Nahla Biyari: لا تتكلّمي سلباً مع نفسك وتتفاجئي حينما يقوم أطفالك بالمثل

التصوير: Nymbl

تتذكّر نهلة حسين بياري، مدرّبة مهارات حياة للأطفال، جيّداً أنّها كانت مستمعة جيّدة لصديقاتها منذ صغرها، ودائماً ما حاولت مساعدتهنّ ودعمهنّ عند مواجهة أي تحدٍ في الحياة، فعلمت منذ سنّ مبكرة أنّ هذه المهارات ستساعدها بطريقة ما ذات يوم. والمدهش أنّه عندما بلغ ابنها بدر السابعة من عمره، بدأ يواجه تحدّيات في المدرسة، غير أنّها عجزت عن مساعدته هذه المرّة وراحت تسأل الناس من حولها بحثاً عن طريقة لمساندته. وجاءت التعليقات مزعجة وتحثّها على تعليم ابنها أن يبادل الضرب بالمثل ويحصّل حقّه بيده، إلّا أنّها وجدت صعوبة بالغة في اعتماد هذا الأسلوب. ومع البحث على الانترنت وبمساندة صديقتها المقرّبة، وجدت أنّ الحلّ يتمثّل في تسليحه بمهارات تعزّز ثقته بنفسه. وبعدها لمست كم أنّ المجتمع بحاجة إلى هذا المجال ولاحظت أنّها قادرة على تغيير حياة الأطفال بمجرّد أن تعلّمهم مهارات بسيطة تساعدهم في حياتهم اليوميّة. وهكذا بدأت رحلتها مع تدريب الأطفال بكلّ حبّ. لنتعرّف إليها أكثر في ما يلي وعلى النصائح التي ستزوّدنا بها!

فهم المشاعر والتعبير عنها 
تختصر نهلة الرفاه والعافية عند الأطفال بالقول إنّ الطفل الذي يتمتّع بصحّة نفسيّة جيّدة يفهم مشاعره تماماً ويستطيع التعبير عنها، والأهم أنّه يتعامل معها بطريقة صحيحة. وتؤكّد أنّ الاعتراف بالرفاه كنتيجة صحيّة أساسيّة تزايد في الآونة الأخيرة، وفي المجتمع السعودي بات الوعي أكبر من ناحية الصحّة النفسيّة وتقبّل استشارة المختصين في مجال التربية والتدريب. ومن موقعها كامرأة سعوديّة، تؤكّد نهلة أنّ شغفها و ممارستها في تدريب مهارات الأطفال تتوافق مع رؤية 2030 التي ترمي إلى ترسيخ القيم الإيجابيّة في شخصيّات أطفالنا من خلال إكسابهم المهارات والسلوكيّات الحميدة ليتمتّعوا بشخصيّة مستقلة تتّصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة.

شهر رمضان المبارك مناسبة تلمّ شمل العائلات وإنّما للأسف أثرت جائحة كوفيد 19 على هذا الجانب من حياتنا وبالتالي على رفاهنا. فسألنا نهلة ما الذي تقترحه للعائلات التي تضمّ أطفالاً بهدف التعامل مع هذا الوضع والتغلّب عليه. فأجابتنا: "أرى الأمر من منظور مختلف، لأنّ الحجرالصحي خلق فرصة للعائلات الصغيرة كي توطّد علاقتها ببعضها البعض. لذا أقترح أن يغتنموا ذلك لتعليم أطفالهم العادات الإيجابيّة مثل الامتنان، إذ من الممكن أنّهم افتقدوا أموراً اعتادوا عليها كزيارة الجدّ والجدّة مثلاً". 

تعزيز صحّة الأطفال العقليّة 
بحسب نهلة، ما هي أفضل الطرق لتعزيز الصحة العقليّة لأطفالنا خصوصاً في هذه الأوقات الصعبة حيث تحدث الكثير من التغييرات في حياتهم لا سيّما أنّهم فقدوا جزءًا كبيراً من علاقاتهم الاجتماعيّة؟ فتنصح المدرّبة بالخطوات التاليّة:
• تحلّوا بالصبر مع أطفالكم، وسيروا معهم خطوة بخطوة مع تزويدهم بالدعم.
• حافظوا على نشاطهم البدني وليستمرّوا في الحركة حتّى لو قضى ذلك بنشاط بسيط في المنزل مثل الجري والقفز.
• علّموهم أهمّ المهارات التي تتمثّل بالمرونة في التعامل مع الأمور. إذ إنّها تساعد الأطفال على الحدّ من الضغوطات وتعلّمهم مواجهة التّحديات اليوميّة، سواء الصغيرة أو الكبيرة."

الأمّ قدوة الأطفالها
وفيما يؤثّر الحديث السلبي عن النفس والإجهاد واضطرابات الأكل وغيرها من العادات على الصحة العقليّة، طلبنا من نهلة في الختام مشاركتنا بعض الإجراءات الصغيرة التي قد تعلّمها المرأة لأطفالها للاحتفاء برفاههم والتي يمكن أن تترك أثراً إيجابيّاً على حياتهم اليوميّة ومستقبلهم. وبعدما أكّدت أنّه على الأمّ أن تكون قدوة لأطفالها، شاركتنا التالي: "على سبيل المثال، لا تتكلّمي سلباً عن نفسك وتتفاجئي حينما يقوم أطفالك بالمثل. كذلك، اسعَي إلى فهم مشاعرك كأمّ أوّلاً وتعلّمي كيفيّة التعامل مع ضغوطات الحياة، بالتالي علّمي أطفالك فهم مشاعرهم ليتمكّنوا من التعامل معها، واجعلي ممارسة التأمّل عادة منزليّة. وهنا أنصح جميع الأمّهات بالمطالعة لا سيّما الكتب أو المقالات التي تتناول موضوع الذكاء العاطفي لأنّه المفتاح لفهم المشاعر."

اقرئي أيضاً: Lena Al Khereji: الصحّة هي التناغم التامّ بين العقل والجسد والروح

العلامات: Nahla Biyari

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث