زينة يازجي: "من يضرب زوجته رجل مريض"

بإطلالة أنيقة وجذابة وحضور ملفت ومميز، استطاعت الإعلامية السورية زينة يازجي أسر قلوب متابعيها ومشاهديها عبر الفضائيات العربية. بكل عزم وهمة تطير من مدينة إلى أخرى لتكون حلقة الوصل بين الشعوب العربية فتنقل نبض الشارع وتُسائل صانعي القرار. تحمل على عاتقها القضايا والهموم العربية متفائلة بأمل السلام والأمان. لا تبخل قط بابتسامة تبعث الطمأنينة في النفوس أو بدمعة تخاطب المشاعر بحياء شديد. هي نموذج للمرأة العربية الطموحة المتسلحة بقوة الثقافة والمعرفة، المثابرة على نقل الكلمة بالصوت والصورة لكشف الحقيقة وإصلاح الخلل.

Marie Claire حاورت زينة يازجي وتطرقت معها لمواضيع عدة تتعلق بالجمال والأناقة إضافة إلى تلك التحديات والصعوبات التي تواجهها في عملها في هذا المجال. كما أثارت معها الحديث عن دورها كأم وزوجة وإعلامية تعمل على دعم المرأة العربية خصوصاً، والمجتمع العربي عموماً. فإليك التفاصيل:

حصلت على لقب أفضل وأجمل إعلامية عربية بتصويت من الجمهور في مسابقة لانتخاب ملكة جمال الإعلاميات العرب ماذا يعني لك هذا اللقب؟

لقد أسعدني هذا التقدير للغاية، تحديداً لأنه جاء من تصويت الجمهور مباشرة، فكانت هذه إشارة مهمة لي بأن المشاهد العربي يتابعني بصدق وإعجاب. خصوصاً أن هذه الجائزة جاءت بعد انطلاق برنامجي “الشارع العربي” على تلفزيون دبي. فالجائزة أكدت لي أن البرنامج يسير على الطريق الصحيح، وأن خطوة انتقالي من تقديم الأخبارعلى قناة العربية إلى تقديم البرامج على تلفزيون دبي، كانت في مكانها.

 إلى أي مدى يمكن للجمال أن يساهم في نجاح المرأة؟

الجمال يعطي للمرأة قيمة مضافة بكل تأكيد. ففي كل المجالات نرى الأبواب تفتح بسهولة أكبر للسيدة الجميلة، وحتماً الحال كذلك في مجال الإعلام المرئي الذي يشكل فيه الشكل عاملاً مهما في العمل. ولكن هذه القيمة المضافة بكل تأكيد لا تعني لي شيئاً إذا ترافقت مع الغباء أو المزاج السيء أو الفكر المريض. فالإنسان يأخذ قيمته الأساسية والحقيقية من عقله الحكيم وقلبه الكبير، أما ما تبقى فأعتبره قيمة إضافية كالبهارات، والديكور.

كيف تعتنين بجمالك وإطلالاتك المميزة؟

انا امرأة عملية جداً. أقوم بأدوار عدة في عملي وحياتي، والإطلالة بالنسبة لي هي أداة وليست غاية. فهي كالقلم الذي أحمله معي إلى العمل، عليه أن يكون أنيقاً وفعالاً في الوقت عينه. ولذلك، فأنا أنأى بنفسي عن المبالغة في ارتداء الأزياء الصاخبة وأعتمد البساطة في وضع المكياج. أحب أن أُبقي على إطلالة واحدة لفترة من الزمن، حتى يشعر المشاهد بالألفة مع شكلي، وبالتالي مع كلماتي وأفكاري، ليبقى وفياً في متابعة عملي. أساس الإطلالة بالنسبة لي هي الأناقة الراقية والألوان المتناسقة والذوق البسيط مع لمسة واحدة للتفرد والتميز. أما بالنسبة لبشرتي، فأنا أواظب يومياً على الاهتمام بتنظيفها على النحو الصحيح واستخدام الكريمات المناسبة لها. وبعيداً عن التصوير أفضل عدم وضع المكياج حتى أعطي بشرتي فرصة للراحة، لأنني أحب أن أحافظ على مظهر العفوية والطبيعية لأطول قدر ممكن. وأولي الاهتمام بصحة شعري وأيضاً بمظهره من حيث اللون والتسريحة وقصة الشعر. فصحة الشعر وأناقته هي مفاتيج الإطلالة المميزة. أما بالنسبة للقوام، فأنا لا أتبع نظاماً غذائياً بعينه، غير أنني أحاول تناول الأطعمة الصحية وأقلل من الدهون والسكريات.

