التوازن الواعي بين تغذيتكِ وعاداتكِ التسوّقيّة

الإعداد: زينة الحسن

لا شكّ في أنّ تحديات الحياة المعاصرة تسبّب لنا ضغوطات عدّة، ممّا قد يرهقنا بشكل يوميّ. لذا، نعتبر أنّ ممارسة بعض تمارين التأمّل الواعي أو ما يُعرف بالـMindfulness من الوسائل المساعِدة للحفاظ على صحّتك الذهنيّة. في حين يُعدّ التأمّل الواعي عملاً إدراكيّاً للاستمتاع بالحاضر بوعي أكثر. فكيف يمكن القيام بهذا أثناء تناول وجبات الطعام وفي خلال التسوّق؟ وكيف له أن يؤثّر في صحّتك والبيئة المحيطة بكِ؟

عندما تأكلين بطريقة واعية، فأنت لا تستمتعين باللحظة فحسب، إنّما تعملين على الحدّ من التوتّر وتساعدين جهازك على هضم الطعام بشكل صحيح لا سيّما تقليل عدد السعرات الحراريّة. فقد أكّد الباحثون في مختبر الدماغ والسلوك لدى جامعة Coventry في المملكة المتّحدة على أنّ الجينات المتعلّقة بالالتهابات الناتجة عن التوتّر تكون أقل نشاطاً لدى الأشخاص الذين يمارسون التأمّل الواعي وأنّ التدريب على هذا النوع من التأمّل يخفّف من مستويات الـ Interleukin 6في الدمّ، وهو مؤشّر حيويّ التهابيّ عند أولئك الذين يعانون الإجهاد.

 فإليك كيف يمكنكِ تحقيق هذا الوعي في حياتكِ اليوميّة:

النظام الغذائيّ الواعي ودمج كافّة حواسكِ:

يعرض فيلم ديزني "Ratatouille" الشهير هذه النقطة بشكل جميل. فعندما يلمس الطاهي الصغير الطعامَ تترائ لنا صورة وكأنّه يعانقه فيما يقوم بشمّ رائحته جيّداً وكأنّه يتنشّق رائحة وردة عذبة ويلتمس ألوانها الجميلة. وأنتِ، حاولي أن تستمعي إلى صوت الطعام في فمك، فقومي بإغلاق عينيك وركّزي على كل تلك التفاصيل لا سيّما النكهات المختلفة، سواء أكانت حلوة أو مرّة أو مالحة أو ربّما حامضة... فاعتبري الأمر بمثابة نوع من الرفاهيّة.

كذلك، حاولي أن تفكّري في مدى فائدة هذا الطعام بالنسبة إلى جسدكِ. فنعي تماماً أنّ خلايا جسمك تتغذّى على الطعام الذي تتناولينه والمشروبات التي تشربينها. فتظاهري إذاً بأنّك تطعمين طفلاً، فهل ستعطي طفلكِ الرضيع طعاماً ضارّاً؟ في المرة القادمة التي تتناولين فيها الطعام، اسألي نفسك "هل سيضّرني هذا الطعام؟ هل سيغذّيني؟ هل يمكنني استبداله بخيار صحيّ؟" والأهمّ من ذلك، بغض الطرف عمّا تتناولينه، لا تقسي أبداً على نفسك أو تشعري بالسوء. فمن المهمّ جدّاً أن تدركي ما الذي يحتوي عليه طعامك. فاختاري بشكل واعٍ ومنطقيّ وحاولي قدر المستطاع الحصول على طعام عالي الجودة يأتي بمنافع عدّة لجسمك.

ودائماً ما يمكنك خلق توازن في روتينك الغذائيّ، إلّا أنّ الأمر يتطلّب أن تستمعي جيّداً لجسدك! فننصحك بأن تتعرّفي أكثر على طبيعة شعورك بالجوع، فهل تشتهين الأكل عندما تجدين نفسك في حالة من الملل أو ربمّا حينما تنغمسين في عملك. باختصار، تواصلي مع جسمك... فإن اعتنيتِ بوعي سيعتني بكِ في المقابل.

التسوّق من خلال اختياراتكِ الواعية:

قد لا تدركين ذلك تماماً، إلّا أنّ عادات التسوّق التي نعتمدها في أغلب الأحيان تنطوي عليها الكثير من العوامل غير المباشرة، والتي يجدر بنا أن نصبح أكثر وعياً حيالها. فالسوق التجاريّة والإنتاجيّة تتسبّب بتلوّث بيئيّ فضلاً عن هدر كبير للأموال وظروف قاسية للعمل. لذا، اختياراتك اليوم لها تأثير ليس في يومنا هذا فحسب، إنّما في المستقبل وللأجيال القادمة. فإليك أبرز ما عليك أخذه في الاعتبار.

أحتاج أم أريد؟

إذا كنت قد ذهبت إلى المركز التجاريّ لشراء قميص واحد وانتهى بك الأمر مع 5 قطع أخرى، فهذه هذه النصيحة لك تحديداً. عند الذهاب للتسوّق، اعرفي بالضبط ما تحتاجين إليه مسبقاً قبل التردّد إلى المتاجر. وحاولي الالتزام بشراء هذا الغرض فحسب. فقد أجريت دراسات عدّة أشارت إلى أنّ معظم الناس لا يرتدون 50 ٪ من القطع التي يشترونها. لذا، ابقي واعية وتسوّقي بشكل منطقيّ!

ماذا عن عمليّة التصنيع والإنتاج؟

عليك أن تعي مدى تأثيرك كمستهلكة في البيئة التي تحتضنكِ. لذا، يجدر بك معرفة المواد التي توظَّف في صناعة ملابسكِ. فهل هي صديقة للبيئة؟ هل النسيج مستدام؟ ومَن قام بتصنيعها، أهم أطفال؟

وليس هذا فحسب، إنّما قد تضرّ بعض المواد، التي تتكوّن منها ملابسك، بشرتكِ. فربّما لديك حساسيّة على مادّة ما، وهذا سبب آخر للاطّلاع على المكوّنات الأساسيّة للقطع التي ترتدينها.

إلى أين تذهب المنتجات؟

معظم منتجاتنا مليئة بالبلاستيك، ممّا يعني أنّها ستُرمى في المحيطات أو في مكبّ للنفايات. فهل تدرين الكمّ الهائل من البلاستيك والمواد الأخرى التي تنتشر على مدار الساعة، لا سيّما في ظلّ وتيرة التصنيع والإنتاج المتسارعة؟ ثمّة الكثر من الخطوات الصغيرة التي يمكننا القيام بها للحدّ من ذلك. فيمكننا اللجوء إلى المنتجات ذات التغليف القابل لإعادة التدوير مثلاً أو غيرها من المنتجات العضويّة، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من العلامات باتَ يعتمد توجّهاً أكثر استدامةً وصحيّةً.

اقرئي أيضاً: ما علاقة النظام النباتيّ بفيروس كورونا؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث