
نشأت Rita Chraibi في المغرب، حيث ألهمها دفء هذا البلد وألوانه، بينما أسهمت السنوات العشر التي قضتها في فرنسا في تعزيز حبّها لفنّ Art Deco. أنشأت علامتها التجارية Maveroc الخاصّة بالمجوهرات انطلاقاً من رغبتها في ابتكار مجوهرات تجعل المرأة تشعر بالتفرّد. والآن، بعد أن عاشت في الإمارات العربية المتحدة لأكثر من 14 عاماً، تطوّرت عملية تصميمها. وكما هو الحال بالنسبة إلى مجوهرات Maveroc، يتمحور تصميم منزلها حول قطع فريدة من نوعها. وتضفي العناصر المصنوعة حسب الطلب، مثل الطاولات الرخامية، إحساساً بالتفرد والندرة. وذلك يشعرك تلقائياً بوجه التشابه مع التميّز الذي تهدف إليه في مجوهراتها أيضاً. حيث يمتلئ منزلها بقطع انتقائية وجريئة، بدءاً باللوحات الملوّنة، وصولاً إلى المزهريات غير الاعتيادية واللمسات الملفتة للنظر، وتشترك كلّها في الطابع الجريء نفسه والطاقة النابضة بالحياة الموجودة في مجموعاتها. وعلى الرغم من الأسلوب الجريء الذي يتجلّى في منزلها ومجوهراتها على حدّ سواء، إلّا أنّ هناك دائماً تركيزاً على الراحة والجانب العمليّ. فصُممت كلّ من المساحات والقطع للاستمتاع بها كلّ يوم، حيث تمزج بين الأناقة والسهولة معاً. رافقينا في ما يلي لاكتشاف التصميم الداخلي لمنزل مؤسّسة علامة Maveroc في دبي.
التصوير: Maximilian Gower
هلّا تخبرينا عن الخطوات التي اعتمدتها في تصميم هذا الديكور؟
خلال تصميم منزلنا، أردت أن يعكس أسلوب حياة عائلتنا وشغفنا المشترك. فالطهي جزء أساسيّ من حياتنا اليومية، والجميع يحبّ الطهي، من زوجي إلى أولادي والمربّية. وقد ألهمني ذلك لتصميم مطبخ مفتوح مع منضدة مركزيّة تندمج بسلاسة مع غرفة الطعام والحديقة، والتي تضمّ أيضاً مساحة للشواء. هذه الانسيابية هي العنصر الأساسي في منزلنا، ممّا يسمح لنا باستضافة سهرات عشاء وحفلات كبيرة بانتظام، مع الحفاظ على جوّ من التآلف. أمّا بالنسبة إلى أسلوب التصميم الداخلي، فقد هدفتُ إلى إضفاء طابع مرحّب وانتقائي في الوقت نفسه. وأردت أن تبدو المساحة شخصية ومبهجة، لذا اخترت قطعاً تمنحني شعوراً بالسعادة. الأجواء العامّة مستوحاة من روح الصفاء، مع ألوان الرخام الهادئة، اللمسات الخشبية، والكثير من المساحات الخضراء. وتلعب القطع الفنّية دوراً رئيساً في الديكور، مع لوحات جمعناها من رحلاتنا أو من المناسبات الخاصة، ويحتفي الكثير منها بالمغرب، ممّا يضيف عمقاً عاطفياً إلى المساحة.
ما الذي يجعل من هذه المساحة منزلاً بالنسبة إليك؟
بالنسبة إليّ، إنّه التوازن بين الجماليات والطابع الوظيفي. لا يتعلّق الأمر فقط بإحاطة أنفسنا بأشياء جميلة، بل أيضاً بخلق مساحة يمكن لعائلتي أن تزدهر فيها. أؤمن أنّ المنزل يجب أن يكون انعكاساً للأشخاص الذين يعيشون فيه، لذا فهو مليء بالدفء والإبداع. سواءً كان الضوء المنبعث من النوافذ أو رائحة الوجبة المطبوخة في المنزل، فإنّ الأشياء الصغيرة هي التي تجعل من هذه المساحة منزلنا فعلاً.