من هو مصمم الأزياء المفضل لديك؟

أحب أزياء زهير مراد، Dior،cache  وGivenchy

على ماذا تعتمدين في اختيار ملابسك؟

أشعر براحة بالغة عند ارتدائي تلك الملابس المحافظة. وينصب اختياري من الملابس على ما يليق بي وما يناسب شخصيتي وشكل قوامي منها. كما أعتمد في اختياري للملابس على المناسبة والحدث نفسه. فأنا أعشق الملابس الأنيقة والبسيطة التي تؤكد على المهنية في العمل وأثناء التصوير. أحبها ملونة ومريحة تناسب حياتي اليومية المليئة بالمسؤوليات. وأحب أيضاً الملابس الملفتة للنظر والغنية بالبريق للسهرات.

أنت إعلامية معروفة متزوجة من الممثل السوري المشهور عابد فهد هل تلتمسين جانب التنافس بينكما؟

أنا من أشد معجبي عابد وأعماله ولا مجال للتنافس بيننا. فعابد مجاله فني، وأعماله الفنية أكثر انتشاراً وجمهوره أشمل. أما انا فبحكم اختصاصي بالإعلام السياسي، فإن جمهوري محدد ومركز بطبقة بعينها وأعمار معينة.

هل تشغل الغيرة مكاناً في حياتكم الزوجية؟

لو سمحنا للغيرة أن تدخل بيننا لما استطعنا أن نكمل معا ونستمر بحبنا وأسرتنا. فنحن نحاول أن نبقى خارج هذه التصنيفات. وإن صدف أن خالجتنا أي مشاعر من هذا القبيل، فإننا نعرف خطورتها وندرك كم هي واهمة. ثقتنا ببعضنا، وبقيمة نفسنا وما نضيفه لبعضنا بعضاً هي بمثابة صمام الامان لعلاقتنا.

لعب زوجك أدواراً عدة في أعمال درامية كشفت النقاب عن ظاهرة تعنيف المرأة العربية برأيك ما مدى انتشار هذه الظاهرة؟ وما دور الإعلام إزاء هذه القضية؟

باعتقادي الشخصي، أرى أن العنف هو عنوان مجتمعاتنا العربية بكل أشكاله. الرجل يعنف المراة،  والأب والأم يعنفان الأولاد، والمسؤول يعنف الموظف، واليميني يعنف اليساري، والمتدين يعنف المدني. كنت أظن أن ظاهرة تعنيف المرأة انقرضت في مجتمعاتنا، على الاقل في الأسر المتعلمة والمثقفة، لكنني اكتشفت مؤخراً، أن بعضاً من السيدات أصبحن ماهرات في التغطية على حالة التعنيف التي تواجههن. ولعل ذلك سببه خوفهن أو جهلهن لحقوقهن. يؤلمني سماع أصوات السيدات المحترمات يضربن من أزواجهن المحترمين خلف الأبواب الأنيقة الموصدة. وبدلاً من أن تتصدى السيدة العربية لهذه الإهانات بالمطالبة بحقوقها القانونية والدينية والاجتماعية وتسعى لطلب المساعدة، أصبحت تخفي يدها المكسورة وعينها المكدومة لتحمي كرامتها. فهي تعرف أنها  ستخسر كل شيء إن خرجت عن صمتها وتكلمت. كما ستضع نفسها بجدال مؤلم مع زوجها وعائلتها، وقوانين بلدها ستكون فوق طاقتها. علينا أن نتفق على حقيقة مفادها أن من يضرب زوجته هو رجل مريض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وهنا يأتي دور الإعلام بجميع وسائله المختلفة لنشر الوعي وتثقيف الشعوب بما لها من حقوق وما عليها من واجبات تجاه العائلة وتجاه المجتمع.

كيف تنسقين بين مهامك في العمل ومهامك كأم وزوجة؟

السرعة والتركيز العالي هما المفتاح بالنسبة لي. فبذلك أصبح على صورة المرأة الخارقة، كي أنجز أعمالي من تحضير وتصوير ومتابعة للالتزامات العائلية. إضافة إلى مراقبة تطور أولادي في مختلف الأصعدة، النفسية والجسدية والتعليمية والإجتماعية. بالمقابل قد ألجأ إلى فترات استراحة وعزلة حين تهدأ الامور. هكذا تبدو أيامي بين أوقات مكثفة ومكتظة وأخرى هادئة وكسولة وهذا الوضع مناسب لي جداً كوني أشعر بالملل مما يسمى بالروتين.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث