج قوي إدراكًا لأهمية التثقيف النفسي قبل الزواج. ورش العمل والاستشارات التمهيدية، التي أصبحت ذات شعبية متزايدة في المملكة العربية السعودية، تمنح الأزواج الأدوات اللازمة لفهم احتياجاتهم العاطفية وتنمية مهارات التواصل الفعّال. هذا التحضير يساهم في مواجهة تحديات مثل توقعات الأدوار، وإدارة الضغوط، والتعامل مع المشكلات النفسية.

وإحدى القضايا المهمّة التي يغفل عنها الأزواج هي الصحة الحميمية. مناقشة هذه المواضيع بصراحة والتوجه إلى مختصين عند الضرورة يمكن أن يحلّ الكثير من المشكلات العاطفية والجسدية، ويعزّز من قوّة العلاقة الزوجية. كما أنّ دور الشريك الداعم يُعدّ أحد أسس العلاقة الصحية. تقديم الدعم النفسي والعاطفي للشريك يعكس التعاطف والرحمة، وهي قيم يعزّزها الدين الإسلامي، الذي يدعو إلى التراحم والرعاية المتبادلة في الزواج.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يدرك الأزواج أهميّة التوازن بين دعم الشريك والاهتمام بالذات. الرعاية الذاتية ليست أنانية، بل هي أساس لاستقرار العلاقة الزوجية. التواصل الصادق حول الاحتياجات والتحديات يعزّز التعاون بين الشريكين، ويحوّل العلاقة إلى مصدر قوة ودعم. في ظلّ التغيّرات المجتمعية في السعودية، أصبحت استشارات الأزواج والعلاج النفسي أكثر قبولًا. ومن خلال الجمع بين الدعم الروحي المُستمد من الدين الإسلامي وأدوات العلاج النفسي العلمي، يمكن تعزيز رفاهية الأزواج بشكل شامل.

الصحة النفسية ليست رفاهية، بل هي حاجة أساسية لضمان زواج قوي ومستدام. من خلال التثقيف المسبق، وتخطي وصمة العار حول الصحة النفسية والحميمية، وتعزيز الحوار المفتوح، يمكن للأزواج السعوديين بناء علاقات قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، ممّا يُسهم في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا واستقرارًا. 

إقرئي أيضاً: قوة الوعي الذاتي مع رولا عاشور

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث