
هل سبق أن اضطررت للعمل مع مدير متسلّط أو صعب المراس؟ هل أحسست يوماً أن مديرة القسم لا تستلطفك وتحاول جاهدة تحجيمك أمام زميلاتك في العمل؟ هل وصفك مديرك في إحدى المرات ببعض من صفات الفشل؟ إذاً، اعلمي أنك تعانين من المشاكل نفسها التي يعاني منها الكثير من الموظفين في عالمنا العربي.
وإن كنت تتساءلين عن الطريقة المثلى التي يمكنك التعامل من خلالها مع مديرك، ما عليك سوى اتباع هذه المجموعة من النصائح البسيطة التي جمعتها لك ماري كلير .
عندما يكون العمل أهم من العامل
تروي لنا عفاف 23 عاماً، التي تعمل مترجمة في شركة إنتاج تُعنى بترجمة الأفلام والبرامج التلفزيونية، عن معاناتها في عملها فتقول: "في الواقع أنا أعشق عملي، فالترجمة كانت شغفي منذ أيام الدراسة. وقد كنت سعيدة جداً عندما تمكّنت من الحصول على وظيفة في مجال تخصّصي، حتّى أنّني لم أتوانَ عن بذل كلّ الجهد لإتمام عملي كما يجب. غير أنّ طبيعة العمل في شركتنا تحتّم علينا الالتزام بمدة زمنية معينة لإنهاء عملنا. وبدلاً من أن يستعين مدير الشركة بعدد أكبر من المترجمين، كان يفرض على كلّ منا القيام بعمل شخصين في المدة الزمنية نفسها. فهو يرى أنّ مصلحة الشركة هي الأهم، ولا يتوانى عن تكريس الموظفين لديه لخدمة الشركة فقط. ومن هنا، تجده يتعامل معنا بحسم لا يكاد يخلو من القسوة. كما تجده لا يبدي أي تعاطف مع المجهود الذي نبذله مهما كان حجمه وجودته. وفي كثير من الأحيان يتغاضى عن منحنا أبسط حقوقنا، فلا حق لنا في الحصول على الإجازات. ولا يسمح لنا أيضاً بالتغيب عن العمل، حتى ولو كان الأمر طارئاً وإلا عوقبنا بخصومات مالية من الراتب الشهري. وفي الحقيقة، فإنّ هذا الوضع يجعلني شخصياً أشعر أنني أعمل أكثر من اللازم مقابل الأجر الذي أتلقّاه. وهذا ما أفقدني في الآونة الأخيرة حماستي واندفاعي للعمل بجد ونشاط. ولعل الغريب في الأمر هنا أن المدير يظن أنه وبتصرفه هذا يخدم الشركة ويزيد من إنتاجيتها وأرباحها. إلا أن العكس صحيح لأن الموظف المجهد والمثقل بالعمل، لا يؤدي عمله كما يجب، بل يقلّ جهده ورغبته فى العمل".
الموظف دائماً على خطأ
قد تكون مشكلة السيدة ناديا 30 عاماً مختلفة بعض الشيء، فهي تشكو من طباع مديرتها التي تتذمر باستمرار وتلوم الموظفين على كلّ خطأ أو مشكلة تواجهها الشركة، علماً بأنّها تتحمل المسؤولية بشكل مباشر. وفي هذا السياق، تقول ناديا: "أعمل في شركة كبيرة للإعلانات. ومن عملنا هذا، نحاول جاهدين الفوز برضا الشركات الأخرى ونيل ثقتها للترويج لها. وقبل عرض أفكارنا على الشركات، يجتمع فريق العمل بالمديرة التي تناقش الأفكار المطروحة مع المجتمعين كافة قبل أن تتخذ شخصياً أي قرار نهائي وتختار بنفسها الإعلان الذي ستطرحه الشركة. إلا أنه في حال لم يحظَ الإعلان بموافقة العملاء، لا تتوانى عن لوم الموظفين واتهامهم بالتقصير وعدم العمل بنصائحها والامتثال لأوامرها. حتى أنها في المرة الأخيرة حملتنا مسؤولية الخسائر التي تكبدتها الشركة، واستمرت في تهديدنا بالإقالة. وهذا ما جعلني أشعر بانعدام الثقة بالنفس وعدم الارتياح في العمل. فجلّ ما أفكر فيه هو اللحظة التي سأضطر فيها لمغادرة عملي، بدلاً من أن أشغل نفسي بتقديم الأفضل".
صديقة أم مختلسة؟
تتحدث الآنسة سحر 26 عاماً عن طبيعة علاقتها المهنية بمديرتها فتقول: "أعمل منذ 4 أعوام في إحدى الشركات العقارية، كموظفة في قسم الهندسة. وقد جمعتني بمديرة القسم، بعد أشهر من انضمامي، علاقة زمالة وصداقة مميزة، أو هذا على الأقل ما ظننته. فكنا نناقش دوماً أمور العمل معاً، حتى أنني كنت أطلعها على كافة أفكاري ومشاريعي دون تردد. إلى أن فوجئت بتصرفها خلال الاجتماع العام لمديري الأقسام والمهندسين كافة، حين قامت بطرح فكرة المشروع التي عملت طوال أشهر على إتمامها. فحازت على إطراء المجتمعين كافة بعد أن نسبت الفضل في ذلك إلى جهودها المتواصلة وكفاءتها العالية. وبعد تكرر هذه المشكلة في العديد من المواقف المشابهة، واجهتها بالحقيقة واكتشفت أنّ مصلحتها هي كلّ ما يهمها وأنها على استعداد للقيام بأي شيء للحفاظ على موقعها في القيادة، بما في ذلك التذرع بحجة الصداقة لسرقة أفكار الآخرين والتألق أمام المديرين".