
فردوس استوائيّ حالم تواجدت حدائقه الخلابة بين الأمريكيّتين، وبُسط ساحله عند أقدام المحيط الهادئ فاحتضن أمواجه ونثر رمال شطآنه العاجية فوق زبد البحر الكاريبي فزادها تألّقاً، ثم أرسى غاباته بين الربوع فتشابكت أغصانها لتأوي أسراب الطيور النادرة، وأشعل حمم براكينه المتّقدة بحماسة شعب يعشق الرقص ويردّد الأهازيج، ماري كلير اختارت لك كوستاريكا لعلها تكون الوجهة المناسبة لك في هذا الشتاء لقضاء أمتع الأوقات في ظل أجواءها المعتدلة.
في قلب القارة الأمريكية
تمتاز كوستاريكا بموقعها الجغرافي الفريد من نوعه فهي تتربّع في قلب أمريكا الوسطى، وتجاور نيكاراغوا من جهة الشمال وتحدّ باناما من ناحية الجنوب، كما أنّها تطلّ على المحيط الهادئ من الغرب وتشرف على البحر الكاريبي من الشرق. لذا، فقد كانت كوستاريكا على مرّ التاريخ مطمعاً لمعظم الدول المستعمرة ومحطاً لرحال الحملات الاستكشافية التي كان يقودها الأوروبيّون باتّجاه القارة الأمريكيّة الجديدة، إلا أن استوطنها الإسبّانيون واتّخذوها مستعمرة لهم لردح طويل من الزمن. ولم يتمكّن أبناء كوستاريكا من نيل استقلالهم إلّا في العام 1821 بعد نضال طويل وتضحيات عدّة. وتتباهى هذه الدولة الأمريكيّة إلى جانب موقعها الاستثنائي بطبيعة خلّابة أغدقت عليها بغابات مطيرة غضّة وشطآن رملية ساحرة وبراكين حيّة مهيبة، بالإضافة إلى مناخها المعتدل وغناها بالمنتزهات الطبيعية والمحميّات البرية التي تشكّل ملاذاً لعدد كبير من فصائل الحيوانات المهدّدة بالانقراض. وتنعم اليوم لؤلؤة أميركا الوسطى بسلام واستقرار أمنيّين بفضل معاهدات السلام التي سبق أن وقّعتها مع الدول المجاورة.