منى بن كلي: "أعمل لخدمة الوطن"

منى بن كلي، شابة إماراتية، قيادية، طموحة ومتفائلة عزمت على المضي قدماً في درب النجاح. خطت بهدوء وثقة نحو التألق والتميز وعززت مكانتها وحضورها من خلال نجاحها في كل المناصب القيادية التي تقلدتها، وهو ما أهلها لتسلم رئاسة المكتب الثقافي الذي أسسته الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، وذلك مساهمة في إطلاق المشروعات التي تهدف إلى تعزيز مؤهلات المرأة الإماراتية في المجالات كافة، وإبراز إمكاناتها للنهوض بالعملية التنموية ودفع عجلة التطور إلى الأمام. حب الوطن دافعها نحو العمل والعطاء، حيث تكرس جل وقتها للتطوير المؤسسي والإبداع.

التقت ماري كلير بالشابة الإماراتية منى بن كلي وأجرت معها هذا الحوار الذي تناول تفاصيل إنجازاتها ورؤيتها المستقبلية المشرقة وأسرار نجاحها، وغيرها من المواضيع في هذا اللقاء.

حدثينا بداية عن مسيرة إنجازاتك المميزة؟

أشغل حالياً منصب مدير المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بعد أن شغلت منصب المدير التنفيذي لنادي دبي للسيدات، العضو في مؤسسة دبي للمرأة لسنوات عدة. حاصلة على درجة البكالوريوس في علوم وسائل الإعلام باختصاص تكنولوجيا الاتصال من كلية التقنية العليا. وخريجة برنامج النخبة، والذي يهدف لإعداد الشباب الواعد من مواطني دولة الإمارات ليكونوا قادة المستقبل. ولقد أنشىء هذا البرنامج بمبادرة من المكتب التنفيذي لإمارة دبي من ضمن مبادرات برنامج الشيخ محمد بن راشد لإعداد القادة.

ما هو دافعك للعطاء والإبداع؟

هو شعوري بالواجب تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، واجبي للمشاركة في بناء مستقبل هذا البلد الذي أعطانا بسخاء وزرع فينا الثقة بالنجاح، بفضل رؤية القيادة الحكيمة التي نتخذها مثالاً يحتذى به في عطائها وإبداعاتها.

ما هي المهام التي أوكلت إليك عند تسلّمك للمنصب الجديد؟

منذ عدة سنوات وأنا أتولى إدارة المبادرات الثقافية والفنية لسمو الشيخة منال، وأهمها على سبيل المثال، جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب.

وفي مطلع العام 2013 تأسس المكتب الثقافي للشيخة منال ليشكّل منصة رسمية لتطوير المشهد الثقافي والفني في المنطقة. وهو يشرف في الوقت الراهن على الكثير من المشاريع الفنية والبرامج، وهذا ما يساعد في تسليط الضوء على المواهب الإماراتية الشابة.

كيف تنجحين في الإمساك بزمام الأمور؟ ما هي الاستراتيجيات التي تستخدمينها لإدارة شؤون العمل؟

لقد علمني التطور في صعود درجات السلم الوظيفي، أن الإيجابية والتعاون ضمن فريق العمل هي الاستراتيجية الأفضل لإنجاح أي خطة عمل. وأنا، والحمدلله، فخورة وممتنة لسمو الشيخة منال التي أعطتني هذه المسؤولية والثقة الكبيرتين. كما أنني محظوظة بوجود فريق عمل متعاون وقادر على تحقيق الإنجازات والتغييرات الإيجابية، فالنجاح الإداري يكمن في فريق عمل ناجح.

كيف وجدت الإمكانيات النسائية الإماراتية ودورها في النهوض بالعملية التنموية في الدولة؟

أشعر بالفخر الكبير وأنا أشهد إنجازات المرأة الإماراتية في شتى المجالات، لقد أثبتت المرأة في بلدنا كفاءتها وإمكانياتها في ظل دعم وتشجيع القيادة الرشيدة. وخير دليل على ذلك تربع دولتنا في المراكز الأولى في المؤشرات العربية والعالمية في التحصيل العلمي للمرأة، وفي احترام المرأة، وكل ذلك ليس إلا حافزاً جديداً لإنجاز المزيد لرد الجميل للوطن.

حدثينا عن خططك لتفعيل مبادرات الشيخة منال ومشاريعها الثقافية والفنية على المستوى المحلي والدولي؟

المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال يسعى بشكل رئيسي لتقديم الفرص للمواهب الفنية الشابة بهدف تشجيعها على الابتكار، حيث أصبحت صفتا الابتكار والإبداع السمتين الأساسيتين عند الحديث عن دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولذلك يجمع المكتب الثقافي بين أفضل الممارسات والخبرات والمفاهيم الفنية من أجل الحفاظ على فن وثقافة الدولة ونشرها في العالم.

بالإضافة إلى مد جسور التعاون والتواصل من خلال المشاريع الفنية المشتركة وتقديم المنح للطلاب وبرامج التبادل الثقافي والمبادرات المختلفة.

ساهمت في السابق من خلال منصب المدير التنفيذي لنادي دبي للسيدات في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز دور المرأة بشكل عام والإماراتية على وجه الخصوص كيف تصفين الآن دورك في دعم المرأة؟

يركز المكتب الثقافي عمله على دعم النساء الإماراتيات أصحاب المشاريع الفنية والثقافية من خلال تسليط الأضواء على مواهبهن وتقديم المنح الدراسية لهن في الدراسات العليا في مجالات الفن والاتصال والتصميم. ويندرج تحت مشاريع المكتب الثقافي برنامج الشيخة منال للتبادل الثقافي والذي يركز على الطالبات الإماراتيات في الكليات والجامعات المختلفة بهدف رفدهن بالخبرات المطلوبة في اختصاصاتهن من خلال سلسلة من الشراكات مع مؤسسات تعليمية رائدة، يتمثل هدفها الرئيس في غرس ثقافة الإبداع والابتكار في المجالات الفنية والثقافية. ولابد من الإشارة هنا إلى أن المكتب الثقافي ينظم في الوقت الراهن رحلة تعليمية لطالبات الجامعات الإماراتيات إلى هونغ كونغ بهدف إغناء خبراتهن وتوسيع آفاقهن المعرفية في مجالات الهندسة المعمارية والفنون والاتصال.

كيف تجدين المستقبل القادم للشابات الإماراتيات؟

إن الطموح الكبير الذي أراه اليوم في عيون الإماراتيات، بالإضافة إلى استعراضي لكل ما استطعن تحقيقه من إنجازات في شتى الأصعدة، وبمختلف المجالات، العلمية والاقتصادية والثقافية والحكومية في فترة قصيرة، هو انعكاس للصورة المشرقة التي سوف يكون عليها مستقبل أولئك الشابات، اللواتي حظين بدولة تحترم حقوق النساء وتمنح الفرص بالتساوي للجميع وقيادة تكرم المرأة وتعطيها أعلى مكانة في المجتمع.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟ هل لك بإطلاعنا على أجندتك القادمة؟

طموحاتي كبيرة وكثيرة، وهاجسي هو العمل لخدمة الوطن. أما عن أجندتي القادمة فهي تتركز على تطوير وإدارة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد.

كيف هي حياة منى بن كلي بعيداً عن أجواء العمل؟ هل يأخذها العمل من الآخرين ومن الحياة الاجتماعية؟

على العكس تماماً، لقد نظم لي العمل حياتي الاجتماعية وطور قدراتي على التواصل، وعندما لا أعمل أحب تمضية الوقت مع عائلتي وأصدقائي وأمارس الرياضة بانتظام.

من خلال خبرتك العملية ومن خلال تجاربك في الحياة ونجاحاتك المميزة ما هي النصائح التي تقدمينها للمرأة الخليجية؟

أن تتحلي بالإيمان والثقة بالنفس، فالإيمان هو المحرك الأساس ومصدر القوة، والثقة بالنفس هي مبدأ النجاح.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث