نيللي كريم: أنا واقعيّة ومنطقيّة وأبحث عن عمق الشخصيّات

غابت النجمة نيللي كريم هذا العام عن الدراما الرمضانيّة بعد 6 سنوات من المسلسلات المتواصلة في خلال السباق الرمضاني، فتركت الجمهور حائراً يتوق إلى معرفة جديدها. هي المرأة التي جسّدت أوجه عدّة للنساء، فأخبرت قصصهنّ وتحدّثت بلسانهنّ عن أحوالهنّ ونقلت يومياتهنّ. واليوم نقلّب معها صفحات النجاح وكواليس رمضان وحياتها اليوميّة.

تصوير الفيديو: Mohamad Mostafa

التنسيق: Maissa Azab وSahar Azab

المكياج: Mahmoud Rashad

تصفيف الشعر: Hassan Bourji

المساعدة في التصوير: Mohamed Mostafa

المساعد في الإدارة: Mohammad Wagdy

الموقع: Townhouse Gallery

حوار: ‎ Adam Haddad

بعد 6 سنوات من التواجد المكثّف في رمضان قرّرتِ أن تغيبي. كيف تقرأين الصورة؟

الموضوع بالنسبة إليّ اليوم هو بمثابة استراحة المحارب بعد 6 سنوات من التعب الشاق والتصوير لوقت طويل وساعات متواصلة وتقديم شخصيات منوّعة ومركّبة وصعبة من مسلسل "بنت إسمها ذات" وصولاً إلى "إختفاء". كنت بحاجة إلى قسط من الراحة من كلّ تلك الزحمة والشخصيّات، فكان لا بدّ لي أن أبتعد قليلاً.

على أيّ أساس كانت نيللي كريم تختار أعمالها في السنوات الماضية؟

على أساس نيللي الممثلة التي لا تقدّم أداءً أو دوراً أو عملاً ولا تكون راضية عنه، أنا تلك الممثلة التي تسعى لتقديم ما يُرضيها و"يُغيّر من جلدها" في كلّ موسم.

هل سُنحت لك الفرصة لمتابعة بعض الأعمال في رمضان؟

ليس بشكل يوميّ طبعاً، لأنّ ذلك يتطلّب تفرّغاً ومجهوداً كبيرين. شاهدتُ بعض الحلقات المنفصلة من عدد من المسلسلات، وأظنّ أنّ لدينا أعمال جميلة هذا العام.

بأي عين تتابعين الأعمال، هل بعين الناقدة أم المشاهدة؟

لا طبعاً بعين المشاهدة، فيحقّ لنا أن نجلس في صفوف الجمهور ولو لمرّات قليلة ونستمتع ونتابع القصص، أفضّل أن أرى بعين المشاهد، وهذا ما يجعلني أكتشف قصصاً جميلة وشخصيات مميّزة.

لم يحمل هذا العام كمّاً كبيراً من الأعمال. أليس كذلك؟

صحيح، إلّا أنّ ثمّة عمل جميل ونتائج مرضية فعلاً. فقدّم الممثلون صورة جميلة على الشاشة، أمّا المخرجين فأبدعوا بإخراج أعمالهم، إلّا أنّ هذا العام لم يعرف أيّ مسلسل ضجّة أثيرت من حوله كالسنوات الماضية، وهذا ما قد يُقلّل من الشهية على متابعته. فأذكر أنّني لم أكن أنفكّ مثلاً عن متابعة مسلسل"الخواجة عبد القادر" للكبير يحيى الفخراني يوميّاً وكذلك مسلسل "الرحلة".

هل برأيك تبدّل ذوق الناس بسبب الانفتاح على موقع Netflix؟

تبدّل ذوق الناس وتطوّر، فعندما يتابعون أيّ عمل أجنبيّ بشكل منتظم، ينتظرون أن تكون الإنتاجات المحليّة بنفس الجودة والتطوّر في تسلسل الأحداث والقصص. أنا مثلاً من محبّي كاميرا المخرج شوقي الماجري ومن المؤكّد أنّه قدّم عملاً مختلفاً هذا العام، فهذا إنسان يتجدّد ويتطوّر من عمل إلى آخر.

هل أنت من محبّي كاملة أبو زكري أيضاً؟

هذه المخرجة من طراز مختلف وفريد، تُقدّم عملاً محترماً بكامل عناصره بغضّ النظر ما إذا أحبّه الجمهور أم لا.

كنت أوّل من فتح شهيّة الممثلات والممثلين على أدوار المضطربة والمعقّدة، كيف ترين تطوّرها اليوم في الدراما؟

لا أظنّ أنّ لدينا تجارب "سايكودراما" بكلّ ما للكلمة من معنى هذا العام، وحتى في مسيرتي قدّمت مسلسل "سقوط حرّ" فحسب من هذا النوع، فتعتمد هذه المسلسلات في حبكتها على شخص مريض نفسيّ ومضطرب وما يُرافق ذلك من تعقيدات. وقدّمتُ في مسلسلاتي الأخرى شخصيّات مستقاة من الواقع وأكثر حقيقيّة واجتماعيّة مثل "سجن النسا" و"ذات" وحتى في "لأعلى سعر" حيث جسّدنا وجهاً مختلفاً لعلاقة المرأة بالرجل. هذا العام، مسلسل "زيّ الشمس" ينتمي إلى هذه الدراما، إنّما ثمّة أعمال دراميّة أكبر.

هل يصلح القول عنها تراجيديّة؟

لا أحبّ هذا المصطلح لأنّه مرتبط قليلاً بالنهايات البشعة والسلبيّة، على عكس ما نقدّمه في عدد كبير من مسلسلاتنا.

هل ترين إقبالاً على الأعمال السيكولوجيّة هذا العام؟

إذا إنوجد عملين أو ثلاثة من أصل ثلاثين عملاً تنتمي إلى هذا النوع الدرامي فهذا لا يعني أنّها موضة أو أنّ هناك إقبال عليها. فثمّة أعمال كثيرة أخرى مثل "الأكشن" مع أمير كرارة وأحمد السقا وسمعتُ أن مصطفى شعبان قدّم عملاً اجتماعيّاً مميّزاً. فضلاً عن أعمال كوميديّة مميّزة عُرضت، فهذا لا يؤكّد التوجّه لأيّ نمط دراميّ. ولكن لديّ ملاحظة وهي أنّ معظم الأعمال لم تقدّم جديداً في قصصها ومعالجاتها، فهي قصص تابعناها سابقاً وليس فيها تفرّد.

الأعمال تشبه بعضها لا سيّما تلك المرتبطة بالمشاكل الاجتماعيّة. فهل هذا صحيح؟

مسلسل "قابيل" مختلف تماماً عمّا هو معروض من ناحية الإخراج وإدارة الممثلين والتمثيل، سواء أعجبنا أم لا وهذا رأيي. وفي المقابل، يُصوّر مسلسل "حكايتي" قصّة حبّ تسير بطريقة سلسة جدّاً، واليوم نادراً ما تعثر على قصص حبّ بالنمط المماثل.

إلى أيّ نمط دراميّ يميل الجمهور اليوم؟

من وجهة نظري، ينقص الجمهور اليوم قصص الحبّ والمسلسلات المفعمة بالمشاعر والإنسانيّة والإيجابيّة. الجمهور ينتظر المسلسلات الرومانسيّة، وهم بحاجة إلى قصص فيها نفح الطيبة مثل أعمال "الأبيض والأسود".

إلى أيّ مدى إشتاقت نيللي كريم إلى الشاشة؟

في رمضان، سألني الكثيرون "إنت فين في رمضان". بصراحة، لم أشتق إلى الشاشة بقدر ما اشتقت إلى تقديم عمل جميل وليس من باب التواجد على الشاشة فحسب سواء عبر التلفزيون أو السينما. وأحبّ المهنة والتمثيل والفنّ وتجسيد الشخصيّات المختلفة، لذلك أنا انتقائيّة ولو كان هدفي الوحيد التواجد على الساحة لقدّمت أكثر من دور في خلال العمل خارج السباق الرمضاني أو في خلاله. تجذبني وتستهويني الشخصيّات المركّبة والمسلسلات، وهذا ما حرصت على تقديمه في شخصيّات "غالية" في "سجن النسا" و"نسيمة" في "إختفاء" و"ملك" في "سقوط حرّ"، أردت أن أكون بعيدة عن التكرار، فعندما أشعر به أهرب.

هل هذا أكبر درس تعلّمته حيال اختيار الأدوار؟

لا أحبّ التكرار وأنوّع في كلّ ما أقدّمه، على عكس عدد من الممثلين الذين يلزمون منطقة واحدة. فأخالفهم الرأي إذ يجب على الممثل تقديم أنماط مختلفة وأمور منوّعة، وأنا مقتنعة بما أقوم به.

قدّمتِ أوجه مختلفة للمرأة في أعمالك. علامَ تستندين في تجسيد الشخصيّات؟

قدّمت 6 شخصيّات مختلفة عن المرأة، وأعتمد على مواقف وأمور تابعتها وشاهدتها. فإذا لاحظت، في كلّ ما قدّمته لم أجسّد سوى المرأة القويّة التي لا تنكسر مهما عاكستها الظروف.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث