Sabine Getty Beyond Her Frame

فستان طويل أسود من الفيسكوز بدون أكمام، مع وشاح متّصل به وياقة على شكل حرف V وشقّ من الأمام وبطانة من الكريب
حذاء باليرينا من الساتان الأسود بأربطة مضلّعة قابلة للإزالة وعقدة ونعل مطاطي مع نقشة GG

عندما نتحدث عن Sabine Getty، نرى امرأة تجسّد الفنّ في كلّ جانب من جوانب حياتها. وقد تألّقت على غلاف عددنا لشهر نوفمبر بأروع ابتكارات دار Gucci ضمن جلسة تصويرية مميّزة وحصريّة لماري كلير العربية. هي تحفة فنّية تروي حكايات من المشاعر والأفكار والذكريات والتجارب. وتدعونا في هذا الحوار إلى عالمها الذي يتداخل فيه الفنّ والموضة، والذي يعكس تراثها اللبناني الغنيّ وأدوارها المتعدّدة. بصفتها مصمّمة مجوهرات وشخصيّة بارزة، تحدّثنا Sabine عن تعقيدات الهوية والإبداع والأمومة، كاشفةً عن العمق الذي يكمن وراء اسم بات مرادفاً للفخامة. وهي تجسّد فكرة أنّ كلّ امرأة لوحة حيّة من تجاربها، تحمل في طيّاتها قصصاً عن المعاناة والأمومة وعالم الموضة الذي تعيشه. تكشف لنا Sabine أيضاً كيف تشكّل الحياة اليومية، بكلّ ما فيها من تقلّبات، نسيجاً معقّداً من التجارب التي تبلور هويّتها. في هذا الحوار الحصريّ، تشاركنا تفاصيل من حياتها، بدءاً من ذكريات الطفولة في بيروت إلى القوى التي تحفّز إبداعها. انضمّي إلينا لاستكشاف أبعاد Sabine Getty، المرأة التي تتجاوز علامتها التجارية لتعبّر عن سعي مستمرّ للمعنى والتواصل في عالم دائم التطور، حيث يلتقي الفنّ بالموضة والحياة.

التصوير: Rayan Ayash، الإدارة الفنّية والحوار: Farah Kreidieh، التنسيق: Amarsana Gendunova، الشعر: Sevil Tai، المكياج: Aya Tariq، الموقع: ETC.STUDIOS 138 Baxter St.، الإنتاج في الموقع: Maximilian Gower، الإنتاج: Kristine Dolor

الإطلالات كلّها من مجموعة Cruise 2025 من Gucci

كيف ترين نفسك خارج نطاق العلامة التجارية التي بنيتها والشخصية المعروفة التي ترتبط بها؟

أتساءل دائماً عن كلّ شيء وعمّا أفعله. وأستمرّ في الشكّ والبحث والسعي ومحاولة الانسجام مع ما أشعر أنّه مناسب ومع هدفي في هذه الحياة. لديّ أسئلة أكثر بكثير من الأجوبة. أنا شخص واثق جداً في الصميم، وأعرف تماماً قيَمي ومبادئي، ولكن بالنسبة إلى بقيّة الأمور، فهي في حالة تغيّر مستمرّ.

ما هي جوانب حياتك التي تشعرين بأنّها غالباً ما يتم تجاهلها بسبب اسمك؟

ربما حقيقة أنّني ما زلت لبنانية. وأنّ والدتي والكثير من أفراد عائلتي لا يزالون يعيشون هناك. ما زلت أشعر بالحزن على بلدي وشعبي. وما زلت أشعر أن بيروت أعطتني كلّ شيء وقضيتُ أسعد أيامي فيها.

هلّا تخبرينا كيف شكّلت نشأتك وتجاربك الأولى مسارك الحاليّ؟ وهل كانت هناك محطّات محورية أثّرت بشكل كبير على رحلتك؟

لطالما كنت شخصاً حالماً جداً منذ طفولتي، فكنت أهرب دائماً إلى عالمي الخيالي ولديّ فضول كبير لرؤية عوالم جديدة واكتشافها. أجد أن هذا الأمر جعلني أستمرّ في مواجهة تقلّبات الحياة. فوجدت دائماً بعض الحماس في إمكانية حدوث شيء جديد ومختلف. لقد كان فضولي دافعاً كبيراً وقد ساعدني كثيراً. وحتّى يومنا هذا، أفكّر أحياناً أنّه بإمكاني أن أبدأ من جديد وأفعل شيئاً مختلفاً غداً. فلا شيء ثابت على الإطلاق.

فستان أسود وأبيض طويل بدون أكمام، مبطّن ومطبّع بالكامل بنقشة أزهار الأقحوان وكتابة Gucci مع فتحة من الخلف
حذاء باليرينا من الساتان الأسود بأربطة مضلّعة قابلة للإزالة وعقدة ونعل مطاطي مع نقشة GG

غالباً ما تشاركين لمحات عن علاقتك مع ابنتك. كيف غيّرت الأمومة نظرتك للحياة والعمل؟

لقد علّمتني ابنتي الكثير، كلّ يوم! فمعها أتعلّم أن أعيد تقييم سلوكي، وأستمع إليها. وبفضلها، اختبرتُ نمواً شخصيّاً هائلاً. يعيد أطفالنا بطريقة إحياء الكثير من المسائل العالقة من طفولتنا والتي لم يتم حلّها، ولدينا فرصة لتكرار الأسلوب نفسه أو تعديله. فأجد نفسي أعدّل فيه بشكل يوميّ. وبغضّ النظر عن حقيقة أنّها الفتاة المفضّلة لديّ في العالم وأنها تذهلني كلّ يوم بذكائها وفطنتها، فقد علّمتني الكثير وهذه نعمة.

عندما تفكّرين في لبنان، ما هي الصور أو المشاعر التي تتبادر إلى ذهنك فوراً؟

إنّها في الواقع ذكريات طفولتي وسنوات مراهقتي. عندما كنت أبتكر الرقصات مع صديقاتي وأجبر والدتي وصديقاتها على مشاهدتنا في منزلنا اللبناني النموذجي الجميل في الأشرفية. إنّها ذكريات الذهاب إلى المدرسة الثانوية ورؤية أصدقائي والتواجد في الطبيعة والخروج في عطلة نهاية الأسبوع والذهاب إلى السينما أيام الأحد وقضاء العطلات في الجبل. كانت أوقات مثالية.

كيف يؤثر الوضع الحالي في لبنان على حسّ الهويّة لديك وعلى ارتباطك بجذورك؟

لقد كنت أتحدّث عن فلسطين منذ أكتوبر الماضي ولا أستطيع أن أصدّق كلّ القسوة التي شهدناها خلال العام الماضي. لن أتمكّن أبداً من استيعاب فكرة أنّ العالم يدافع عن هذا المستوى من العنف والقتل ويبرّره. ستبقى الصور التي رأيتها راسخة في ذهني إلى الأبد. لقد كان ذلك بمثابة صدمة. واليوم، عندما أرى ما يحدث في لبنان أشعر بأنّني عاجزة عن الكلام. أشعر بالأسى الشديد. أشعر بالحزن على بلدٍ لا يحظى بفرصة أبداً، ويتعرّض باستمرار للاستغلال والإساءة من قبل القوى الأجنبية والفساد الداخلي. أفكّر في الشعب الذي يريد فقط أن يعيش في سلام وأن يحظى بفرصة لحياة سعيدة. والدتي موجودة في لبنان، وترفض المغادرة وأنا أتفهّم ذلك. وهي تقول: "حياتي هنا، أصدقائي وعملي ونشاطاتي وبيتي هنا". وتقول: "لن أتخلّى عن منزلي". وهي واحدة من المحظوظين الذين لم ينزحوا. فهناك 1.2 مليون نازح في لبنان في الوقت الحالي، وهذا الرقم لا يمكن أن يتخيّله العقل. إنّها العائلات التي فقدت منازلها، واضطرت إلى المغادرة بدون مكان تذهب إليه ولا أحد يعيلها. تفوق القسوة والظلم ما يمكن أن تعبّر عنه الكلمات فعلاً. وأنا أعمل مع مجموعة من الأصدقاء اللبنانيين المقيمين في الخارج وسنقوم بجمع التبرّعات لدعم شعبنا في هذا الوضع بأي طريقة ممكنة.

سترة Rosso Ancora بأكمام طويلة من الجلد المصبوغ بتقنية Plongé مع جلد نابا، مع تفاصيل على شكل حلقات لجام الحصان باللون الذهبيّ الفاتح على جانبي الخصر
قميص Rosso Ancora بدون أكمام من الشيفون الحريري مع ربطة عنق متّصلة بالياقة
سروال Rosso Ancora مبطّن من الجلد المصبوغ بتقنية Plongé مع تفاصيل على شكل حلقات لجام الحصان باللون الذهبيّ الفاتح على الجانب الأمامي من الخصر

غالباً ما يُنظر إلى لبنان على أنه بلد التناقضات؛ ما الذي يرمز إليه لبنان بالنسبة إليك من حيث تأثيره الثقافي والتاريخي؟

مثل الكثير من اللبنانيين، أعتقد أنّ لبنان هو التمثيل الخارجي لما نشعر به في الداخل. إنه بلد متوسّطي يتمتّع بروح شرق أوسطية وبالكثير من التأثيرات الثقافية من الغرب، وهذا ما يجعله بلداً غنياً وساحراً. هذا بالضبط ما أشعر به تجاه الشعب اللبناني بشكل عام. هناك الكثير من العوالم الموجودة فيهم، فهم لا يمثّلون عالماً واحداً فقط، إذ إنّهم الشرق والغرب في آنٍ واحد.

لقد قابلت حتماً الكثير من الشخصيات الملهمة خلال حياتك. من هي أكثر شخصيّة تركت أثراً عميقاً في نفسك، ولماذا؟

سأختار حتماً Celine Dion. فقد التقيت بها في لاس فيغاس وعرضت عليها أعمالي. في ذلك الوقت، كانت أوّل مجموعة مجوهرات لي. ولن أنسى أبداً كم كانت لطيفة ومهتمّة بما أقدّمه لها. قضينا الكثير من الوقت في الحديث وجرّبت كلّ القطع. وقد اشترت بالفعل الكثير من تصاميمي واستمرّت بدعمها لي وواصلت ارتداء مجوهراتي على مرّ السنين. لقد تأثرت حقاً بنزاهتها وأتمنّى أن أكون مثلها. لقد علمتني درساً عظيماً في التواضع واللطف.

هلّا تخبرينا عن لقاء أو نصيحة غيّرت وجهة نظرك للأمور؟

إنّها جملة واحدة: "ركّزي على مسارك". هذه نصيحة صحية جداً. عندما تجدين نفسك تقارنين حياتك أو عملك بالآخرين، ركّزي على مسارك، فهو المسار الوحيد الذي يمكنك التحكّم به.

بلوزة بيضاء بأكمام طويلة من قطن البوبيلين الثقيل بياقة قميص وأزرار وشقّين جانبيين وتحت الأكمام، مع تطريز Gucci على الجيب الأمامي
سروال من الدنيم القطني الأزرق مع شراريب متدرجة وشقوق عند الأطراف السفلية
حذاء Mary Jane من الجلد السويدي باللون البنّي الفاتح مع عقدة وتفاصيل على شكل حلقات لجام الحصان باللون الذهبيّ الفاتح

ما هي أفضل نصيحة تلقّيتها على الإطلاق، وكيف ساهمت في اتّخاذ قرار حاسم في حياتك؟

"كوني متسامحة مع نفسك". إنها جملة سمعتها في أواخر الثلاثينات من عمري وتمنّيت لو أنّني تعلّمتها في وقت أبكر. إنها فكرة أن تمنحي نفسك السلام واللطف وتتقبّلي ما أنت عليه وما تشعرين به. لقد كنتُ أقسو على نفسي طوال حياتي ولم أفكّر بصراحة في منح نفسي فرصة بهذه الطريقة اللطيفة. هذا شيء أوصي به الكثير من الناس عندما تسنح لي الفرصة. كونوا متسامحين مع أنفسكم...

غالباً ما تشكّل الكتب والأفلام رؤيتنا للعالم. أي عمل ترك أثراً كبيراً في نفسك، وكيف أثّر في تفكيرك أو إبداعك؟ هل تحدّى أياً من مفاهيمك المسبقة أو منحك نظرة مختلفة؟

لقد تعلّمت الكثير من خلال السينما. أتذكّر مشاهدة الأفلام الفرنسية كلّ ليلة عندما كنت أصغر سناً. وما زلت أحبّ ذلك حتى يومنا هذا وأقوم بذلك أسبوعياً. أذهب أنا وزوجي إلى السينما بمعدّل مرّة في الأسبوع لمشاهدة الأفلام التي تُعرض. ولا شيء يضاهي ذلك، فحتى مشاهدة فيلم في المنزل أمر مختلف، إذ لا نتفاعل مع الفيلم بالطريقة نفسها. لقد نشأت على مشاهدة جميع أفلام André Téchiné وCatherine Deneuve، وكذلك François Truffaut، ولاحقاً الأفلام الكوميدية الأميركية العظيمة مثل Father of the Bride وغيرها. لقد كانت الأعمال مزيجاً من التأثيرات الفرنسية والأميركية.

فستان Rosso Ancora قصير بأكمام قصيرة من الجلد السويدي مع أزرار وحزام جلدي مزدان بتفاصيل على شكل حلقات لجام الحصان باللون الذهبيّ الفاتح

غالباً ما يعكس الفنّ التراث الثقافي والتعبير الشخصي، كيف تقومين بدمج تقديرك للفنّ في حياتك اليومية؟

أنا لست شخصاً متعمّقاً في هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال. أحبّ الفنّ لأنّه يحرّكني. وأبذل مجهوداً للذهاب إلى متحف أو معرض فنّي مثلاً كلما استطعتُ لأحافظ على إلهامي وتغذية مشاعري بتعبيرات الآخرين. ويمكن أن يكون للفنّ دور علاجيّ لأنّه يستطيع أن يصمت العقل للحظة ويوقظ فيك مشاعر عميقة. كما يمكن أن يساعدك على رؤية العالم من خلال منظور شخص آخر وهو أمر أساسي للحفاظ على الانفتاح الذهنيّ.


 

 

العلامات: Gucci

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث