قبيل احتفالنا باليوم الوطني العماني غداً، نزور منزل المصمّمة الرائدة ريان السليماني في مسقط لنتعرّف على تصميمه الداخليّ وظهور التراث العماني فيه. وقد علّمتها والدتها من خلال تصميمها لهذا المنزل وإصرارها على أن يترجم الصورة التي تخيَّلتها، أن تكون مبدعة وتبتكر أفكارها الخاصة، وأن تكون مختلفة في السوق. والأهمّ أنّها علمتّها ألاّ تتراجع قبل أن تحقّق حلمها وأن تحلِّق بعيداً بأفكارها. وعلامتها Atelier Zuhra ليست إلّا دليل على هذه المسيرة المفعمة بالنجاحات. فانضمّي إلينا في هذه الزيارة الشيّقة إلى المنزل الذي رافقت المصمّمة عمليّة بنائه حجرًا حجرًا، حيث نتعرّف عن قرب إليها ونكتشف رسالتها لوطنها في هذا اليوم!
التصوير: Maximilian Gower
كيف تصفين ديكور منزلك؟ وما هي سمات شخصيّتك التي يعبّر عنها؟
ديكور منزلنا في عُمان يحاكي شخصيتي، فهو كلاسيكيّ وهذا ما يروقني في الواقع، لأنّني أفضّل الأشياء الكلاسيكيّة على العصريّة. فهي ذات قيمة أكبر بنظري. والقيمة المعنويّة للأشياء تعني لي الكثير. فغالبًا ما تأخذ الأمور بعدًا روحانيًا في علاقتي بها وفي علاقتي بمنزلي على وجه التّحديد.
ما هو برأيك العنوان العريض أو الخطّ الرئيس المعتمد في ديكور هذا المنزل؟ وهل يجتمع فيه النمط التقليدي بالحديث أم يظهر فيه الذوق والتراث العماني؟
أسّسنا هذا البيت ليكون منزل الطفولة وذكرياتها الجميلة، حيث في كلّ ركن لنا حكاية. لذا يذكّرني بيتنا في عُمان بطفولتي المميّزة وبأصلي وجذوري حيث خصّصنا بصمة عُمانية في المنزل، وأنشأنا المجلس العربيّ ليضفي الطابع الحميم على البيت ويجعله عربياً وعُمانياً بامتياز. لذا وإن أردتِني أن أختار عنواناً عريضاً لهذا البيت فسيكون حب الطفولة وذكرياتها.
هل من قطعة فنيّة معيّنة أو قطعة مفروشات أو غرفة مفضّلة لديك في هذا المنزل ولماذا؟
القطعة الأحبّ إلى قلبي في البيت، هي كنبة حمراء اخترناها من علامة Columbus العالمية الشهيرة في إيطاليا، لتكون جزءاً من منزل الأحلام. وفي الواقع، القطع الأحبّ على قلب والدتي، والغالية عليّ أيضاً هي زينة Murano التي انتقتها بعناية من إيطاليا، خلال رحلتنا إلى البندقية قبيل بناء المنزل. وكانت والدتي تحتفظ في مخيلتها بتصميم المنزل، فاختارت القطع وألوانها على هذا الأساس.
إقرئي أيضاً: ضمن جولتها: Atelier Zuhra تحط رحالها في سلطنة عُمان
هل يمكن أن تشاركينا ذكرى خاصّة كوّنتها فيما كنت تختارين تصميم هذه المساحة الداخليّة؟
يحتضن منزلنا الكثير من الذكريات الجميلة، فلقد تمكّنت والدتي بفضل إصرارها وتصميمها من تنفيذ منزل الأحلام الذي أمضينا فيه أروع الأوقات برفقة العائلة وبخاصة جدّاي. ولعلّ كلّ لحظة من هذه اللحظات التي قضيتها معهم هي ذكرى خاصة جميلة بحدّ ذاتها.
ما الذي يميّز ديكور منزلك في دبي عن هذا المنزل؟ وهل تقيّدت بقواعد مختلفة لتصميمهما؟
البيت في دبي عصري، لقد اشتريناه وعدّلنا في تصاميمه، أما بيتنا في عُمان فقصته مختلفة. إذ رافقنا عملية بنائه حجرًا حجرًا على مدى ثلاث سنوات وصمّمت والدتي أدقّ تفاصيله كما رسمته بنفسها. لذا حمل المنزل توقيع والدتي وأسكنت فيه أحلامها، فكبر معنا وكبرنا فيه، وفي كلّ زاوية من زواياه لمسة منّا وحكاية لنا.
هل هناك من عناصر محدّدة قد تضيفينها تعطي لمسة خاصّة إلى المنزل؟ وما تأثيرها عليكم؟
نعم البخور مهم جدًا لدينا فهو عادة تتوارثها الأجيال في عالمنا العربيّ، وأختار من البخور عود الحطب. أما الشموع فهي ضروريّة للتأمّل حرصاً على الصحة النفسيّة. وفيما يختصّ بالورود، فهي رونق الحياة ونبضها في كلّ منزل برأيي.
ماذا يمثّل لك هذا المنزل وهل يمكن أن تصفيه بثلاث كلمات؟
هو بالنسبة لي رمز الحب والطفولة والحياة.
كيف تعبّرين عن شغفك بتقاليد وطنك وثقافته في تصاميمك؟ وكيف تحاكي هذه التصاميم المرأة العُمانيّة؟
لقد خصّصنا ركناً للمجلس العربيّ، حيث يوجد مندوس من صناعة جدي رحمه الله، ويعكس هذا الركن بأكمله هويتنا العُمانية وتراثنا وعراقة تقاليدنا. وهو لخير دليل على تمسّكنا بجذورنا العربية العُمانية وتشبّثنا بها.
إقرئي أيضاً: صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد تشاركنا رسالة قبيل اليوم الوطني العماني
ما القاعدة الوحيدة المتعلّقة بهويّة علامتك التجاريّة التي دائماً ما تأخذينها في الاعتبار عند تقديم تصاميم جديدة؟
كما حرصت الوالدة في اختيار تصاميم المنزل وتصاميمها الخاصة على الجودة، كذلك أحرص أنا عليها، فهمّي الأول والوحيد هو الجودة وليس الكمية. وتصاميم Atelier Zuhra عنوانها الجودة التي أحرص على التمسّك بها دومًا لتميّز ابتكاراتها أينما حلّت.
ما دروس الحياة الرئيسة الثلاثة التي تشاركينها مع الشابّات العُمانيات بناءً على تجربتك الشخصيّة؟
رسالتي لهنّ هي ألاّ يستسلمنَ، فلا شيء يأتي في هذه الحياة بسهولة، الصبر هو مفتاح الفرج، عندما نقود سيارة مثلًا لا نلتفت إلى الخلف، إذا تحليّنا بالصبر والتركيز والإصرار بلغنا قِمماً عالية.
ما هي رسالتك لوطنك في اليوم الوطني العماني؟
في اليوم الوطني العُماني، أشعر بأنّ هذا الوطن الغالي على قلبي منحني الكثير من الفخر والاعتزاز وغرسني فيه حتى بتّ متجذّرة في تراثي وأصالتي كعُمانية، أسعى بتوجيه من حكومتنا الرشيدة لنا كشباب لأن أتبوّأ أعلى المناصب، وأحلّق بعيدًا بأحلامي، وجذوري راسخة في أرض عُمان الحبيبة.
إقرئي أيضاً: Maisa Al Hooti : " كلّ عام وعُمان وسلطانها وشعبها تنعم بالرخاء والاستقرار"
At-home-1.jpg
At-home-2.jpg
At-home-3.jpg
At-home-4.jpg
At-home-5.jpg
At-home-7.jpg
At-home-8.jpg
At-home-9.jpg