Maya Nsouli: "الفنّ يساهم في تحويل الحريّة إلى امرأة"

يُعَدّ الفنّ من الأسلحة الأكثر قوّةً لإيصال رسالة إلى جمهور معيّن. وعلى الرغم من التمييز الحاصل ضدّ الأعمال الفنيّة التي قدّمتها النساء عبر التاريخ، استطاعت الكثير من الفنّانات حول العالم المساهمة في تمكين النساء عبر أعمالهنَّ الفنيّة. فيوظّفنَه للدّفاع عن حقّهنَّ بالتعبير عن رأيهنَّ بشتّى الأمور الحياتيّة سواء الاجتماعيّة أو الثقافيّة أو الاقتصاديّة أو السياسيّة. ومؤخّراً، في ظلّ الأحداث الجارية في لبنان عمدت فنّانات عدّة إلى التعبير عن أفكارهنَّ من خلال أعمالهنَّ الفنيّة. وقد أجريْنا هذا الحوار مع الرسامة مايا نصولي صاحبة مؤسّسة Maya’s Art House للاطّلاع على عملها الفنّي والوقوف عند تصوّرها لدور الفنّ في التوعية الاجتماعيّة.   

  1. ما الرسالة التي رميت إلى إيصالها من خلال هذه اللوحة؟

تحت عنوان "النساء في الثورة" وبحجم 120x120 سم، رسمت هذه اللوحة بألوان الأكريليك وأردت بها توثيق لحظة حقيقيّة ووطنيّة تجسّد وحدة الشعب اللبناني. ففيها جمعت أصواتهم وأفعالهم وحرصت على وجود العلم اللبناني بألوانه الزاهية. إذ يتمتّع الشعب بالسلطة اليوم ولا يمكن لأحد أن يتجاهله، وكلّما توحّد زادت قوّته. وتعكس اللوحة المطالب المحقّة للشعب لا سيّما ودور المرأة في الثورة. إذ إنّ وجود النساء على وجه الخصوص فيها لأمر مذهل. بحيث تولّت المرأة الريادة على الميكروفونات، وتولّت عزف الموسيقى وتقديم الدعم والحماية من خلال وقوفها في الصفوف الأماميّة. وفي هذه الثورة، كسرت المرأة الحواجز وأظهرت شجاعتها وأضافت بوجودها الحبّ والدفء والرحمة. فساهمت حتماً في تحفيز روح الثورة وإيقاظها والارتقاء بها من خلال مثابرتها وصبرها ووجودها إلى جانب الرجال.

  1. للفنّ دور مهمّ جداً في أيّ ثورة. فهل يمكنكِ أن توضحي لنا كيف تتصوّرين دورها وكذلك دور الفنّانين المنخرطين اجتماعيّاً؟

يعكس الفنّانون ثقافتهم من خلال أعمالهم الفنيّة، إنّما يمكنهم أيضاً نقد تلك الأفكار وعرض أفكار مختلفة وحتّى تقديم حلول. فالفنّ وسيلة تعبير متحضرّة وإبداعيّة. ويساعد هذا الأمرعلى تحويل أيّ فكرة من شخص إلى آخر ومن الفنّان إلى الجماهير التي تتبنّى هذه الفكرة بدورها؛ وبالتالي يؤدّي إلى تحول الفكر والثورة. إذ يسهم الفنّانون النشطاء اجتماعيّاً في دفع المجتمع ودعمه وإثرائه من خلال الأعمال الفنيّة التي تصدم الناس أو تحرّكهم أو تشبههم.

  1. كيف يمكن للفنّ أن يكون منصّة للدفاع عن حقوق الإنسان، وبصورة أكثر تحديداً عن حقوق المرأة وهويّاتها وأدوارها المتعدّدة؟

بفضل قدرة الفنّ على الوصول إلى الجماهير الواسعة بصريّاً وتكوينه الفعّال، يمكنه أن يكون منصّة للدفاع عن حقوق الإنسان في أشكال كثيرة. بحيث يمكن تصوير سوء معاملة الناس وسوء استخدام السلطة من خلال الرسوم والأشكال والألوان وطرق تعبير معيّنة. إذ من شأن الفنّ أن يمجّد المرأة ويلقي الضوء على أهميّتها وأدوارها من خلال الأعمال الفنيّة وبعض الرسائل التي يمكن أن تحملها هذه الأعمال. فعلى مرّ التاريخ وحتّى يومنا هذا، جعل الفنّ من المرأة موضوعاً قويّاً ولطالما مجّد هويّتها ودورها وجعلها رمزاً للقيم والسلطة. كذلك، يُعتبر الفنّ مسؤولاً عن تحويل الحريّة إلى امرأة، ونذكرعلى سبيل المثال لوحة Delacroix للثورة الفرنسيّة La Liberté Guidant Le Peuple وتمثال الحريّة الشهير، رمز الولايات المتّحدة، الذي يُجسّد امرأة ترفع شعلة. بالإضافة غلى ذلك، الفنّ يصوّر المرأة كرمز للحياة والولادة والاستمراريّة والشغف والجاذبيّة والثورة والحريّة والجمال والسلطة. وكانت كلّ هذه الموضوعات وما زالت مرتبطة بالنساء في اللوحات والتماثيل وغيرها من الأعمال الفنيّة بفضل الأدوار التي تضطلع المرأة بها كأمّ وأخت وابنة وحتّى كقوّة عاملة رائدة.

إقرئي أيضاً: عندما يصبح الفنّ أداة تمكين للمرأة العربيّة مع هند المنصور

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث