Dalia Al Akki: الشعب السعودي سيعيد رسم مستقبلنا

الإعداد: Arzé Nakhlé
التصوير: Simsim
مساعد مصوّر: Osama Jaberti
الإدارة الفنيّة: Farah Tajeddin
المجوهرات من: Charmaleena Jewellery

الإطلالة من: Hadeel AlHussain

شهدت المملكة العربيّة السعوديّة في السنوات الأخيرة تغيّرات مذهلة أعادت تشكيل مجتمعها ورسمت طريقها نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتقدّماً ضمن الرؤية 2030. وفيما نحتفل باليوم الوطني 91 في ال23 من هذا الشهرتحت شعار "هي لنا دار"، نستذكر قدرة المملكة على استكمال مشاريعها ومدّ أبنائها بالفرص للنمو والنجاح بالرغم من الجائحة التي شلّت العالم بأكمله، لتكون مثالاً في إدارة الأزمات والتقدّم إلى الأمام بالرغم من كلّ العقبات! وقد خصّصنا هذا التحقيق للإحتفال بإنجازات المملكة على كلّ الأصعدة مع رائدات وروّاد يحملون السعوديّة في قلبهم ودمهم وطموحاتهم. حبّهم للملكة لامتناهي ورؤيتهم مشتركة: يفتخرون بها، يعتزّون بتقاليدها ويسعون أن يجعلوها قدوة على كلّ الأصعدة. لطالما كانت أحلامهم كبيرة وطموحاتهم واسعة، نمت قدراتهم بشكل أقوى بمواجهة التّحديات واليوم أكثرمن أيّ وقت مضى يساهمون من خلال أعمالهم ونشاطاتهم الإجتماعيّة والثقافيّة والفنيّة في إعادة تشكيل مجتمعاتهم. وفيما ينجح كلّ منهم في مجاله يرتقون بالمملكة سويّاً ويتطلّعون لمستقبل أكثر تألّقاً! فلنتعرّف فيما يلي على مسيرة كلّ منهم وعلى آرائهم ورسائلهم بمناسبة اليوم الوطني السعودي! 

اقرئي أيضاً: Norah AlAmri: علّمني التصوير الفوتوغرافي أنّ هناك أماكن مشوّقة لم نرها من قبل

تتذكّر داليا العكي عندما كانت ترغب في فعل كلّ شيء واغتنام كل فرصة أتيحت لها بالتوازي. أمّا بعد حصولها على شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية بتخصّص Ephemeral Architecture and Temporary Spaces في برشلونة، تغيّرت تماماً الطريقة التي تنظر بها إلى الأمور وتطوّرت أفكارها. وقد ساعدتها منحة "Maan" من معرض "Athr" على الإثبات لنفسها أنها تستطيع فعل ذلك وقد فعلت ذلك. وقرّرت الشابة السعودية اليوم تكريس وقتها لأمرين. الأوّل هو مساعدة الناس من خلال "مشروع مجتمع مبدع" PROJECTCC، القبل الذي أسّسته مع شريكتها سارة يوسف وهو عبارة عن موقع إلكتروني يُغذّي المجتمع الإبداعي ويعمل كدليل مرئي. أما الثاني، فهو الاستمرار في ابتكار أعمال فنية مفاهيميّة تترجم اللحظات والذكريات في مجسّمات. لذا فلنتعرف أكثر على مسيرتها وأفكارها حول مستقبل المملكة وكيف تساهم على المستوى الشخصي في رسمه!

تعتقد داليا أنّ الخصائص التي تميّز المملكة تتمحور حول الثقافة. وتقول: "إنّ مملكتنا روحانية وغنيّة بالثقافة، الأمر الذي يصف مجتمعها. ورغم ذلك، أرغب في رؤية مزيداً من الأشخاص يجتمعون مع بعضهم البعض ويبدعون سوياً ويجدون طرقاً للتّعلم من بعضهم البعض". وبالنسبة إلى القيم التي تحب أن تروج لها في المجتمع اليوم، أجابت: "هذا هو الوقت المناسب لنكون على طبيعنا، كما نحن. وحان الوقت لننمو ونوسّع أفكارنا ومعرفتنا. هذا هو وقتنا، فدعونا نستغلّه. ونصيحتي للمستقبل هي أن نراعي الآخرين، وأن نكون صادقين مع نفسك وألاّ نتوقّف أبداً عن العطاء".

أن يحظى كل شخص أو مبدع بالإضاءة

على المستوى الشخصي ساعد تعليم داليا على مدى 5 سنوات في جامعة دار العلوم على فهم المجتمع الإبداعي السعودي. وبدأت تفهم حاجة السعوديين إلى التعلّم من بعضهم البعض. وتقول: "المجتمع المحيط بي مشكّل الهويّة، وقد ساعدنا بعضنا البعض في تحديد هويّتنا. وما أقوم به هو بكل بساطة الحرص على أن يحظى كلّ شخص أو مبدع بالإضاءة ليس فقط على عمله، بل عليه بصفته العقل المفكّر وراء هذا العمل. ونحن جديدون في كل شيء تقريباً، وهذه نعمة لأنّ هناك الكثير من الثغرات في المشهد الإبداعي. وأريد أن أحرص على أنّنا ممثّلون كما نحن، كأشخاص وكبشر. وأحاول دائماً أن أكون لطيفة مع الجميع، وأن أستمع إليهم وأتعلّم منهم دائماً".

الرعاية لتحقيق الازدهار

لقد شهدت المملكة العربية السعودية تغيّراً مذهلاً خلال السنوات القليلة الماضية. فكيف شهدت داليا بنفسها على هذا التغيّر في مجال التصميم والثقافة؟ تجيب: "شهدت السعودية تقدّماً كبيراً في مجال الفنّ والثقافة، إلى جانب الموضة والأفلام والموسيقى، وما إلى ذلك. وتتزايد أعداد من باتوا يدركون أهمية الفن، ويفهمون جميع أشكاله وما يمثله الفن والثقافة". ثم تضيف: "اليوم، تعمل مملكتنا على رعايتنا لتحقيق الازدهار، فضلاً عن منحنا الفرص التي كنا فقط نحلم بها. ولم يؤثّر الوباء على أي خطط كانت لدينا تجاه تحقيق رؤيتنا، إذ أعتبره الهدوء ما قبل العاصفة. والعاصفة هي ما سيأتي بعد ذلك".

وفي ظل هذه التغيّرات، لا شك في أنها تخطو خطوة كبيرة نحو التطور والتوسع الثقافي في السنوات القادمة. وكيف تتصور هذا التغيير ومستقبل المملكة؟ تقول: "سيعيد الشعب السعودي رسم مستقبلنا، فكلما حظينا بإضاءة أكبر علينا واقتربنا من تحقيق رؤيتنا، كلما ازدادت إيجابيتنا وحماستنا. ولا أرى سوى نموّنا الشخصي، والتسامح مع الماضي والنجاح اللامتناهي في المستقبل. وفي الختام، تشارك هذه الرسالة مع أبناء وطنها السعوديين للاحتفال باليوم الوطني السعودي: "واصلوا التقدّم".

اقرئي أيضاً: Faye Sultan: تعلّمنَ السباحة ثمّ شجّعنَ أخواتكنّ وأمهاتكنّ وعماتكنّ وخالاتكنّ وأقاربكنّ على فعل الشيء نفسه!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث