Sarah Al Nowais: إذا شعرت بخطب ما، استفسري، فستعيشين في هذا الجسد إلى الأبد

هي مدرّبة شخصيّة إماراتيّة تبلغ من العمر 34 عاماً. Sarah Al Nowais شريكة في Chapters Studio ومدرّبة صحّة متخصّصة في اللياقة البدنيّة قبل الولادة وبعدها. لكنّها أوّلاً وقبل كلّ شيء أمّ لطفلين جميلين كانا مصدر إلهام لها في مسيرتها المهنيّة الحاليّة. لطالما كانت اللياقة البدنيّة جزءاً من حياتها. لكنّها لم تبدأ بالعمل في هذا المجال قبل العام 2014. حيث قرّرت وصديقتها Tracy Assaad أن تبدآ بحساب fitnutuae. وخلال نشأتهما كانت الرياضة والتغذية دائماً تهمّهما، وكانتا تتشاركان نصائح التدريبات باستمرار، كما قد جرّبتا الكثير من الحميات الغذائيّة الشائعة. فكان مفهومSarah للصحّة آنذاك مختلفاً عمّا هو عليه اليوم، إذ أنّها حتماً لا تشجّع اليوم على اعتماد الحميات المبتذلة لأنّها ليست مستدامة. وتعلّمت الشريكتان الكثير على مرّ السنين من خلال تجاربهما الشخصيّة وأبحاثهما، وأرادتا مشاركة معرفتهما وشغفهما مع النساء. أرادتا أيضاً إنشاء منصّة للقاء نساء في أبو ظبي يشاركنَ معهنّ التفكير نفسه. وفي تلك المرحلة، لم يكن لدى أيّ منهما أيّ شهادات متعلّقة بالصحّة واللياقة البدنيّة بعد، لكن كان الوقت قد حان لذلك! ففي تلك السنة نفسها، التحقت كلتاهما بمعهد التغذية التكاملية. وكان هدف سارة الأوّل هو الحصول على فهم واضح لما حدث لجسدها في العام الذي سبق. 
تطوّر تعريف سارة النويس للياقة البدنيّة والرفاهية على مرّ السنين، ومن المحتمل أن يستمرّ في التطوّر مع الوقت. وتقول: "غالباً ما يكون مرادفاً حصريّاً للنشاط وتناول الطعام الصحيّ، لكن لا شكّ في أنّ التمتّع بصحّة جيّدة لا يقتصر فقط على ممارسة الرياضة والتغذية الجيدة. والعثور على الرفاهية الخاصة بك هو أيضاً رحلة شخصيّة وسيختبرها كلّ فرد ويكتشفها بطريقته الخاصة. والصحّة رحلة وليست وجهة. إنّه شيء يمكننا تحقيقه من خلال ضبط أجسامنا وبيئتنا المحيطة كلّ يوم. إنّها في تطوّر مستمرّ." وفي مجالها الخاصّ، تؤكّد سارة أنّ المجتمع بدأ بالتخلّي عن فكرة أنّ الحركة أثناء الحمل خطيرة أو أنّه لا يوجد حلّ لسلس البول بعد الولادة أو أن الحلّ الوحيد للانفراق المستقيم أو انفصال البطن هو الجراحة. وتخبرنا أنّنا نتّجه أيضاً نحو المزيد من المحادثات المفتوحة والحقيقيّة حول وقائع الحمل وفترة ما بعد الولادة، وقد تكون هذه المحادثات المفتوحة فعلاً الجانب الأهمّ في هذه المعادلة.

اقرئي أيضاً: Sharifa وNadia Sehweil: تحرّكي وابحثي عن مجتمع من الأشخاص الذين تحبّين التمرّن معهم والتواجد معهم

جسد المرأة يستحقّ الفرصة لاستعادة عافيته
ينصبّ تركيز سارة حالياً على إدارة Chapters Studio مع شريكتها Jehan AlSairafi. وهو عبارة عن استوديو لياقة بدنيّة متخصّص في اللياقة البدنيّة قبل الولادة وبعدها. وتخبرنا: "وفيما نقدّم دروساً تلبّي احتياجات جميع النساء، نفتخر أيضاً ببرامجنا المتخصّصة وبمدرّباتنا. فعندما كنّا في تلك الرحلة التي نتحضّر فيها للأمومة، لم نجد الدعم المطلوب الذي احتجنا إليه، لذا جعلنا هذه الخدمة في متناول الجميع، ونحن نهدف إلى زيادة الوعي وتغيير العقليّة حول اللياقة البدنية أثناء الحمل وأهميّة التعافي وإعادة التأهيل بعد الحمل." وتضيف: "تشكّل الولادة حدثاً صادماً، ومثلما نمنح الناس فرصة للشفاء بعد الحوادث والعمليات الجراحية، فإن جسد المرأة يستحقّ الفرصة لاستعادة عافيته بدلاً من الضغط عليه. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّنا نهدف إلى الجمع بين الخبراء المختصّين في هذا المجال، ممّا يسلّط الضوء أكثر على صحّة المرأة ويسهّل الوصول إلى خدمات العناية بصحّتها."

الاستماع إلى أجسادهنّ والثقة بها
وعن التساؤلات التي تجول في خاطر المرأة الحامل عن مسيرتها في عالم اللياقة تشاركنا سارة: "قد تكون ممارسة الرياضة أثناء الحمل أمراً مخيفاً. فما الذي أستطيع أن أفعله؟ وما الذي يجب ألّا أفعله؟ هل ستؤذي التمارين طفلي؟ وعلى غرار ذلك، يمكن أن تلقي العودة إلى اللياقة البدنيّة بعد الولادة بعبء ثقيل على المرأة. من أين أبدأ؟ لماذا يبدو بطني هكذا؟ لماذا أشعر بكلّ هذا الثقل؟ هل ستؤثّر الرياضة على مخزون الحليب لديّ؟ أريد أن أركض مرّة أخرى لكنّني أخشى التسريب. ثمّة الكثير من الأسئلة والمخاوف لدى النساء في هذا الموضوع، وكلّ ذلك مع القلق بشأن طفل حديث الولادة وقلّة النوم وكلّ ما يترافق مع تلك الفترة." قبل أن تضيف: "وتقول زبوناتي إنّني قد ساعدتهنّ على فهم التغييرات الجسديّة التي يختبرنها وكيفية التعامل معها. لقد تعلّمنَ أيضاً الاستماع إلى أجسادهنّ والثقة بها، واستخدام ما تعلّموه من الصفوف التي نقدّمها في حياتهنّ اليوميّة من أجل تحسين قدرتهنّ على الحركة وتعزيز القوّة والنوم واللّعب مع أطفالهنّ. وقد تغيّرت رؤيتهنّ للياقة البدنيّة بشكل عام. وأنا أعتبر هذا إنجازاً كبيراً لأنّ هدفي الأساسي في هذا المجال كان تثقيف النساء وتزويدهنّ بالمعرفة التي يحتجنَها للسيطرة على أجسادهنّ واتّخاذ قرارات مدروسة. وكان هناك تأثير ملحوظ آخر أيضاً وهو التأثير على ثقتهنّ في أنفسهنّ واحترامهنّ لها. فعندما تكونين مرتاحة مع جسمك القويّ والمرن، ينتقل هذا الشعور إلى جميع أجزاء حياتك الأخرى. فمن الطبيعيّ أن تفقد المرأة القليل من نفسها في رحلة الأمومة. وبالتالي فإنّ عملنا يشكّل طريقة لمساعدة النساء على العثور على أنفسهنّ من جديد."

وتختتم سارة عبر توجيه هذه الرسالة: "ضعي نفسك أوّلاً. أنا أعمل بشكل أساسي مع الأمّهات اللواتي لا يعطينَ الأولوية لأنفسهنّ. وفي الوقت نفسه، تختبرين خلال رحلة الأمومة الكثير من التغييرات الجسدية والعقلية التي تحتاج إلى معالجة من أجل صحّة مثاليّة. وليست أنانيّة أن تأخذي بعض الوقت لنفسك. نمط الحياة الصحيّ له تداعيات على جميع مناحي الحياة، سواء على الحياة الشخصية أو الاجتماعية أو المهنيّة. كذلك ثقّفي نفسك. فلا تخافي من طلب المساعدة وطرح الأسئلة. للأسف، هناك جوانب كثيرة من صحّة المرأة لا تتمّ مناقشتها أو تُعتبر من المحرّمات. إذا شعرت بخطب ما، استفسري. ستعيشين في هذا الجسد إلى الأبد. فاستمرّي في الاهتمام به والمحافظة عليه، وإذا ثمّة مشكلة فيه، أصلحيها."

اقرئي أيضاً: Asma Hilal Lootah: بمجرّد أن تبدئي، تتحوّل الخطوات الصغيرة إلى كبيرة