كل من يقف على أحد جوانب "وادي الموجب" يشاهد طرقاً تنحدر ثم تصعد. فالهوة العميقة التي أحدثتها الهزات الأرضية في الأزمنة البعيدة، ووعورة تلك المنطقة ورهبتها أضفت عليها جمالاً وروعة من نوع آخر. إلا أن طبيعتها وروعتها الخلابة لا يعرفها إلا من يزورها.
يقع "وادي الموجب"، على بعد 90 كم جنوب عاصمة الأردن عمان وينحدر بطول 11 كم غرباً باتجاه البحر الميت، وهو عبارة عن وادٍ سحيق تخترقه من جهة الجنوب الغربي طرق محافظات الكرك، ومادبا، والعاصمة، والقسم الغربي منه على ساحل البحر الميت.
وقد أطلق العرب على هذا الوادي لفظ "موجب" المشتقة من كلمة "وجب" التي تعني سقط محدثاً ضجة أي أن مياهه تنحدر باعثة هديراً قوياً.
يعد الوادي الذي يبلغ عمقه حوالي 500م، من أكبر مصاب البحر الميت، حيث يمر نهر الموجب غرباً ليلتقي مع نهر الهيدان، وصولاً إلى البحر الميت الذي يعد أخفض منطقة في العالم. وقد وضعت إشارات التحذير على طول امتداد الوادي، إضافة إلى تثبيت شواخص تحذر وترشد كل مغامر يزور الأماكن الخطرة، ويتوفر مركز خدمات للطوارئ فيها.
التنوع الحيوي في الموجب يشكل قائمة واسعة من النباتات والحيوانات التي تصل إلى 412 صنفاً نباتياً، وأكثر من 50 صنفاً حيوانياً، ويعد ممراً للطيور المهاجرة دولياً.
قربه نسبياً من أبرز مواقع السياحة في الأردن، كالبحر الميت ووادي رم والبترا والعقبة، ومقامات الصحابة في مؤتة في محافظة الكرك، يعني سياحة متكاملة في حيز جغرافي متقارب يشمل أنواعاً مختلفة من السياحة المتنوعة الجميلة، والرائعة.
مياهه العذبة وصخوره الملونه ومحميته الطبيعية، تجعل الموجب من أبرز مواقع الترفيه السياحي، حيث يرتاده أصحاب المغامرات والهوايات. فهل ستكونين من هؤلاء المغامرين، وتقضين رحلتك القادمة حيث يجتمع الروعة والمخاطر في آن واحد.