
التصوير: Jacques Burga
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
إنّها مفعمة بالإيجابيّة وترى أفضل ما في الناس ولا تخشى السعي وراء أحلامها. كونها مغربيّة الأصل ومقيمة في باريس، ترسم ألوان بلدها الأمّ النابضة بالحياة ملامحَ شخصيّة Sofya Benzakour. فقد علّمتها عائلتها التي لا تزال تعيش هناك مدى أهميّة الكرامة والاجتهاد، فتوظّف المؤسِّسة المشاركة والمديرة الإبداعيّة لـBahaar والمهندسة المعماريّة والمدوِّنة هذه القيم في حياتها الباريسيّة اليوميّة. وقد زُرنا منزلها في العاصمة الفرنسيّة، حيث اكتشفنا لمسة ديكور بوهيميّ تُميّز أيضاً علامتها Bahaar التي تستلهمها من جذورها. فانضمّي إلينا في ما يلي لمعرفة المزيد عن ذلك.
“Bahaar” علامةٌ ذات طابع بوهيميّ وأنيق مستوحاة من جذوركِ المغربيّة وتتجسّد من خلال قطع عصريّة وإثنيّة. فهلّا شاركتنا القصّة وراء إنشاء هذه العلامة؟
تمثّل Bahaar قصّة عائليّة ظهرت عقبَ عطلة نهاية أسبوع بين شقيقات على البحر. وكوننا نساء مغربيّات درسنَ في فرنسا وعشنَ فيها، خطرت على بالنا فكرة إنشاء علامة بوهيميّة أنيقة تستلهم من جذورنا. لذلك، تصوّرنا قطع تتّخذ كلّ من الطابع العصريّ والإثنيّ للارتقاء إلى إرث وطننا الأمّ. وأطلقنا العلامة في شهر سبتمبر من العام 2015 عبر خطّ ملابس للبحر، وهكذا أتينا باسم Bahaar الذي يعني البحر في اللغة العربيّة.
كيف توفّقين في تصاميمك ما بين جذورك المغربيّة واحتياجات السوق للقطع العصريّة؟
أتّخذ ثقافتي الأمّ مصدرَ إلهام لي، إلّا أنّني أمزجها مع أشكال وطبعات وألوان عصريّة. فعلى سبيل المثال، يشكّل القفطان المغربيّ مصدرَ إلهامي الرئيس، وأردتُ إعادة ابتكاره بصورة مستحدثة على شكل فستان أو قفطان للبحر.
ماذا تقولين لكافّة الفتيات العربيّات اللواتي يعشنَ في الخارج لتشجيعهنَّ على التميّز والتعبير عن أنفسهنَّ وجذورهنّ في ما يقمنَ به؟
أشجعهنَّ على عدم نسيان جذورهنَّ والافتخار بمسارهنَّ واحتضان اختلافهنَّ. فعِلمهنَّ وقيمهنَّ أغلى ما يملكنَه.
لستِ المؤسِّسة المشاركة والمديرة الإبداعيّة لـBahaar فحسب، بل أيضاً مهندسة معماريّة ومدوِّنة. فكيف توفّقين بين تلك المهام، وأين تجدين نفسك أكثر؟
أحبّ أن أدير مشاريع إبداعيّة عدّة. وهذا أمر اكتسبته من خلفيّتي في الهندسة المعماريّة. وأعتبر كوني المديرة الإبداعيّة لعلامتي حلماً أصبح حقيقة، وإنّ إدارة المشروع تمدّني بالشغف بالدرجة الأولى. كذلك، أشعر أنّني بارعة جدّاً كوني صانعة محتوى، وكوني أعمل مع علامات لطالما أعجبتني، بالإضافة إلى أنّني أشكّل جزءاً من عالم الموضة الرقميّة التي ترسُم ملامح صناعة الموضة في وقتنا هذا.
كونكِ مهندسة معماريّة، حين تعملين على تصميم ما، ما هي القواعد والعادات الخاصّة بك التي تأخذينها بالاعتبار؟
بالنسبة إليّ، تجمع ما بين الموضة والهندسة المعماريّة قواسم مشتركة. فتقضي هذه الأخيرة بإيجاد التوازن المثاليّ بين الهيكلة والشكل، والأمر مماثل في الموضة. ومن وجهة نظري، الزيّ المثاليّ هو الذي يبدو جيّداً إنّما مناسباً أيضاً. وشخصيّتك هي التي تحيي الإطلالة بأكملها.
ما هي التحديات والإيجابيّات والسلبيّات التي تأتي مع نشر مشاريعك ورحلات سفرك على مدوّنتك، وكذلك على حساباتك في منصّات التواصل الاجتماعيّ؟
تسنح لي الفرصة للسفر كثيراً بحكم عملي، لكن أحياناً أشعرأننّي لا أستمتع كاملاً باللحظة، نظراً لأنّه عليّ مشاركتها مع متابعيّ. ودائماً ما أفكّر في الصور التي يجب عليّ التقاطها بدلاً من عيش اللحظة. غير أنّ هذا الأمر يمنحني الكثير من الذكريات، وأتمكّن من مقابلة عدد كبير من الأشخاص من كافّة أنحاء العالم، وأشعر بالامتنان تجاه ذلك.
هل فكّرت يوماً في تصميم أثاث وإكسسوارات منزليّة؟
أجل، فأحبّ أن أصمّم كليهما بحكم أنّني أصبو إلى أن تصبح Bahaar علامة تحاكي أسلوب العيش.
بما أنّك عشت في الخارج منذ سنوات، ما هو أكثر ما تفتقدينَه حول المغرب؟ وكيف تعبّرين عن جذورك في ديكور منزلك؟
أكثر ما أفتقده حول المغرب هو طبعاً عائلتي. إلّا أنّه أحياناً أشعر بالحنين إلى الوطن، لأنّني لم أعثُر بعد على مطعم مغربيّ في باريس. وأودّ أن تتحلّى قطع أثاثي بلمسة من الروح الشرقيّة وسط أجواء باريس، من خلال إضاءة شمعة من العود والاستلقاء على سجادة من نسيج الـكليم وإضافة سلال مصنوعة من نخل الرافيا في حمّامي لإدماج الطابع المغربيّ في منزلي.
كيف يتجلّى شغفك بالسفر في منزلك؟
دائماً ما أجلب شيئاً من سفراتي معي، إلّا أنّي أفضّل الكتب.
تتمتّع كلّ تصاميمك بلمسة بوهيميّة. فهل تتّبعين أيضاً هذه الإرشادات في خلال تصميم منزلك؟
أجل، وظّفتُ الألوان الحياديّة في الديكور الداخليّ لمنزلي ليبقى نظيفاً ومبسّطاً. إلّا انّ الأضواء والشموع والسجادة تُضيف طابعاً بوهيميّاً وأجواء هادئة أحبّها.
نلاحظ الكثير من الألوان الحياديّة في ديكور منزلك. فهل لديك لون أو أسلوب مفضّل للديكور؟
تعجبني بحقّ الألوان والتدرّجات الحياديّة، إذ تبدو أنيقة وتتّسم بطابع أزليّ.
هلّا شاركتنا ذكرى هامّة في خلال تصميم منزلك؟
في السابق، كنت أملك تلفازاً كبيراً في غرفة المعيشة، لكن استبدلته ببيانو لأنّني رغبت في التركيز على الفنون بصورة أكبر.
بأيّ قطع تحبّين تزيين منزلك ليصبح مليئاً بأجواء من الإيجابيّة؟
أحبّ أن أزيّنه بالشموع والنباتات والورود والكتب، كذلك أرغب في تشغيل الموسيقى الخلفيّة على الدوام لتملأ المنزل بأجواء إيجابيّة.
اقرئي أيضاً: At Home مع Milia Maroun








