عفاف جنيفان متحرّرة لا تلزمها القيود

التصوير: Silja Mag

الإعداد: Obeida Danhach

الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh

التنسيق: Cleo Casini لدى W-Mmanagement

تصفيف الشعر: Stefano Gatti لدى W-Mmanagement

المكياج: Karin Borromeo لدى W-Mmanagement

الموقع: فندق Westin Palace، ميلانو

الملابس كلّها من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

حوار: Nicolas Azar

اقرئي أيضاً: هيا عبد السلام: آمني بنفسك وتجاهلي أحكام الآخرين

https://vimeo.com/300261072

هي العربيّة الأولى التي اعتلت منصّات العروض لدور الأزياء العالميّة الأشهر، فضلاً عن أنّها كانت العربيّة الأولى التي تقدّم برنامجاً على التلفزيون الإيطاليّ Rai Uno. هي العارضة التونسيّة العالميّة عفاف جنيفان التي تخطّت شهرتها الحدود، فأصبحت محطّ أنظار العالم أجمع ووسائل الإعلام، خصوصاً بعدما تعاونت مع أشهر مصمّمي الأزياء الإيطاليّين والفرنسيّين، على غرار Azzedine Alaïa وArmani

وGaultier و Cavalliوغيرهم من الأسماء اللامعة. وبعد مرور سنوات على هذه المرحلة الجميلة التي تحملها معها في مذكّرات سجلّها الحياتيّ، هي اليوم امرأة فخورة بنفسها ومفعمة بروح الإنسانيّة والتواضع.

هي ليست مجرّد أيقونة جمال وموضة، إذ تحاول أيضاً أن تكون شخصاً صالحاً من جميع النواحي، إن كان لناحية أسرتها أو أصدقائها. فبالنسبة إليها، العطاء والكرامة هما من أسمى الصفات التي يمكن أن يتمتّع بها المرء. فما رأي العضو في لجنة تحكيم Project Runway الشرق الاوسط في التحوّل الذي أصاب مجال الموضة؟ وكيف تنظر إلى مواقع التواصل الاجتماعيّ؟ وهل ساهمت في تمكين المرأة في مجتمعها؟ وماذا تقول للمواهب العربيّة الصاعدة؟ فلنغص معاً في هذه السطور في عالم هذه السيّدة الراقية.

من هي عفاف المرأة اليوم؟

امرأة متحرّرة لا تلزمها القيود، فخورة بنفسها ومفعمة بروح الإنسانيّة والتواضع. أنا صادقة وبعيدة كلّ البعد عن التصنّع وأحاول أن أكون شخصاً صالحاً من جميع النواحي، إن كان لناحية أسرتي أو أصدقائي. وبالنسبة إليّ، العطاء والكرامة هما من أسمى الصفات التي يمكن أن يتمتّع بها المرء.

 

صديقتك العارضة العالميّة Naomi Campbell تصفك بالمرأة القويّة والذكيّة واليقظة والطيّبة في الوقت نفسه. ما هي الصفات التي تتمتّعين بها؟ وما هي أسوأ عادة لديك؟

لا يمكنني الحكم على نفسي، بل أترك هذه المهمّة للآخرين والمحيطين بي، إنّما أستطيع القول إنّني شخص وفيّ، ولا أملك أيّ عادة في المطلق.

اقرئي أيضاً: تعرّفي معنا إلى الممثّلة المبدعة Emilia Clarke

حين ننظر إلى العصر الذهبيّ في عالم الموضة، وتحديداً قبل الاجتياح الرقميّ، كانت جلسات التصوير تمتدّ على أسابيع طويلة، وعلى عكس اليوم كانت العارضات والمصمّمون وجه العلامة، وليس نجوم الأغنية أو التمثيل. كيف تنظرين إلى هذا التحوّل في هذا المجال؟

نعيش حاليّاً عصر التكنولوجيا الذي يشهد تطوّرات هائلة وسريعة بالكاد نستطيع مواكبتها. وعلى الرغم من أهمّيّة مواقع التواصل الاجتماعيّ، ثمّة اتّجاه سائد حول الاستفادة بقدر الإمكان منها، علماً أنّ البعض يسعى جاهداً إلى أن يصبح رائد أعمال، لكنّ الحقيقة مبالغ فيها، وفي نهاية المطاف لن يبقى بينهم سوى من يجيد ما يقوم به.

هل تظنّين أنّ عارضات اليوم يفتقدن إلى العلاقة الودّيّة التي كانت تجمعهنّ بالمصمّمين في السابق؟

تختلف الحياة عمّا كانت عليه سابقاً، إذ تشهد السنوات على تلك الروابط التي كانت تجمع المصمّمين بالعارضات، والدليل هو أنّنا لا نزال على علاقة طيّبة مع كلّ المصمّمين الذين تعاونّا معهم.

 

ماذا تغيّر؟

العارضات تغيّرن. هنّ محترفات إلى أقصى درجات الاحتراف، لكنّ بعضهنّ يفتقد إلى الشقّ الإنسانيّ ويكتفين بالقيام بعملهنّ فحسب. في السابق، كنّا نتشارك والمصمّم جزءاً من حياته الخاصّة والمهنيّة، لكن تبدّلت الأحوال.

 

هل تحنّين إلى تلك الأيام؟

طبعاً، هي مرحلة جميلة أحملها معي في مذكّرات سجلّي الحياتيّ حتّى اليوم الأخير.

شاركت في الكثير من منصّات العروض حول العالم. هل تشعرين بالاندفاع نفسه حين تطلّين اليوم ضيفة في عروض الأزياء؟

لا أكترث كثيراً لتلبية الدعوات إلّا إذا كان المصمّم أحد المقرّبين منّي، وأختار المشاركة في عرض واحد أو اثنين كحدّ أقصى في كلّ موسم. شاركت حديثاً في عرض Valentino الخاصّ بموسم ربيع وصيف 2019 الذي أقيم في أسبوع الموضة في باريس ولبّيت دعوة Riccardo Tisci لحضور عرضه في أسبوع الموضة في لندن، بينما لم أشارك في أيّ من العروض في ميلانو، علماً أنّ عدداً كبيراً من المصمّمين المشاركين هم من أصدقائي.

اقرئي أيضاً: ياسمين حمدان: قصّة امرأة لا تعرف الاستسلام

 

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعيّ في إبراز الجمال الذي لم يعد عملة نادرة. هل تظنّين أنّ هذه المواقع تساهم في تمكين المرأة في مجتمعها؟

هذه المواقع أشبه بسيف ذي حدّين، ولا شكّ في أنّها ساهمت في نشر الجمال في كلّ أوجهه، الجيّد والسيء منها. فكما نرى جمالاً قائماً بحدّ ذاته، نرى أيضاً جمالاً مبتذلاً. لكن لا يمكننا أن ننكر أنّ هذه المواقع تمنح المرأة الحرّيّة في التعبير عن آرائها وإثبات وجودها، فهي الصوت لمن لا صوت له.

ما هي الحملات أو القضايا التي شعرت بأنّك جزء منها على هذه المواقع؟

ثمّة الكثير، وأبرزها الربيع العربيّ في تونس.

 

نشهد اليوم ظاهرة جديدة تتمثّل في تسويق البعض لعلامات فاخرة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، بالرغم من أنّ هذه المهمّة كانت تُعنى بالعارضات العالميّات في ما مضى. هل هذا عدل؟

لا أرى في ذلك أيّ مشكلة، فهذه ديمقراطيّة والجميع مخوّل للقيام بذلك، إن كان لأسباب مادّيّة أو سعياً إلى الاستقلاليّة. وليس بالضروريّ أن تسوّق العارضات فحسب للعلامات الفاخرة، بل يحقّ للجميع أيضاً أن يحقّق أحلامه.

 

 

لدى تصفّح حسابك على Instagram، نلاحظ أنّك تتأنّين في اختيار ما تنشرينه.

إن أمضيت وقتي كلّه على هذه المنصّة لأصابني الصداع. فعندما أرى كثافة نشاطات الآخرين، لا يسعني سوى التعجّب والتفكير في أنّ هذا العمل مضني وكان ليسلب سلامي الداخليّ. صحيح أنّني امرأة قويّة لكنّني Zen في الوقت نفسه.

كيف تحقّقين هذا السلام الداخليّ؟

أحتاج إلى فسحة من الخصوصيّة للتأمل، وبالتالي أتقبّل الأمور كما هي ولا أجعلها توتّرني، فلا أعلّق آمالي على أيّ شيء ولا أنتظر شيئاً في المقابل، وهذا ما يمنحني نوعاً من الاستقرار النفسيّ والعقليّ.

 

وهل يجعلك ذلك سعيدة؟

بالطبع وينعكس ذلك على محيطي، فنأتي مرّة إلى هذه الحياة ولا ينبغي أخذها على محمل الجدّ.

 

 

إلى أيّ مدى تتشابه عفاف على الشاشة بعفاف في الحياة اليوميّة؟

هي نفسها وما من اختلاف. لست متصنّعة وأتلقّى الكثير من الرسائل من المعجبين لصدقي مع نفسي ومع الآخرين. أنا إنسانة طيّبة لكنّني صارمة في بعض المواقف، فلا يمكنني أن أعتبر القبيح جميلاً مثلاً.

اقرئي أيضاً: كارمن بصيبص: لا تخافي من قول لا

نرى أنّ عارضات كثيرات على منصّات عروض الأزياء يفتقدن إلى شخصيّة تميّزهن عن غيرهنّ، لا بل حتّى أنّ بعضهنّ أشبه برجال آليّة.

هذا أمر غير مرحّب به على الإطلاق. فأين الأنوثة في هذه الحال؟

 

ما هي مقوّمات العارضة الناجحة؟

ما من مقوّمات معيّنة لتكون العارضة ناجحة، فكلّ واحدة تبرز بما يميّزها عن غيرها.

 

هلّا تخبرينا ما يعنيه أن تكوني عارضة عالميّة في التسعينات؟

كنّا نعامَل كنجمات، فكان الجميع يدعونا إلى الحفلات ويسعى إلى التقرّب منّا، وكنّا نُعطى أيضاً أهمّيّة بالغة.

يُقال إنّك تحبّين تنظيم الحفلات. هل هذا صحيح؟

كلّا، على الإطلاق. لا أمانع الاجتماع بأصدقائي لكنّني أفضّل البقاء في المنزل.

 

كيف تمضين وقت فراغك؟

أهتمّ بواجباتي المنزليّة وعائلتي وكلبي.

اقرئي أيضاً: ريم السعيدي‎: الحريّة خيار

نشرت حديثاً على Instagram صورة تجمعك بالفنّان العظيم Elton John. كيف تصفين صداقتك به؟

نحن أصدقاء مقرّبون ونحبّ ونحترم بعضنا البعض. هو إنسان رائع وفنّان أروع.

 

إضافة إلى عرض الأزياء، شاركت في التمثيل وتقديم البرامج وقمت بحملات خيريّة وشاركت أيضاً في لجنة تحكيم Project Runway الشرق الأوسط. هل سعيت إلى هذه التجارب أم أتتك على طبق من فضّة؟

انحصرت تجربتي في التمثيل بعمل واحد، وشاركت فيه من باب التسلية. أمّا التجارب الأخرى التي حظيت بها، فعُرضت عليّ لما أنا عليه.

هل تشعرين بأنّك محظوظة؟

الحمدلله ولا أستطيع التذمّر بتاتاً. حظيت بفرص كثيرة وعشت تجارب مختلفة وتعرّفت إلى أشخاص مثيرين للاهتمام، وأصبح بعضهم أصدقاء لي في ما بعد.

 

أنت صريحة وشفافة.

