ليتيسيا عون لاعبة تايكواندو تمثل لبنان في الالعاب الاولمبية

ليتيسيا عون لاعبة تايكواندو لبنانية وطالبة في كلية الطبّ تأهّلت إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس. شاركت سابقاً في 3 بطولات دولية بما في ذلك البطولة الآسيوية التي حصلت فيها على الميدالية البرونزية. لنكتشف المزيد عنها في ما يلي!

1. هلّا تخبرينا أكثر عن استعداداتك للمشاركة في الألعاب الأولمبية وتمثيل لبنان فيها؟

في 16 مارس 2024 تأهّلت للمشاركة في الألعاب الأولمبية. لقد كان حلماً يتحقّق ولم أستوعب ما فعلته في ذلك الوقت ولكنّني أدركتُ الأمر مع مرور الوقت. منذ ذلك الحين تغيّر تدريبي تماماً وأصبح أكثر حدّة، وأصبحت الحصص التدريبية أطول وأصعب. شاركت في معسكرين تدريبيين، أحدهما في فرنسا والآخر في كوريا، بالإضافة إلى المعسكر الثالث الذي أخوضه حالياً في فرنسا. شاركت في 3 بطولات دولية بما في ذلك البطولة الآسيوية التي حصلت فيها على الميدالية البرونزية واضطررت إلى الانسحاب من مرحلة النصف نهائي بسبب الإصابة. كانت ضربة قاسية ولا يمكنني أن أنكر ذلك. كان عليّ تعديل تدريبي ليتماشى مع إصابتي. ولكن ها أنا ذا في فرنسا قبيل بدء المنافسة، وأنا في كامل لياقتي البدنية وبأفضل حال. أنا ممتنّة جداً للرحلة التي قمت بها حتى الآن للتحضير للألعاب الأولمبية، فقد كانت ممتعة وأنا أقدّرها اليوم أكثر بعد تعافيّ من إصابة سيئة جداً ربما كان البعض لينظر إليها بطريقة أخرى. في بعض الأحيان، أتذكّر فجأة أنّني مؤهلة بالفعل للمشاركة في الألعاب الأولمبية. لقد كان شعوراً بالارتياح الكبير بالنسبة إليّ إذ أدركتُ أنّ كلّ ما فعلته وكلّ الخيبات والعمل الشاقّ قد قادني فعلاً إلى تحقيق حلمي.

2. ما أكثر ما تحبّينه في رياضة التايكواندو، وكيف ترين تأثير هذه الرياضة على صحّتك النفسية والذهنية؟

التايكواندو رياضة ممتعة جداً. إنها لعبة شديدة للغاية حيث أنّنا في نهاية الحصة التدريبية لا نشعر بذراعينا وساقينا وبالكاد نستطيع التنفّس. يجب أن نحافظ على تركيزنا دائماً، وأن ننسى كلّ ما يحدث في حياتنا وننسى أوجاع جسدنا ونقاتل فقط. لكن لأنّني أحبّ هذه الرياضة لا أدرك فعلاً مقدار الجهد الذي أبذله في جلسة تدريب ومدى صعوبتها إلّا بعد الانتهاء منها. كما أنّ شعور الرضا بعد ذلك أمر مذهل.

لقد جعلني التايكواندو قويّة جداً من الناحية الذهنية. هذه الرياضة على مستوى عالٍ هي لعبة ذهنية بنسبة 70%. إذا كنت تؤمنين بقدرتك على الفوز وبأنك الأفضل فأنت قد تخطّيت منتصف الطريق. لقد جعلتني هذه الرياضة أتحلّى بالصبر والانضباط أيضاً وقد علّمتني بشكل خاصّ العمل الجادّ. وساعدني هذا كثيراً في الحياة، بخاصّة في كلية الطبّ التي تتطلّب قوّة ذهنية وصبراً وعملاً جاداً. ففي كلا المجالين عليك التعامل مع النتائج السيئة والنهوض والمحاولة مجدداً. كما ساعدني التايكواندو على التعامل مع التغيير، فاتخاذ القرارات تحت الضغط على الحلبة ليس بالأمر السهل. وكذلك الأمر في الطبّ، فأنت تتعاملين مع حالات جديدة وصعبة كلّ يوم وعليك التصرّف بسرعة.

إقرئي أيضاً: لنبني مستقبل أكثر شمولا وإنصافا للنساء في الرياضة

3. كما ذكرتِ، أنت أيضاً طالبة في كلية الطبّ، هلّا تخبرينا أكثر عن مهنتك المستقبلية التي تعتزمين ممارستها؟

في الواقع، لم أدرك يوماً أنّني كنت أقوم بشيء يعتبره الناس "استثنائياً" حتى مؤخراً عندما بدأ الناس يسألونني كيف لديّ الوقت للقيام بالأمرين معاً. ما زلت لا أعرف الإجابة ولكن يمكنني أن أقول إنّني أحبّ التايكواندو والطبّ لدرجة أنّني لا أستطيع أن أقرّر عن أيهما أتخلّى. أعلم أنّني الآن أريد أن أكون رياضية وأستمتع بذلك قدر استطاعتي. وعندما أتخيّل نفسي بعد 20 عاماً من الآن فأريد أن أكون طبيبة. إنها علامة استفهام كبيرة في حياتي الآن فيردّد الجميع عليّ هذا السؤال: "أي نوع من الأطباء تريدين أن تكوني؟". لا أعرف بعد، لكن أياً كان ما أريده، فسأعمل بجهد ومن كلّ قلبي لأنجح وأكون طبيبة بارعة.

4. ما هي رسالتك للرياضيّين العرب الشباب؟

إذا كان لديكم حلم، اتبعوه مهما كانت الظروف. سيكون هناك الكثير من الانتكاسات والإخفاقات، أكثر مما تتخيّلون. وستحطّم الرياضة قلوبكم أكثر من مرّة. لكن استمرّوا بالمثابرة وواصلوا التدريب. ثقوا بأنفسكم لأن ما من شيء يمكنه التغلّب على رياضيّ عنيد ومصمّم يعمل بجهد. وأنا أؤمن بأنّ كلّ شيء يحدث لسبب ما. لذا فإنّ كلّ ما تمرّون به اليوم هو لهدف أكبر.

إقرئي أيضاً: صفية الصايغ تمثل الامارات في الالعاب الاولمبيّة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث