سموّ الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود حول إمكانات وهدف وقوة كل امرأة سعودية

التنّورة من Atelier Hekayat

التصوير: Norah Alamri
الإدارة الإبداعية العامّة: Rozan Ahmed
الإدارة الإبداعيّة : Jessica Bounni
التنسيق: Zeina Kilani
المكياج: Munira Turaiki
تصفيف الشعر: Najwa Nabeel

الإنتاج: Hatem Alakeel
الإنتاج في موقع التصوير: Ahmed Alsenan
حوار: Nicolas Azar

يحاول البعض تقييم الآخرين من خلال معايير محدَّدة ولا يُنظر إلى الصورة كاملةً، فيميل أحياناً إلى اتّخاذ قرارات متسرّعة وخاطئة ومضلّلة! لكن ما الذي يميّز المرء عن سواه وما الذي يجعلنا فريدين؟ وأين يكمن النجاح من كلّ ذلك؟ لا شكّ في أنّه يقوّينا ويدفعنا إلى التغيير نحو الأفضل، سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي. نحاور في هذا العدد الاستثنائي، سموّ الأميرة الجوهرة بنت طلال بن عبد العزيز آل سعود‎، وهي خير مثال عن المرأة العربيّة القويّة والملهمة، أكان على صعيد أعمالها الخيريّة أو مشاريعها الرياديّة في مجالات مختلفة، أو من خلال التزامها وتفانيها لدعم المرأة السعوديّة وتمكينها لإيصال صوتها وتعزيز قدراتها.

اقرئي أيضاً: الشيخة Raya Al-Khalifa: المرأة القطريّة هي مصدر إلهام هائل

من نحن لنحكم على الكتاب من غلافه؟

بهذا السؤال الاستنكاري، بدأت سموّ الأميرة حديثها عن تقبّل الآخر وإصدار الأحكام، فقالت: "خُلقنا جميعنا مختلفين، وحتّى تكويننا التراكمي مع مرور السنوات والتقدّم في العمر مختلف. فكلّ منّا مرّ بتجارب تربية وظروف تعليم وتلقّى في حياته مجموعة من الخبرات والمهارات مختلفة تماماً عن غيره. وبسبب هذا التكوين المختلف، قد يكون بيننا ذلك الموهوب بفطرته، وآخر يضطر إلى بذل مجهود أكبر والعمل على نفسه أكثر لإصقال مهاراته. وثمّة آخرون يظلمهم خجلهم، بينما في الواقع لديهم الكثير ليعطونه. وفي المقابل هناك فريق آخر من أصحاب الصوت العالي الذين في الواقع، ليس لديهم إلّا القليل لتقديمه".

وأردفت: "وأمام هذه الاختلافات، يجب أن نكون على وعي دائم بأنّ الكتاب لا يُحكم عليه من عنوانه، والبشر من داخلهم لا تشبهون ما يبدون عليه من الخارج، ومن نحن أصلاً لنحكم على إنسان من غلافه ونحن لا نعرف شيء عن قصّته؟"

بدون تعليم قد تضيع هذه المحاولات للتعبير عن الذات

وبحكم العالم سريع الوتيرة الذي نعيش فيه، نجد أحياناً أنفسنا مضطرين لصناعة قرارات بشكل سريع بما فيها عملية الحكم على الآخرين... وتعارض سموّ الأميرة هذا الافتراض قائلة: "أرى أنّنا نعيش في عصر يتطلّب تشجيع الآراء والهويّات المختلفة وطرق التفكير الإبداعيّة، علماً أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بهذا الدور لا بل تعمل على تطويره وتوسيع المساحة له للنمو. ولكن بدون تعليم وبدون قدرة على التعاطف مع الآخر وتقديره، قد تضيع هذه المحاولات للتعبير عن الذات، وقد يضلّ الكثيرون طريقهم أو يُفهمون بشكل خاطئ، وقد تقود محاولاتهم للتعبير إلى إيذاء الآخر أيضاً. لذلك معنى التمكين أساسيّ جدّاً... ومن المهم أن نسعى لاستغلال هذه النعمة لنساعد بعضنا ونكون أفضل ونصنع عالم أفضل. مع الأخذ في الاعتبار أيضاً أنّ التفكير بعناية مطلوب، فقد تعلّمت بالتجربة مدى أهميّة أن أفكّر في كلّ شيء بتأنٍّ وآخذ وقتي في تقييم كلّ سيناريو مفترض قبل أن أتكلّم.

أقراط Tiffany Signature® Pearls من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً ومرصّعة بالألماس
عقد Tiffany Signature® Pearls مرصّع بحجر ألماس
سوار Tiffany Victoria® Tennis Bracelet من البلاتين
سوار Elsa Peretti® Pearls by the Yard
في اليد اليمنى، من اليسار إلى اليمين:
خاتم Tiffany T Diamond Square Wrap من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً
خاتم Tiffany T T1 Wide من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً ومرصّع بالألماس
في اليد اليسرى:
خاتم Tiffany T Diamond Square Wrap من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً

التنّورة من Atelier Hekayat

وصلنا إلى زمن صار فيه بإمكاننا مواجهة كلّ الأحكام التي أطلقت علينا مسبقاً

وتعتبر سموّ الأميرة أنّ أكبر موقف شهدته في حياتها خرجت منه بتأكيدٍ على واقع "لا تحكم على الكتاب بغلافه" كان تطوّر وضع المرأة السعودية وصورتها! فتقول: "نحن كنساء سعوديّات جميعنا نعتبر أنّ الطريقة التي تمّ بها تصويرنا للعالم، وكيف كان الترويج لعقود من الزمن لأوهام وافتراضات عن المرأة السعوديّة، لا تشبهها بتاتاً. لقد تعرّضنا لعمليّة تشبه التعليب والقولبة ونشر صورة نمطيّة خاطئة عنّا، وتطوّرت هذه الصورة في بعض الأحيان الى تلفيقات مضلّلة. لكن بالنظر إلى ما نحن عليه اليوم، فنحن كنّا ولا زلنا أمام الكثير من التّحديات، ويشهد العصر الحالي على عشرات القصص للنجاح النسائي في الأوساط الأكاديميّة وريادة الأعمال ومجالات العلوم والطبّ والفنّ والأزياء والتعليم وغيرها.

وتضيف: "لقد وصلنا إلى زمن صار فيه بإمكاننا مواجهة كلّ الأحكام التي أطلقت علينا مسبقاً. وأصبح بإمكاننا وبكلّ فخر أن نقدّم ما نحن عليه حقيقةً، وأن نعرض أيضاً ما بوسعنا أن نقدّمه في المستقبل".

أقراط Tiffany HardWear Link من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً

الأزياء من Yousef Al Akbar

لنتوقّف قليلاً لإعادة برمجة عقولنا وإعطائها الفرصة لرؤية الآخر

في عالم غير عادل يميل إلى الحكم على الآخر بناءً على شكله ومظهره وليس على أيّ شيء آخر، ترى سموّ الأميرة ضرورة تصويب هذه العادة والتوقّف قليلاٍ لإعادة برمجة عقولنا وإعطائها الفرصة لرؤية الآخر، فتقول: "ربّما السبب في هذه العادة هو مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام عموماً، يضغطون لتمرير كتالوج لـ"الجمال" المادي من دون الخوض في ما وراء المظهر. ونحن كبشر عموماً نتأثر بسرعة وطوال الوقت بفكرة الزيّ الموحّد، فالطبيب له مظهر الطبيب من ملبسه، والشرطة نعرفهم من مظهرهم، وغيرهم. المظهر هو طريقة تعريف فوريّة أحياناً، والواقع طوّر هذا إلى نظام من التوسيم أو التعليب المباشر، الذي قد ينتهي أحياناً بالتفرقة بين الناس وتقسيمهم. لذلك أرى أنّه من الضروري أن نلجأ لغريزتنا وإحساسنا في النظر إلى الآخر، وأن نعي جيّداً أنّ ميولنا إلى إصدار الأحكام السريعة ما هي إلّا نتيجة لما دفعنا إليه المجتمع. ومهمّ جداً أن ننتبه في كلّ مرة نقابل فيها شخصاً جديداً ألّا تكن آراؤنا عنه بناءً على شكله. إذ يمكننا التوقّف للحظة وإعادة النظر والتفكير فيه بشكل إنساني، ولربّما أيضا في التريث نكتشف ما يخفيه وراء مظهره..

وتشير في هذا السياق إلى أنّها تتبع حدسها أغلب الوقت كاشفة:"أثق دائما بحدسي الأول ولكنني لا أتصرف على أساسه أبدا، بل احتفظ به لنفسي وآخذ وقتي لإعادة النظر والتدبر قبل إعطاء وجهة نظري الى أن أتأكد... ولكن لا أخفي أنّه في 80% من الأوقات أكتشف أنّ نظرتي الأولى كانت صائبة".

أقراط Tiffany Signature® Pearls من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً ومرصّعة بالألماس
سوار Tiffany Victoria® Tennis Bracelet من البلاتين 
خاتم Tiffany & Co. Three Row Band مرصّع بالألماس
خاتم Tiffany True Wide من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً ومرصّع بالألماس
خاتم Tiffany Victoria® Diamond Vine من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً ومرصّع بالألماس
خاتم Tiffany True Wide من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً ومرصّع بالألماس

العباءة من Orange Blossom

لا نملك السيطرة الكاملة على الكون كما نتخيّل أو نريد أن نصدّق

ولكن هل تسير سموّ الأميرة وراء الحدس في القرارات المصيريّة؟ تعترف أنّ بعض المواقف تتطلّب تفكيراً استراتيجياً ولكنّها تفضّل العيش بمزيج من الحرص والعفوية، قائلة: "الاثنين سويّاً يصنعا مزيجاً متوازناً، قد تتطلّب بعض المواقف التخطيط الاستراتيجي، بينما لا يحتاج غيرها سوى العفوية والبساطة في التعاطي. وأنا أحاول أن أكون على جاهزية ومنفتحة نحو كلّ الخيارات، لأنّك ببساطة قد تقابل شيئاً رائعاً صدفةً أفضل ممّا خططت له. والمرونة مهمّة لأنّنا لا نملك السيطرة الكاملة على الكون كما نتخيّل أو نريد أن نصدق. ففي 2011 مثلاً كنت قد أطلقت أنا وأخواتي سوق JMH لمصمّمي الأزياء وغيرهم من المبدعين لعرض إبداعاتهم المحليّة على سوق إلكتروني، وكانت هذه المنصّة قبل سنوات من انتشار فكرة "الشراء أونلاين" في المنطقة، ورغم أنّ المشروع كان قد ولد قبل وقته، وكنّا فيه سبّاقين بالفكرة، لكنّه لازال يعرّفنا إلى اليوم على كلّ الأعمال الرائعة في مملكتنا، وقادنا الى اكتشاف المزيد من المبدعين ودعمهم".

الحياة كلّها قصّة نحكيها

تعمل سموّ الأميرة جاهدة كلّ يوم لتجد التوازن في حياتها... ولا شكّ في أنّ أفعالنا تحدّد شخصيّتنا، وكلماتنا تحدّد حكمتنا. فما هي بعض الصفات التي تتمتّع بها؟ "الشعور بالتوازن"، وهو أمر يحتاج إلى صبر وفهم وبصيرة، والوصول إليه قد يجعلنا ننعم ببيئة سالمة ونعيش بعقول يغمرها السلام والراحة والطمأنينة. وهذه هي الصفات التي تنشدها سموّ الأميرة الجوهرة وتحبّ أن يُعرف بها كلّ سعودي وسعوديّة كسفير لتمثيل الوطن في كلّ مكان. علماً بأنّها شخص يحبّ المغامرة كثيراً وتقول: "أدرك الى أيّ حدّ الحياة قيّمة وغالية، ولكنّها قصيرة أيضاً! فلماذا نضيّع وقت في عدم تقبّلها بمرونة؟ وكما قال لي مرّة ابن أخي "الحياة كلّها قصّة نحكيها".​

من اليسار إلى اليمين:
خاتم Tiffany & Co. مرصّع بحجر ألماس أصفر
خاتم Tiffany & Co. Three Row Band مرصّع بالألماس
خاتم Brilliant Tiffany Heritage Solitaire مرصّع بالألماس

الأزياء من Honayda

الموضة لديها هذه القدرة السحرية على تحويل الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلينا

أثبتت دراسة حديثة في علم النفس أنّ ارتداء الملابس الرسميّة يغذي الذات بالشعور بالثقة ويدفع الآخرين للثقة فيك أيضاً. كيف تجد الأميرة هذا الافتراض؟ ومتى تشعر أكثر بالقوة والثقة؟ تقول: "تختلف الملابس الرسميّة من ثقافة إلى أخرى، ولكنّي بالتأكيد أؤمن إنّه إذا نظرت في المرآة وأعجبت بما أرى، فالإحساس بالقوّة والثقة سيغمرني، هذا شعور طبيعي. لذلك تحديداً أنا الراعي الرسمي والداعمة لمنظمة The Magic Drive الرائعة، التي تأخذ برامجها هذا المفهوم لتعزيز الثقة عند الشباب، فالموضة لديها هذه القدرة السحرية على تحويل الطريقة التي نرى بها أنفسنا والطريقة التي ينظر بها المجتمع إلينا. وهذه المنظّمة حوّلت هذه الفكرة الى أداة فعّالة وإيجابيّة في بناء الثقة وتمكين الأجيال القادمة وتشجيعهم على الإيمان بأنفسهم وقدراتهم. كما أنّ العمل مع هؤلاء الزملاء الحالمين وهذه الكيانات الكبرى لتمكين من يحتاجون الشعور بالثقة، هو الشيء الذي يشعرني أنا عن نفسي بالثقة والتمكين.

هذه هي الوصفة التي ستساعد أمتّنا على التقدّم بنجاح

وباعتبارها سيّدة عربيّة ملهمة سواء في مشاريعها أو مساهماتها الخيريّة، يتساءل الكثيرون كيف أصبحت سموّ الأميرة الشخص الذي هي عليه اليوم؟ فتقول: "ما أصبحت عليه اليوم نتيجة لما عايشته، فقد حظيت وأنعم الله عليّ بكثير من الامتيازات في التعليم والخبرة الحياتيّة محليّاً ودوليّاً، وأدرك كلّ هذه النعم وأعمل بلا كلل لأضمن الاستفادة منها كلّها، وتسخيرها للإحسان والعمل الخيري وخدمة المجتمع. ففي رأيي المتواضع أنّ العطاء والبناء عاملان متكاملان وهذه هي الوصفة الوحيدة التي أراها ستساعد أمتّنا على التقدّم بنجاح... أن نعطي ما نملك لنشجع الشباب أو من لديهم الإمكانات الأقلّ ويحتاجون دفعة للأمام".

وأضافت: "لا أزال أحاول تحقيق أهدافي مهنيّاً وشخصيّاً بما يتضمّنها سلسلة مطاعم Finding Sushi الذي يتضمن برنامج تثقيف وتدريب لأولادنا على ثقافات مختلفة، وهو مستمر في التوسّع والانتشار عبر السعوديّة كلّها، ومدرسة Star Light للتعليم المبكر للأطفال، ومؤسّسة سالمة الخيريّة لحقوق الحيوان. وفي المستقبل القريب هناك مشروع مازال قيد الإنشاء في عالم الموضة آمل من خلاله دمج إحتياجات النساء اليوميّة من الأزياء والتكنولوجيا. أمّا بالنسبة لاستثماراتنا الأخرى وبرامج الإرشاد والجهود الخيريّة، فإنّها تسير بوتيرة جيّدة وخطوات مستقرّة، وأنا ممتنة جداً لاستمرارها بهذا النهج. ونحن في كلّ مشروع أو منظّمة في حياتنا، من أعمال خيريّة أو ميدانيّة، يمكننا من خلالها تثقيف الغير. ولازلت أسعى للتعلم أكثر ممن حولي لأنّ التعليم لا ينتهي أبداً مهما حقّقنا في الحياة".

اقرئي أيضاً: الشيخة Raya Al-Khalifa: لا حدود للمرأة العربيّة ونحن متشابهات

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث