Naza Alakija: أريد الحرص على إعطاء الأولويّة للنساء والفتيات في خضمّ هذه الأزمات

التصوير: Iulia David  
المكياج: Vivi Solomon   
الشعر: Ross Kwan 

نشأت Naza Alakija في إيران قبل أن تهاجر إلى المملكة المتّحدة في سنّ التاسعة. وهناك ترعرعت على يد أمّ عزباء كرّست حياتها بأكملها لتأمين نشأة طبيعيّة ومستقرّة لها ولإخوتها. غير أنّه لم يكن من السهل عليهم التواصل في وطنهم الجديد. وفي فترة التأقلم تلك، أدركت Naza أنّ التعليم سيكون ركيزة أساسيّة تمدّها بالدعم. وبالفعل، ساعدها التعليم والتعلّم على تعزيز إحساسها بالانتماء وفهم قدرتها على التصرّف باستقلاليّة. وأدركت إثر ذلك أنّه شكّل وسيلة لها وصولاً إلى التمكين الذاتي وتعزيز قوّتها عند الشعور بالقلق وعدم الاستقرار. وإثر هذه التجربة، أيقنت قيمة الوصول إلى التعليم الذي يعتبر جزءاً أساسيّاً من كيانها وأصبحت ناشطة في مجال حقوق الإنسان والتعليم. لنكتشف المزيد حول المرأة وراء مركز SAGE Innovation Centre والتي تشغل منصباً استشاريّاً مع اليونيسف.

ما أكثر القضايا التي تحبّين الدفاع عنها؟
يرتكز معظم عملي على الدفاع عن النساء والأطفال الأكثر ضعفاً في البلدان النامية. بحيث ألقي نظرة على جدول الأعمال العالمي المحدّد للنساء والفتيات في كلّ عام، وأحاول صياغة تدخلات تهدف إلى تحسين سبل عيشهنّ ومساعدتهنّ على بلوغ إمكاناتهنّ الكاملة. ومع ذلك، فإنّني أدرك أنّ الكثير من القضايا التي تواجهها النساء والفتيات مترابطة مع تحديات التنمية الأخرى. بحيث لا يقتصر حلّ أزمة المناخ على سبيل المثال، بالوصول إلى صفر انبعاثات بحلول العام 2050 فحسب، بل تتطلّب أيضاً بناء مواجهة لآثار تغيّر المناخ في المجتمعات على المستوى المحلي حيث تتأثّر النساء والفتيات بصورة غير متناسبة بالاضطرابات الاجتماعيّة والصحيّة والاقتصاديّة الناجمة عن تغيّر المناخ. وما بين أزمة المناخ ووباء COVID-19، نحن على يقين بأنّنا سنستمرّ في مواجهة حالٍ من الاضطراب وعدم الاستقرار. وإنّما أريد الحرص على أن نعطي الأولويّة للنساء والفتيات في خضمّ هذه الأزمات، ليتمكنّ من الاستمرار في التعلّم والنموّ والمساهمة في مجتمعاتهنّ.

ما الخدمات التي تتيحها منصّة SAGE Innovation وكيف تخدم المجتمع؟
أطلقتُ مركز SAGE Innovation Centre في العام 2019 لتحديد أولويات الحلول المناخيّة القائمة على التكنولوجيا وحجمها، كما وتوسيع نطاقها لصالح المجتمعات المهمّشة في طليعة التغيّر المناخي. إذ تحمل ممارسات التنميّة المستدامة إمكانيّات هائلة لتعزيز النمو الأكثر إنصافاً وتحسين مستويات المعيشة. ويتمثّل هدفنا في تشجيع الشباب على الانخراط في هذا التحوّل نحو مستقبل أكثر استدامة. وبالإضافة إلى مهمتنا الأساسيّة، لدينا قسم SAGE Emergencies المخصّص لمعالجة حالات الطوارئ الإنسانيّة للأشخاص النازحين داخليّاً IDPs واللاجئين المعرضّين للخطر بشكل خاص، حيث يضطرون إلى ترك منازلهم وسط العنف والكوارث.

لا شك في أنّ الوباء فاقم الأزمة الإنسانيّة في أجزاء مختلفة من العالم. كيف تسهمين مع اليونيسف في إعادة تصوّر عالم أفضل ما بعد COVID-19؟
أتى تأثير الوباء كارثيّاً بالفعل. إذ سيغرق ملايين الأشخاص في مزيد من الفقر بسبب الجائحة، وبطبيعة الحال تتأثر النساء والفتيات الصغيرات بشكل غير متناسب ويتعرّضن للمخاطر اليوم أكثر من أيّ وقت مضى. وقد أصدرت اليونيسف تقريراً في وقت سابق من هذا الشهر عن الزيادة المتوقعة في حالات زواج الأطفال وحمل الأطفال المرتبطة بزيادة انعدام الأمن الاقتصادي والاجتماعي. ففي بعض أنحاء العالم، لا يُترجم إغلاق المدارس إلى التعليم الافتراضي؛ بل إنّه يعني العودة إلى العمل وعدم متابعة التعليم بالنسبة إلى بعض الفتيات، لمجرد أنّ دخل الأسرة بخس جداً. وفي أسوأ السيناريوهات، هذا يعني أن تصبح الفتاة زوجة مقابل مهر للمساعدة على إعالة أسرتها. ومن المأساوي رؤية هذا، ولا ينبغي أن تكون أيّ طفلة عروساً أو أمّاً في سنّ الثانية عشرة. وفي هذا الصدد، أطلقت في مركز SAGE Innovation Centre حملة اجتماعيّة حول هذا الموضوع في خلال Women's History Month وتعاونت مع اليونيسف لجمع الأموال بهدف تأمين حماية الأطفال والرعاية النفسيّة والاجتماعيّة وبرامج التعليم في اليمن.

هل لك أن تطليعنا على أبرز لحظات سفرك إلى أفغانستان في مارس 2020؟
وجدت أفغانستان من أجمل الأماكن التي زرتها على الإطلاق. وبالعودة إلى مارس 2020، بدأت رحلتي في كابول ثمّ توجهنا إلى هرات. وأشعر بالذهول حينما أسترجع تلك اللحظات، لا سيّما إزاء الأشخاص الذين قابلتهم على طول الطريق. بحيث زرت فريقاً يبتكر الروبوتات كان يسخّر التكنولوجيا للكشف عن الألغام والتمييز بين المياه الملوّثة وتلك النظيفة. وفي خلال الجائحة، طبّق هذا الفريق براعته في بناء المراوح باستخدام تصميم من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT وسيارات Toyota معاد تدويرها! وبالفعل كانت رؤية هؤلاء الأشخاص اليافعين يبتكرون في خدمة مجتمعاتهم ملهمة تماماً، وأتت بمثابة تذكير قويّ بالمأساة التي قد تحدث عند استبعاد الشباب من مثل هذه الفرص. كذلك في بغديس، زرنا مخيم لاجئين حيث التقيت طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً متزوجة من رجل عمره 49 عاماً، ورأيتها تحمل طفلتها البالغة من العمر 6 أشهر التي افترضتُ أنّها أختها الصغيرة، هذا واغرورقت عيناها بالدموع عند ذكر والديها. بيد أنّها تستحق أن تكون في المدرسة وتستحق الطفولة وتستحق اهتمامنا.

ما الرسائل التي تودّين توجيهها إلى النساء في مناطق النزاع وإلى المرأة في المناصب القياديّة لمساعدتهنّ؟
لاحظت أنّ النساء اللواتي التقيت بهنّ واللواتي يتمتّعن بالخبرة في مناطق النزاع، لديهن دائماً قصة تمكينيّة ليروينَها. والحقيقة أنّنا أحياناً ما ننسى الدور الذي نلعبه والتضحيات التي نقدّمها في مناطق الصراع حينما نجد أنفسنا في صدمة إثر محاولة معالجة ما نواجهه من أزمات أو أوقات عصيبة.‎ وبصفتي شخصاً ينتمي إلى المجتمع الإيراني المغترب، فأنا أرى تأثير سرد القصص على حياتي؛ من حيث تناقل قيمنا الثقافيّة والحفاظ عليها وتمكين بعضنا البعض والتعافي معاً. لذا أسأل كلّ امرأة أن تشارك قصّتها. فنحن نعيش في زمن يجلّ "المثاليّة"، ولذلك نشعر دوماً بالحاجة إلى تصوير حياتنا على أنّها رائعة. وما نفشل أحياناً في إدراكه هو أنّ العيوب والتحديات والإخفاقات هي التي تمنحنا القوّة التي نتطلّع إليها في سعينا إلى تحقيق "المثاليّة".

اقرئي أيضاً: Abeer Saqer: مهمّتي ليست تعريف المرضى على أفضل العلاجات فحسب، إنّما إرشادهم نحو مستقبل صحيّ وسعيد

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث