وجهة سياحيّة جديدة لا تُفوّت في سويسرا!

عندما نفكّر بزيارة سويسرا، أمران يخطران تلقائياً على ذهننا صناعة الشوكولاتة وابتكار الساعات. حيْث يحتلّ هذا البلد المرتبة الأولى في الجودة في هذيْن المجاليْن. واليوم سنضع عشقنا للشوكولاتة السويسريّة جانباً لننغمس في تجربة سياحيّة تجمع بيْن أصالة الماضي وتقنيّة المستقبل في عالم صناعة الصناعات. فهل أنت مولعة بصناعة الساعات الراقية؟ هل يستهويك التعرّف على ورشات العمل التقليديّة والحرفيّة لهذه الساعات؟ هل فكّرت يوماً بزيارة فالي دو جو التي تعتبر مهد صناعة الساعات السويسرية ذات التعقيدات الساعاتية؟ إذا لم تقومي بذلك بعد، فابدئي بالتخطيط لذلك حيْث أصبح لديْك وجهة تجسّد روح الحِرَفية للساعات الخالدة!

في التفاصيل، سيفتح في نهاية شهر يونيو الجاري متحف ورشة أوديمار بيغه أبوابه للعموم ليقدّم لزوّاره تجربة فريدة تختصر ماضي وحاضر ومستقبل صانعي الساعات السويسريّة. ونذكر أنّ أوديمار بيغه واحدة من أقدم الشركات المُصنِّعة للساعات الراقية التي لا تزال تُدار من قبل العائلتين اللتين قامتا بتأسيسها عام 1875 في لوبراسّو في عمق وادي فالي دو جو.

أوّل ما سيلفت انتباهك في هذا المتحف هو شكله الخارجيّ الفريد. فهو يضمّ جناحاً زجاجياً معاصراً حلزوني الشكل يستكمل أقدم مباني الشركة التاريخيّة. ويجمع بذلك جذور أوديمار بيغه في هذه المنطقة مع التقاليد والتفكير المستقبلي الريادي الذيْن يعتبران في صميم حرفيّة الشركة. ويحاكي هذا الشكل الحلزوني المنظر الطبيعي المحيط بشكل خلاّب. وفي داخله تتقارب الجدران الزجاجية المنحنية في اتّجاه عقارب الساعة نحو مركز الشكل الحلزوني، لتتحرّك بعدها في الاتجاه المعاكس. فتتنقّلين عبر المبنى كما لو كانت رحلتك عبر نابض الساعة.

وسيقدّم لك هذا المتحف منظوراً متفردّاً لتاريخ صناعة الساعات ولفالي دو جو حيْث ستكونين على تواصل مع حرفيّي أوديمار بيغه. فقد أُدرِجَت ورشات العمل التقليديّة التي تصنّع بعض الساعات الأكثر تعقيداً ضمن تجربة هذا المتحف. كما يقدّم لك أيضاً نبذة عن مراحل تطوّر صناعة الساعات في فالي دو جو ويعرض الإرث الغني لأوديمار بيغه من خلال مجموعة منتقاة من التراث الرمزي للشركة ومن الساعات المعاصرة. فيختصر لك 200 عام من التميّز الحرفي والصناعي على شكل مقطوعة موسيقيّة مع أكثرمن 300 ساعة في قمّة التميّز. فتكونين أمام سرد واقعيّ للقصص الكامنة وراء هذه التصاميم الإستثائيّة وأمام حكايا الحرفيّين الذين ابتكروها لتنطلق من قلب هذا الوادي وتخطف الأنفاس في جميع أنحاء العالم. فيشيد هذا المتحف بأجيال من المواهب البشريّة التي مرّت في تاريخ هذا المصنع من خلال ورشتيْن متخصصتيْن.

ستتميّز تجربتك بتصاعدها وباللحظات التأمليّة والتركيبات الحركية ونماذج الحركات الميكانيكية المعقّدة التي تبثُّ الحياة والإيقاع في جوانب مختلفة من تقنيات صناعة الساعات وتصاميمها. بالإضافة إلى ذلك، ستتمكّنين بنفسك من تجربة بعض التقنيات التاريخيّة مثل الصقل الساتاني الخطي الناعم والتزيين الدائري المتداخل.

وختام زيارتك لهذا المتحف سيكون مسك مع عرض التعقيدات الساعاتيّة الكبرى في وسط الشكل الحلزوني. نذكر منها الساعات الفلكيّة والرنّانة والكرونوغراف التي تميّزت بها هذه الدار منذ تأسيسها، والتي تدور في فلك ساعة الجيب فائقة التعقيد يونيفرسيل Universelle المصمّمة منذ 121 سنة.  

كما أنّ هذا المتحف سيقدّم لك نظرة فنيّة على هذا الإرث التقليدي الغني حيْث سيعرض بعض الأعمال الفنيّة المفوّضة التي ابتكرها فنّانو المصنع المكلّفين لتقدم تفسيرات مبتكرة لأصول العلامة في المنطقة. فتنغمسين في فضاء المصنع الجغرافي والتقني والثقافي من خلال ريشة الفنّ المعاصر. وبما أنّ التنمية المستدامة تبقى من أولويّات مؤسسة أوديمار بيغه التي تولي أهميّة كبيرة للحفاظ على البيئة وتحديداً الغابات وتوعية الأطفال على ذلك، ستُكرّم جذور المصنع عبر زرع واحتضان شجرة لمدة عامين في ردهة المتحف.

هي وجهة تجمع الثقافة بالحرفيّة والفنّ والجودة، فلا تتردّدي بزيارتها!

إقرئي أيضاً: رحلة افتراضيّة تعزّز مناعتك

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث