مع أكثر من 20 عاماً من الخبرة في مجالات متنوّعة بما فيها المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وجدول أعمال المرأة والسلام والأمن و الطبّ الرياضي في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، تقوم سعادة الدكتورة موزة الشحي، بإدارة مكتب اتّصال هيئة الأمم المتّحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي وبقيادة عمل الهيئة والإشراف عليها. وفيما نحتفي بيوم المرأة الإماراتيّة نتشرّف بهذا الحوار الخاص مع هذه الرائدة الملهمة!
عندما تنظرين إلى مسيرتك المهنيّة، ما هي أكثر لحظة تعتزّين بها؟
أكثر لحظة أعتزّ بها عندما أصبحت ضابط في القوّات المسلحة الإمارتيّة وأيضا عندما تمّ ترشيحي من قبل سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك "أمّ الامارات" لتولّي منصب مديرة مكتب هيئة الأمم المتّحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي.
بصفتك مديرة مكتب اتّصال هيئة الأمم المتّحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، ما هي القضيّة أو القضايا المتعلّقة بالمرأة التي تعتبرينها أولويّة في منطقتنا وتسعين إلى معالجتها؟
بصفتي مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، أولويّتي البارزة هي تمكين المرأة اقتصاديّاً واجتماعياًّ. نعمل جاهدين لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، وكذلك نسعى لتعزيز دورها في صنع القرار، وأيضا نسعى نحو تحقيق تمكين كامل للمرأة وتحقيق المساواة.
تتعاون هيئة الأمم المتّحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي مع حكومة دولة الإمارات العربية المتّحدة في إطار مبادرات عديدة نذكر منها تدريب 140 متدرّبة من دول عربية وآسيوية وأفريقية مختلفة. ما هو الهدف الرئيسي خلف هذه التعاونات وهل هناك من مشاريع أو مبادرات أخرى قد تخبرينا عنها؟
تعاونت هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي مع حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجموعة من المبادرات الهامّة. أحد هذه المبادرات هو "مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن"، التي تهدف إلى تمكين النساء وتطوير دورهن في مجالات العمل العسكري وحفظ السلام. تمّ تدريب 600 امرأة من 18 دولة إفريقية، عربية وآسيوية ضمن هذه المبادرة والتي ينظّمها الاتّحاد النسائي العام بالتعاون مع وزارة الدفاع وتنسيق مع هيئة الأمم المتّحدة للمرأة. يتمّ تقديم دورات تدريبية مكثّفة تستمرّ لمدة تسعة أسابيع، حيث يتمّ توجيه التدريب نحو الجوانب العسكريّة والتدابير المتعلّقة ببناء وحفظ السلام. تقام جميع الأنشطة التدريبية في أكاديميّة خولة بنت الأزور العسكرية للنساء، التابعة لوزارة الدفاع في أبو ظبي.تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز دور المرأة في مجالات الأمن والدفاع وزيادة مشاركتهن، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية المتعلقة بقرار مجلس الأمن رقم 1325. تعكس هذه المبادرة التزام دولة الإمارات بتعزيز دور المرأة في مختلف المجالات وتوسيع فرصها.
وتعمل هيئة الأمم المتّحدة للمرأة بالتعاون مع حكومة دولة الإمارات العربية المتّحدة على تعزيز دور المرأة في المجتمع من خلال مبادرات متعدّدة. إلى جانب "مبادرة فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن"، تتضمّن هذه المبادرات مشروعات متنوّعة مثل مبادئ تمكين المرأة، مبادرة تغيير الصور النمطية في الإعلانات، مشروع تمكين المرأة الاقتصادي واكسبو و COP 28 و مبادرة He for She وغيرها من المبادرات الهامّة. هذه المشاريع تهدف إلى تغيير الصور النمطية وتعزيز مشاركة المرأة في مختلف المجالات وزيادة تمثيلها الإيجابيّ ودعمها في صنع القرار.
إقرئي أيضاً: الإمارات تعزّز دور المرأة في المجال العسكري ومعرفتها بأسس حفظ السلام
القضاء على الصور النمطية الضارّة في وسائل الإعلام والإعلان يفتح أبواباً لمزيدٍ من الشموليّة داخل المجتمع نفسه، ورعاية هيئة الأمم المتحدة للمرأة لمبادرة Unstereotype Alliance ليست إلاّ دليل على الأهميّة التي توليها لهذا الموضوع. هلاّ أخبرتنا أكثر عن كيفيّة تأثّر المبادرة في الإمارات بالمبادرات الأخرى حول العالم وتأثيرها عليها؟ ما الذي يجمع بينها وكيف تتحوّل مع بعضها إلى قوّة تغيير عالميّة؟
تأتي مشاركة دولة الامارات في مبادرة تحالف تغيير الصور النمطية في الإعلانات كتجربة ثرية و نموذج فعال عن ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم وتمكين المرأة محليّاً وعالمياًّ، بعدما تمكنّت حكومة دولة الإمارات العربية المتّحدة من منح مساحة رحبة للمرأة للعب دور متساوي في الحياة العامة والأعمال والوظائف في جميع القطاعات.
وتعتبر مبادرة Unstereotype Alliance في دولة الامارات الأولى من نوعها في الشرق الأوسط ومن أكفأ المبادرات على المستوي الدولي. يمثّل عمل هذه المبادرة فرصة لتوصيل ثقافة مجتمعاتنا العربية الي المستوي الدولي. وتصنع هده المبادرة فرص لشركات القطاع الخاص أن يساهموا بدور فعال في هذا المجال باستعمالهم الإعلانات كوسيلة لتغيير الصور النمطية.
ماذا يعني لك شخصيّاً أن تكوني امرأة إماراتيّة؟
في دولة الإمارات، يُلاحَظ تقدمًا سريعًا في مختلف المجالات، وتحديدًا في تلك التي تُعنى بحقوق المرأة. كانت النساء في الإمارات يعيشن حياة بسيطة في الماضي، ولكن بجهود المغفور له بأذن الله الشيخ زايد آل نهيان وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تحقق تقدم ملحوظ. نجحت النساء في الوصول إلى مناصب قيادية داخل البلاد ودوليا.
لقد استطعنا، كنساء إماراتيّات، العمل والمشاركة في مجموعة متنوّعة من المجالات، بدءًا من الجيش وصولًا إلى الفضاء والطب. إنّ الفخر والاعتزاز يملآنا بكوننا نساء إماراتيات. فنحن نعيش في بيئة تُشجع على تمكين المرأة بكلّ قوة وتسهم في تحقيق التطوّر.
هذا التحسّن ليس مجرّد صدفة، بل هو ناتج عن التزام دائم من قِبل قيادات الدولة الرشيدة وجهودها المستمرة في دعم وتمكين النساء والفتيات في جميع الميادين. يتجلى هذا التفاني في رؤية الدولة واستراتيجياتها، حيث تُسعى لتوفير فرص متساوية للجنسين وتشجيع دور المرأة الفعّال في جميع جوانب الحياة، سواء داخل الحدود الوطنية أو خارجها.
كيف تصفين التطوّر والتمكين الذي عاشته نساء الإمارات عبر السنين؟
نساء الإمارات شهدن تطورًا وتمكينًا هائلين عبر السنوات، بفضل الجهود الحكيمة للشيخ زايد آل نهيان وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. هذا التطور شمل تغييرات إيجابية في ثقافة المجتمع ومكانة المرأة، وأدى إلى اغلاق الفجوات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في مجال التعليم والصحة وتمكينهن في مختلف المجالات. تمثل النساء الإماراتيات الآن مثالًا رائعًا لتحقيق التوازن بين الجنسين والمشاركة الفعالة في التطور والتقدم.
أنت قويّة..." هلاّ أكملت هذه الجملة فيما توجّهينها إلى كلّ امرأة إماراتيّة في هذا اليوم؟
"أنتِ قويّة بعلمكِ ومثابرتكِ، وهذا ما يعبّر عن إعجابي وتقديري لكلّ امرأة إماراتيّة في هذا اليوم. أشجّعكِ على مواصلة السعي نحو العلم، فهو المفتاح لتحقيق النجاح".
إقرئي أيضاً: يداً بيد مع الأمم المتّحدة في مسيرتنا الدائمة لتمكين المرأة