كيف يظهر تراثك الشرق أوسطي في هذا المنزل؟
إنّ تراثي الشرق أوسطي، وتحديداً حبّي للثقافة المغربية، منسوج بعمق في تصميم هذا المنزل. فيعكس استخدام الخامات الغنيّة والألوان النابضة بالحياة في جميع أنحاء المكان دفء المغرب وحيويته. لدينا الكثير من السجاد المغربي الذي يضفي إحساساً بالتاريخ والفنّ على الأرضيات، حيث تجسّد أنماطه المعقّدة وألوانه العميقة الحرفية الخالدة في هذا البلد. كما توجد أيضاً لوحات لفنّانين مغاربة جمعتها على مرّ السنين، وكلّ منها يحكي قصّته الخاصة. وتضفي هذه العناصر على المكان شعوراً بالسفر والتواصل الثقافي، ممّا يخلق بيئة تجمع بين الطابع الشخصي والتأثيرات العالمية.
ما هي الأعمال الفنية أو قطع الأثاث المفضّلة لديك في هذا المنزل ولماذا؟
إحدى القطع المفضّلة لديّ هي لوحة الفنّان الفرنسي Georges Partan الذي يعيش في قصبة طنجة. إنّه عمل تجريدي مذهل بالأبيض والأسود يحمل الكثير من المعاني الشخصية بالنسبة إليّ. فأجد أنّ هذه اللوحة تمثّل الأمل، وتجسّد فكرة أنّه مهما بدت الظروف مظلمة، هناك دائماً بصيص من النور في الأفق. إنّها تذكير بسيط وعميق بالمرونة، وأحبّ الطريقة التي تحدّد بها الأجواء عند دخول المنزل.
ما نوع الفنّ الذي تفضّلين أن تقتنيه في منزلك؟ وما مدى أهميّة أن تكوني محاطة بالفنّ؟
لطالما كان الفنّ مصدر إلهام بالنسبة إليّ. تعجبني عادةً الأعمال الفنّية التي تحرّك المشاعر، سواء كانت لوحات تجريدية جريئة أو مناظر طبيعية هادئة، فالفنّ لديه القدرة على سرد القصص. أؤمن أنّ إحاطة المكان بالفنّ يحوّله تماماً ويضفي عليه روحاً وطابعاً خاصاً. فهو ليس مجرّد ديكور، بل هو شكل من أشكال التعبير الذي يبقيني متماسكة ومتصلة بالعالم.
من هو فنّانك المفضّل؟ وأي من لوحاته تلهمك أكثر من غيرها؟
محمد مليحي هو أحد الفنّانين المفضّلين لديّ، ويعجبني بشكل خاص استخدامه الفريد للألوان. وهناك لوحة له أجدها ملهمة بشكل خاص - فهي مزيج مذهل من تدرّجات الأزرق العميقة والألوان الترابية الدافئة، وتجسّد جوهر الطبيعة والعاطفة. وتؤثّر فيّ الطريقة التي يتلاعب بها مليحي بالضوء والظل في أعماله، ممّا يلهمني أن أتعامل مع تصاميمي الخاصّة بإحساس مماثل من التوازن والعمق. يذكّرني فنّه بالجمال في التناقضات الناعمة وأهمية جمع عناصر مختلفة ضمن طبقات متعددة لابتكار عمل آسر حقاً.
هلّا تشاركينا ذكرى مميزة من فترة عملك على الديكور الداخلي لهذا المنزل؟
من أكثر الذكريات المميزة هي عندما عملت أنا وعائلتي معاً لاختيار أقمشة غرفة المعيشة. كانت لدينا جميعاً آراء مختلفة، لكن عملية التعاون واختيار القطعة النهائية كانت تجربة رائعة وطّدت العلاقة بيننا. فقد شعرنا حقاً وكأنّنا نبني شيئاً معاً - ليس مجرّد مسكن عاديّ، بل منزل يحمل طابعاً شخصياً.
هل هناك أي مشاريع جديدة ترغبين في
مشاركتها معنا؟
أنا متحمّسة جداً بشأن التعاون الذي سأطلقه مع المؤثّرة المشهورة العنود بدر، المعروفة أيضاً باسم Fozaza. فنحن نبتكر معاً مجموعة تحمل اسم The Modern Bedouin أو "البدوية العصرية"، وهي مستوحاة من جذورنا المغربية واللبنانية السعودية. تمزج هذه المجموعة بين العناصر الثقافية والأجواء البوهيمية العصرية الرائعة، وتقدّم تصاميم راقية لتنسيقها في الإطلالات اليومية - من الأقراط إلى العقود والأساور. فتحيي التشكيلة التقاليد والحداثة، وأنا أنتظر بفارغ الصبر أن أشاركها مع الجميع.
اقرئي أيضاً: At Home مع Zina Khair