هذا صحيح، ولا أحبّ الكذب ولا أن يُكذب عليّ.

 

قلت سابقاً إنّك تحبّين أن تكوني قدوة. من كان مرشدك عندما ابتدأت مسيرتك المهنيّة؟

أتمتّع بشخصيّة قويّة كما تلاحظون، لذا كنت مرشدة نفسي، فأنا شخص فضوليّ أتعطّش للمعرفة ولا زلت أتعلّم حتّى يومنا هذا من كلّ الأشخاص الذين أقدّرهم.

اقرئي أيضاً: نينا عبد الملك: حلمي يستحق العناء‎‎

كيف رسمت شخصيّتك؟

يولد المرء بشخصيّته الفريدة، وأنا ما أنا عليه اليوم ولم أتغّير منذ أن أبصرت النور، وهذا ما يقوله لي والداي. لكن تتطوّر الشخصيّة من خلال التجارب التي نمرّ بها في الحياة والمواقف التي تضعنا فيها.

 

هل تستقيظين في بعض الأيّام من دون أن يكون لك أيّ عمل للقيام به؟

بالطبع، والآن أكثر من أيّ وقت مضى وهذا لا يزعجني، علماً أنّني أحبّ تمضية الوقت في القراءة والمطالعة ومشاهدة الأفلام الوثائقيّة وغيرها من  الأمور المثقّفة.

 

بما أنّك من أوائل العارضات العربيّات العالميّات، ماذا تودّين أن تقولي للمواهب العربيّة الصاعدة؟

لا تكثري من وضع المكياج ولا تلجئي إلى عمليّات التجميل، فأنت لا تزالين في ريعان شبابك ومستقبلك أمامك. وإن كنت تنوين العمل في الخارج، لا بدّ لك من أن تكوني على طبيعتك، قلباً وقالباً.

قلت ذات مرّة إنّ ظهور التجاعيد على وجهك استغرق طويلاً وإنّك لن تحاولي بتاتاً التخلّص منها. هل يمكنني أن أسألك ما تعنيه لك هذه التجاعيد؟

هذه العلامات باتت جزءاً من كياني، وهي بطبيعة الحال نتيجة التقدّم في السنّ الذي يصيبنا جميعنا لا محال. وبالرغم من هذا كلّه، أتلقّى الكثير من الإطراءات عن ابتسامتي.

 

ما هي النصيحة التي توجّهينها إلى المصمّمين الذين يسعون الى الانطلاق عالميّاً؟

حاولوا تقديم ما هو جديد وخارج عن المألوف وغير متكرّر.

 

عندما تتلقّين هديّة من أحدهم، كيف تشكرينه؟

يختلف الأمر باختلاف العلاقة التي تربطني بصاحب الهديّة. فقد أشكره عن طريق بطاقة شكر أو مكالمة هاتفيّة.

اقرئي أيضاً: رئيسة كرواتيا حول الجذور والنجاح والفشل

مع طلاء الأظافر أو من دونه؟

بحسب المزاج، لكنّني أفضّل الألوان الحياديّة في فصل الشتاء‎.

 

كعب عالٍ أو مسطّح؟

بحسب المناسبة.

 

ما هي القطعة التي لا تحبّذين ارتداءها أبداً؟

الفرو.

ما هي الصيحة التي تعتمدينها حاليّاً؟

أنا من محبّات موضة الدنيم.

 

هل تحبّين الطهو؟

كلّا، وعجّة البيض هي أفضل ما أطهوه.

 

ما هو الطعام الذي يسعدك كثيراً؟

المثلّجات.

ما هي الحسابات التي تتابعينها على مواقع التواصل؟

أحبّ صفحات الديكور.

 

ما هو مسلسلك المفضّل؟

لا أتابع المسلسلات بل أفضّل البرامج الوثائقيّة.

 

ما المستحضر الذي لا تتخلّين عنه في حقيبتك؟

مرطّب الشفاه.

اقرئي أيضاً: تارا عماد: أنت سيّدة القرار

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث