
الإعداد: Arzé Nakhlé
التصوير: Rudolf Azzi
الإدارة الفنيّة والتنسيق: Farah Kreidieh
في طريقنا إلى منزل Andrea Wazen الواقع في قلب مدينة بيروت النابض بالحياة، شعرنا بصخب الروتين اليوميّ وزحمة الناس والأعمال الجارية وفيما اقتربنا من الوصول إليه، تفاجأنا بهدوء ونقاء الحيّ الذي تسكن فيه علماً أنّه على بعد دقائق قليلة من المراكز التجاريّة المجاورة. وعند دخولنا إلى المنزل، رافقنا هذا الإحساس بالرقي والإيجابيّة في ظلّ الألوان الترابيّة التي يزهو بها الديكور الداخليّ. فشعرنا بأنّنا ندخل مكاناً مفعماً بالطبيعة، فاللون الأخضر الذي يرمز للنمو والمستقبل هو لون مصمّمة الأحذية المفضّل. وإذا بنا نكتشف أنّ ديكورمنزلها تماماً كتصاميمها يعكس شخصيّتها الهادئة والشغوفة بالذوق الأزلي. سنأخذك في هذا الحوار في رحلة إلى عالم أندريا الراقي، لتتعرّفي على رؤيتها وكيفيّة تصميمها منزلها بمساعدة والدتها وزوجها بطريقة تجعله ينبض بالطاقة الإيجابيّة.
ما الذي دفعكِ للالتحاق بمدرسة ميلانو للأزياء Istituto Marangoni في فرنسا بدلاً من إيطاليا؟
لطالما رغبتُ في تلقّي تعليمي على يد كبار المصمّمين الإيطاليّين، إذ أؤمن بأنّهم يتحلّون بالذوق والنظرة والتقنية العالية، إلّا أنّ فكرة العيش في باريس أغرَتني، فهي المدينة عينها التي أُنشئت فيها دور عالميّة مثل Chanel وDior وSaint Laurent وغيرها.
في العام 2010، انتقلتِ إلى لندن، حيث تدرّبتِ تحت إشراف المصمّمَين Rupert Sanderson وChristian Louboutin. فهل من نصائح هامّة تستذكرينها منهما؟
كانت كلتا التجربتين ملهمتين جدّاً، لكن إن اضطررت على الاختيار، لقلتُ إنّني تعلّمت من Rupert Sanderson الدقّة والعمق في تصميم النموذج المبدئي للحذاء وكيفيّة التركيز على زوج الحذاء لبلوغ الكماليّة. أمّا Christian Louboutin فعلّمني مدى أهميّة ابتكار قطعة فريدة ومميّزة وعرضها في السوق لترتديها كبار النجمات.
التحقتِ أيضاً بدروس في تصميم الأحذية لدى كلية Central Saint Martins. فما أبرز الدروس التي استخلصتها من هناك؟
كان هذه التجربة على الأرجح الأكثر أهميّة، إذ تعلّمت كيفيّة تصميم الأحذية التي أرسمها لأجسّدها في الواقع.
ساهم إمضاؤك الوقت في كلّ من عاصمتي الموضة في ابتكار علامة خاصّة بكِ لتصميم الأحذية. فكيف ساعدت كلتا التجربتين في لندن وباريس في بلورة شخصيّتك ومهاراتك وذوقك؟
حالفتي الحظ فعلاً، إذ تسنحّت لي فرصة العيش في كلتي المدينتين المجاورتين إنّما المختلفتين. فكانت باريس تنبض بروح ما أحبّ القيام به وفحواه. فالعيش فيها مهدّ لي الطريق لبدء قصّة عشقي للموضة، واكتسبت الكثير من المعلومات عن الماركات العالميّة وكبار المصمّمين، وأتقنتُ مهاراتي في الرسم ووجدت عمقاً في ذاك العالم السريع التبدّل. ففي نهاية المطاف، تشتهر باريس بالكماليّة والتناسق والجمال. وفي المقلب الآخر، علّمتني لندن كيف أسوّق منتجاتي وأطوّر رؤيتي حول علامتي وتطلّعاتي. ففي هذه المدينة، أدركت أنّ العمل الجماعيّ حجرُ الأساس لعلامة ناجحة، بالإضافة إلى ضرورة بناء ثقة بزملائك وتوزيع المهام.
أطلقتِ مجموعتكِ الأولى ومتجركِ الرئيس في بيروت في نوفمبر 2013. فكيف تصفين هويّة علامتكِ؟ وكيف تبلورت في خلال السنوات الستّ الأخيرة؟ وكم عدد المجموعات التي تنتجينها سنويّاً؟
أؤمن بأنّ علامتي تشبه شخصيّتي إلى حدّ كبير. فلطالما رغبت في أن تكون علامة عابرة للزمان والمواسم، وهذا ما نجحت في تحقيقه وإدماجه في هويّتها. ومن المؤكّد أنّ علامتي باتت أكثر نضجاً بحكم نضجي منذ أن أطلقتها في العام 2013 حين كنت في سنّ الـ23 فحسب. أمّا حاليّاً، فأصدر مجموعتين سنويّاً، خريف وشتاء - وربيع وصيف. كذلك، أتعاون مع 3 مشاغل في بيروت، تنتج كلّ منها أحذية تتميّز بأسلوب خاصّ.
بالنسبة إلى بعض النساء، تسبّب الأحذية الألم، نظراً لشكل قدميهنَّ. فهل يمكنك إطلاعنا على المزيد حول خدمة التصميم حسب الطلب الخاصّة بكِ، التي تسمح لكلّ زبونة الحصول على الحذاء الذي يلاقي تطلّعاتها ويلبّي حاجاتها؟
في الواقع، تشكّل الأحذية التي نصمّمها حسب الطلب الخيار المثاليّ للنساء اللواتي يعانينَ مشاكل في قدميهنَّ. فنأخذ المقاسات والتفاصيل ذات الصلة بقدم الزبونة، من ثمّ نأتي بتصميم نموذج خاصّ يتّخذ شكل قدميها استناداً إلى تلك القياسات والشروط التي استخلصناها من اللقاء الأوّل معها. ونصمّم لاحقاً كعباً ونضيفه على النموذج. وبالتالي، تضمن هذه العمليّة الحذاء المثاليّ والأنسب للزبونة، ويوفّر لها راحة وضغطاً أقلّ على مستوى القدم وفي المناطق الأخرى التي تكون عرضة للألم.
أين تفضّلين العمل على رسم تصاميمكِ؟
أفضّل العمل على رسوماتي في مكتبي فيما أستمع إلى الموسيقى.
هل ترتدين أحذية من مصمّمين آخرين؟ إن كان جوابك نعم، هل يمكنكِ ذكر بعض الأسماء؟
لا أرتدي سوى أحذية من تصميمي. وإن رغبت في ارتداء تصميم ما من علامة أخرى، سيقع خياري حتماً على حذاء رياضيّ.
ما النصيحة التي تسدينها للنساء لاختيار الأحذية المناسبة لهنّ بشكل أفضل؟
اذهبي حيث يقودك قلبكِ، لكن اجعلي راحتك في المقام الأوّل.
ما القصّة وراء حبّكِ للصبّار؟
أحبّ الخضار والنبات، واكتشفت حبّي للصبّار حين كنت في المغرب في حدائق الماجوريل في شارع Yves Saint Laurent. فتتضمّن حدائق مخصّصة بأكملها للصبّار تفوق الخيال.
تتجلّى في منزلكِ الألوان الترابيّة المستوحاة من الطبيعة كالبنيّ والأخضر. فكيف تعكسُ شخصيّتك؟
تعجبني فعلاً الألوان الترابيّة التي تستلهم من الطبيعة، وأعتبر نفسي أيضاً من محبّي المساحات الداخليّة. ويعدّ الأخضر لوني المفضّل، إذ يمثّل النموّ والمستقبل في الحياة.
ما هي التوجيهات التي اتّبعتها عندما كنتِ تصمّمين منزلكِ الدوبلكس؟ وهلاّ شاركتنا ذكرى بارزة من هذه العمليّة؟
صمّمت هذا المنزل مع زوجي، وطبعاً استعنّا بوالدتي المختصّة بالهندسة المعماريّة والداخليّة. فأردنا تصميم مكان مريح تطغى عليه الأجواء الإيجابيّة. واستمتعت بالفعل في هذه العمليّة، إذ اهتمّينا كلانا بمرحلة التصميم. وحتّى اليوم، نذهب لاستكشاف الإكسسوارات وقطع الأثاث أينما تواجدنا في العالم.
ما القصّة التي تكمن وراء التصميم الفنيّ الهندسيّ في غرفة الطعام؟
كلانا، زوجي وأنا، من أشدّ المعجبين بقطع الأثات التي تنتجها علامة Vitra، التي يبيعها والدي في صالة العرض Gallery Vivre الواقعة في بيروت. والعمل الفنيّ الهندسيّ المعلّق على الجدار الذي يدعى "Knot" مصنوع من نقشة الطباعة الحريريّة بتصميم Alexander Girard الذي يعدّ من الوجوه الأبرز في مجال التصميم الأمريكي في ما بعد الحرب، إلى جانب أصدقائه المقربيّن وزملائه George Nelson وCharles وRay Eames. وتبقى أقمشة التنجيد الخاصّة به مناسبة وحيويّة أكثر من أيّ وقت مضى، ولا تزال تُستخدم اليوم وتُصنّع من Vitra.
كيف تساعدكِ الموسيقى في حياتكِ اليوميّة، وهل تفكّرين في الارتقاء بهذا الشغف؟
تُعدّ الموسيقى بالنسبة إليّ عنصراً جوهريّاً في حياتي. ولن يمضي يوماً من دون تكريس وقتاً منفرداً أعمل فيه فيما أستمع إلى الموسيقى. وأعتبر العزف على الغيتار من هواياتي الفضلى، وأرغب فعلاً في الحفاظ على ذلك.
اقرئي أيضاً: At Home مع Sylvie Millstein









