Mariam Al Saif: تؤدّي النساء عملاً رائعاً في جعلهنّ الغوص وامتهانه أمرين رائجين في الشرق الأوسط

التصوير: Maryam AlMasha'an

لطالما كانت مريم السيف شغوفة للغاية وتتمتّع بنظرة مشرقة للحياة. وكانت تعلم أنّه لا يمكنها بتاتاً أن تشغل وظيفة لا تشعر بشغف نحوها. وتعتبر الشابّة الكويتيّة أنّ والديها ساهما في جعلها الشخص الذي هي عليه اليوم، فقد شجّعاها دائماً على أن تكون أيّاً من تريد أن تكون. ومهما كانت الأفكار التي تراودها جنونيّة، كانا أوّل من دفعاها إلى السعي خلفها وساعداها على ذلك. وتؤمن مريم بأنّ أيّ شيء ممكن مهما كان بعيد المنال! وفيما كانت تكبر، كان شغفها بأعماق المحيط يكبر معها. لذا دعونا نكتشف القصّة وراء تعلّق مريم بالغوص والأنشطة التي تقوم بها من خلال منصّتها MER بالإضافة إلى دورها كسفيرة للغوص لمنصّة Girls That Scuba.

اقرئي أيضاً: Shaikha Al Sulaiti: دائماً ما يأتي العمل الشاقّ بثماره

لغز في أعماق المحيط
نشأت مريم وهي قريبة جداً من الماء. إذ كانت عطلات نهاية الأسبوع بالنسبة إليها تتمثّل في الذهاب إلى منزلهم على الشاطئ، وقضاء ساعات طويلة وهي تسبح في البحر. وتخبرنا قائلة: "دائماً ما شعرت أنهّ ثمّة لغز تحت الماء لم أستطع فهمه تماماً لأننّي كنت صغيرة ولم أستطع سوى الاستمتاع بالسباحة على سطح الماء. وحتّى يومنا هذا، بمجرّد وجودي في مسطح مائي سواء كان مسبحاً أو بحيرة أو بحراً، يمكنك التأكّد أنّني سأكون آخر من يخرج". وبعد أن أصبحت محترفة في اكتشاف العالم تحت الماء، تخبرنا ممازحة: "إنّها رياضة تسبّب الإدمان! ولم يحذرني أحد من مدى ذلك، فيجب إرفاق تصريح برفع المسؤوليّة مع شهادة الغوص لدى حصولك عليها". وتتابع: "لا يزال لدي الكثير من الأماكن لزيارتها، إذ إن 71% من العالم يتكوّن من المياه، لذا يمكن تخيّل مقدار الاستكشاف الذي ينتظرني!"
الغوص يكاد يشبه التأمل
إنّ مريم بطبيعتها شخص دائم الحركة وتفكر دائماً في الخطوة التالية. ويصعب عليها أحياناً أن تركّز في الحاضر! لكن عندما يتعلق الأمر بالغوص، فكيف تشعر عند ممارستها إيّاه؟ تؤكّد: "الغوص يكاد يشبه التأمل. فالأمر الوحيد الذي يمكنني التركيز عليه هو المكان والزمان الحاليان، وأنا مدمنة على الشعور بالوجود الذي يمنحني إيّاه". وتضيف قائلة: "بقدر ما يمكن الغوص عميقاً في الماء، لا يمكنني أن أسبح أو أبقى ثابتة فيها، فذلك لا يجعلني فعلاً سعيدة. وثمّة ما يجعلني أشعر وكأنني في المكان الذي أنتمي إليه حين يتعلق الأمر بالتواجد في الطبيعة وفي الماء وتحديداً".
وبالنسبة إليها، ما هي الآثار النفسيّة للغوص في البحر على عافية الإنسان وسلوكيّاته؟ تخبرنا أنّه بفعل تغيّر المناخ، يلاحظ الغواصون كيف تتغيّر مختلف أماكن الغوص مع مرور الوقت وتوضح أنّه: "لا شك في أنّ هناك علاقة بين الغواصين والمدافعين عن الحفاظ على المحيطات. فكلّما قضيتِ المزيد من الوقت تحت الماء وفي الغوص، أصبحت فعلاً أكثر وعياً حول سلوكيّاتك الشرائيّة وما تأكلينه وكلّ ما تستهلكينه".

شعور جميل بالارتباط بالطبيعة
إنّ Girls That Scuba هو أكبر تجمّع للنساء الغوّاصات. وتؤكّد مريم أنّ كونها سفيرة للغوص لديهم شكّل فرصة رائعة بالنّسبة إليها. وتسلّط الضوء على ما يلي: "إنّ كونك قادرة على التمتّع بتمثيل في الشرق الأوسط هو لأمر أساسي لدى إظهار التنوّع، إذ لدينا الكثير من الغوّاصات الشغوفات هنا. وكلّ ما أردته كغواصة هو تجمّع يمكنني الغوص معه. ولم أتمكّن من العثور على ذلك خلال رحلاتي، لذا قرّرت إنشاء MER، حيث يمكننا أن نجتمع جميعاً ونسافر إلى وجهات مختلفة، ونعثر على شركاء وأصدقاء غوص مدى الحياة خلال رحلاتنا".
بالإضافة إلى نشاطاتها عبر منّصتها MER، كيف تشجّع مريم المرأة العربيّّة من خلال ما تفعله لممارسة رياضة الغوص؟ تخبرنا الغواصة الكويتيّة:"كوني أعمل في المجال الذي لديّ شغف به يساعدني كثيراً. ويظهر شغفي هذا عندما أتحدّث عنه وأعتقد أنّه يساعد في محاولة شغل مركز في صناعة ومجال الغوص". وتضيف قائلة: "التقيت نساء خلال رحلاتي قد انتقلنَ من عدم حيازتهنّ على أيّ شهادة في الغوص، إلى إدراكهنّ أنّه شغفهنّ، واتّخاذهنّ قراراً بالسعي أكثر خلفه مع تسجيلهنّ لمئة غوصة في أقلّ من عام! وكلّما زاد عدد النساء اللواتي حصلنَ على شهادة واخترنَ امتهان الغوص، كلّما تمكّنا من سدّ هذه الفجوة بين الجنسين. وتؤدي النساء بالفعل عملاً رائعاً في جعلهنّ الغوص وامتهانه أمرين رائجين في الشرق الأوسط".  
وتختم الغواصة الطموحة والموهوبة بمشاركة هذه الرسالة لتشجيعك على اختبار الرياضات المائية: "إنه لشعور جميل أن تكوني مرتبطةً إلى هذا الحدّ بالطبيعة. وقد يُبرز وجودك في الماء جوانب كثيرة فيك، بدءاً بالشعور بالأدرينالين، إلى الشخصيّة الهادئة وكثيرة الاتنباه والسعيدة. وأشجّع كلّ شخص يقرأ هذه المقابلة على الذهاب والعثور على تلك الرياضة التي تجعله يشعر وكأنّه في المكان الذي ينتمي إليه".

اقرئي أيضاً: تعرّفي إلى المبدعة Lamia Paints

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث