Sumaya Al Marzouqi وBashayer Al Obeidli: ابحثي عمّا تحبّينه ودعيه يحرّكك

التصوير: Natelee Cocks 

بعد اكتشاف سمية المرزوقي وبشاير العبيدلي اليوغا وتأثيرها المهدّئ والموازن والمرسّخ، اختارتا دخول ريادة الأعمال في مجال الرفاه لتقدّما منصّة للنساء للشروع في رحلتهنّ الشخصيّة لاستكشاف الذات وقبولها والتعاطف معها من خلال اليوغا وغيرها من الأنشطة الجسديّة. ولطالما كانت معلّمتا اليوغا المعتمدتان نشيطتين بشكل عام، حيث كانت سمية تمارس رياضات مختلفة منذ الطفولة، وكانت بشاير قد بدأت بممارسة اليوغا منذ ثماني سنوات. وأخذتا مهمّة التشجيع على نمط الحياة هذا لأنّهما أرادتا مشاركة "الشعور الجيّد" الذي يقدّمه مع نساء أخريات. ولهذا السبب قرّرتا مشاركة ما عاشتاه مع نساء من مجتمعهما عام 2019، وهكذا أسّستا استوديو بركة في أغسطس 2020 بالإضافة إلى عملهما الحكومي بدوام كامل.

اقرئي أيضاً: Sarah Al Nowais: إذا شعرت بخطب ما، استفسري، فستعيشين في هذا الجسد إلى الأبد

في ما يتعلّق باللياقة البدنيّة والرفاه، لا تظنّ مدرّبتا اليوغا أنّ هناك تعريفاً واحداً يناسب الجميع. وتقولان: "نحن كائنات معقّدة وجميلة بطبيعتنا، وبالنسبة إلينا، الرفاه يعني الشعور بالاكتمال والسعادة وأن يكون لدينا شغف للحياة من خلال القيام بالأشياء التي نستمتع بها. وتستشهدان بقول Joseph Pilates ":االلياقة البدنيّة هي الشرط الأوّل للسعادة"، وتؤكّدان: "نعم، إنّ اللياقة البدنيّة والنشاط مهّمان لعيش حياة سعيدة، فابحثي عمّا تحبّينه ودعيه يحرّكك!". وتفسّران أنّ تماماً كما حدث التقدّم التكنولوجيّ بسرعة فائقة في العامين الماضيين، كذلك تغيّرت المبادئ المتعلّقة باللياقة البدنية والرفاهية. فهناك الكثير من الاتّجاهات مثل التمارين المتقاطعة وحتى حلول اللياقة البدنية التي تعمل بالذكاء الاصطناعيّ والتي تفيد بعض الأشخاص. وتوضّحان: "لكن بعد صدمة الوباء العالميّ في السنوات الأخيرة، نظنّ أنّه كان على الناس الإبطاء قليلاً، وأصبحت الصحّة العقليّة موضوعاً مهماً وسلّطت الضوء على مفاهيم اللياقة البدنيّة والرفاهية. أمّا اليوغا فليست شيئاً جديداً، لكنّها أسلوب حياة ورياضة صمدت أمام اختبار الزمن لعصور، ونعيد اليوم التركيز عليها لأنّها باتت أهمّ من أي وقت مضى".

محادثات مجتمعيّة
وتشرح المدرّبتان المفهوم الكامن وراء الاستديو الخاصّ بهما على الشكل التالي: "يرتكز استوديو بركة على التواصل مع نفسك وطريقة تنفّسك وجسمك وذهنك لتجدي فعلاً توازنك الداخلي وتركيزك وحيويّتك ونشاطك. ولا يقدّم دروس يوغا نموذجية فحسب، بل أيضاً اليوغا المتخصّصة لأنواع مختلفة من الشخصيات. فلدينا مثلاً جلسات صباحيّة لكلّ من تستيقظ باكراً وتريد صفّاً سريعاً وعالي الطاقة، ثم لدينا جلسات الشموع المضاءة في المساء لمحبّات الليل اللواتي يرغبنَ في الاسترخاء والتنفّس". وتضيفان: "نقدّم أيضاً تدريباً لليوغا ونجري محادثات مجتمعيّة حول المواضيع التي ربّما تخجل النساء من التحدّث عنها ولكنهنّ سيحضرن المناقشة للمشاهدة فقط. نريد أن نخلق ملاذاً للنساء لكي يتواصلنَ مع بعضهنّ البعض وكلّ واحدة مع نفسها فتبطئ وتيرة حياتها وتشعر حقاً بوجودها. ونريد أن نذكّرهنّ بأنهنّ بأمان ومحبوبات ومطلوبات بغض النظر عمّا يخبرهنّ به الصوت الداخليّ في رؤوسهنّ".
الإبداع هو المفتاح للتوصّل إلى حلول
وكيف يؤثّر البدء برحلة اللياقة البدنيّة هذه على صحّتهنّ وحياتهنّ اليوميّة ومستقبلهنّ؟ تجيبنا المدرّبتان: "لا يمكننا التحدّث باسم جميع السيّدات طبعاً، لكنّنا نأمل أن يلاحظنَ الفرق في صحتهنّ العقلية والبدنية بعد جلستَين. فبقدر ما نرغب في القول إنّك ستلاحظين اختلافاً بعد جلسة واحدة فقط، إلّا أنّه في بعض الأحيان يتطلّب الأمر الكثير من الانضباط، لكن راقبي شعورك بعد صفّ واحد، وكلّما ازداد تركيزك على تمرينك، كلّما كان ذلك أفضل لك على المدى الطويل. ومن المعروف طبعاً أنّ الدراسات تظهر أن اليوغا والتأمّل يساعدان في تحسين النوم والمزاج واللياقة البدنية وتقوية المناعة. كما أنّها تساعدك على التركيز والحفاظ على توازنك وسلامك الداخلي الذي بدوره سيساعدك للحصول على المزيد من الوضوح والسلام والصفاء مع الضغوط والتحديات التي تواجهينها في الحياة!". كما تربطان بين الاستدامة ونمط الحياة الصحّي على الشكل التالي: "نظنّ أنّه إذا كان بإمكانك المحافظة على لياقتك البدنيّة وصحّتك بطريقة منخفضة التأثير مثل اليوغا أو البيلاتيس أو التأمّل، فأنت قادرة على فعل أيّ شيء. إذ عندما تتمتّعين باللياقة البدنيّة والصحّة الجيّدة وتكوني في بيئتك المفضّلة، تشعرين بالإبداع. والإبداع هو المفتاح للتوصّل إلى حلول حتّى لأكبر المشاكل ويساعدك على ابتكار أفكار لاعتماد نهج الاستدامة، فهو يسلّط الضوء على الحياة المستدامة لأنّك تدركين مدى أهميّة النظام المتناغم والمتوازن في العالم".

وتختتم المدرّبتان حديثنا معهما بتوجيه الرسالة التالية: "نحن جميعنا متّصلون ببعضنا البعض ومتّحدون بطرق قد لا نفهمها الآن. لا توجد إجابة خاطئة أو صحيحة للحياة أو للعيش، فنحن جميعنا هنا نحاول اكتشافها بأفضل طريقة ممكنة، مع أكبر قدر ممكن من المتعة والضحك، كما أنّنا نحتاج إلى أن نحبّ ونحترم ونتفهّم بعضنا البعض حتّى نخلق بيئة آمنة من الطاقة الجماعية المبنيّة على الإيجابيّة فقط لا غير". 

اقرئي أيضاً: Sharifa وNadia Sehweil: تحرّكي وابحثي عن مجتمع من الأشخاص الذين تحبّين التمرّن معهم والتواجد معهم

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث