دينا‭ ‬شهابي: على النساء أن يبقينَ موحّدات ويشجّعنَ من يحاولنَ الاحتذاء بهن

التصوير: Amr Ezzeldinn لدى MMG Artists
التنسيق: Veronica Bergamini
المساعدة في التنسيق: Michaela Isola
الشعر: Angelo Uliana  
خبير المكياج: Fausto Cavaleri لدى MMG Artists
الموقع: The Yard Milano
الإطلالات كلّها من Gucci

 في شخصيّتها مزيج من الثقافات، إنّما في داخلها صراع مستمر بين هويّتها السعوديّة الأميركيّة الفلسطينيّة التي تولّد في نفسها نزاعاً داخليّاً يزيدها عزماً وشجاعة لخوض رحلة استكشاف الذات وتحقيقها، فلجأت إلى الرقص والتمثيل والكتابة بفضل دعم والديها المستمّر. آمنت بقدرها وتمسّكت بشغفها الذي استحق العناء. هي الممثلّة الناجحة والطموحة دينا شهابي التي تعتبر أخيراً أنّ الوطن العربيّ هو الأقرب إلى قلبها. فنلتعرّف إليها معاً في هذه المقابلة الحصريّة مع ماري كلير العربيّة ونكشف عن أعمالها الحاليّة ومشاريعها المستقبليّة ودعمها الدائم للنساء العربيّات ومساهمتها في تمكينهنّ.

​

سترة من التويد الأخضر بأكمام من الفرو الصناعي
وربطة عنق صغيرة ذات طبعات
وتنورة من التويد الأخضر
وقفازات من الدانتيل الأحمر
وصندل بكعب عالي باللون الأخضر و الفضيّ
وجوارب وأساور

كيف تودّين رؤية المرأة العربيّة في المستقبل؟ وما رسالتكِ لها؟

أجد النساء العربيّات مذهلات بحق، وأشعر بالفخر لكوني واحدة منهنّ. ويتملّكني الغضب حينما ينظر العالم إلينا كضحايا بسبب صورتنا التي تصل إليهم عبر وسائل الإعلام. فهذه الصورة بعيدة كلّ البعد عن الحقيقة! الواقع أنّ الصلابة متأصلة في كياننا وشخصيّاً أجدها جميلة جداً. من هنا، رسالتي إلى كلّ امرأة عربيّة أن تستخدم تلك السمة وتكون على طبيعتها تماماً. وأعترف أنّ الأمر استغرقني وقتاً طويلاً لإبراز قوّتي لأنّني سعيت إلى نيل الإعجاب أكثر من أن يراني الناس. وأدركت لاحقاً أنّ السعي لكسب الإعجاب أشبه بفخّ. لذا دعي الناس يرَونك كما أنت، فهذا أعظم ما تملكين من قوة! وعليك أيضاً إحاطة نفسك بنساء عربيّات أخريات يلهمنك لأنّنا أقوى معاً. وأكثر ما أفتخر به، هو فريقي من النساء العربيّات، إذ إنّنا ندعم ونمكّن بعضنا البعض كثيراً. فبالنسبة إلينا، لا تزال الفرص صعبة أمام المرأة العربيّة ولو تطوّرت بعض الشيء. وصحيح أنّه قد يكون من السهل الوقوع في فخّ الغيرة والمنافسة، إلّا أنّه لا يجب السماح بحدوث ذلك. لا بل على النساء أن يبقينَ موحّدات وأن يشجّعنَ من يحاولنَ الاحتذاء بهنّ. وأعدكنّ بأنّ الحب والدعم سيستحقان العناء أكثر من النجاح الفرديّ، وفي نهاية المطاف سيؤثران على النساء من حولكنّ ويقربنكنّ أكثر من تحقيق أحلامكنّ.

يُعتبر الرقص واحد من أقدم فنون الثقافة العربيّة. هل ترين نفسك كسفيرة للثقافة العربيّة في الغرب؟

أحب فكرة أن أكون سفيرة للثقافة، إلّا أنّني لا أعتقد أنّه اللقب الذي أستحقه. لأنّني مزيج من أمور كثيرة، غير أنّني آمل فتح أعين الناس على ما نحن عليه بالفعل. لأّنّنا ننطلي على ما هو أكثر بكثير ممّا يرونه على شاشة التلفاز وثقافتنا العربيّة تشتمل التنوّع والجمال الذي يسلب الأنفاس، ولا يسعني إلّا الشعور بالفخر لأنّها جزء منّي.

فستان بأكمام قصيرة من الحرير مطرّز بالكريستال باللون الأسود
وقفازات من الساتان والفرو الصناعي
وقبّعة وحقيبة يد صغيرة مطرّزة بالكريستال
وحذاء بكعب عالي

قضيت طفولتك بين الرياض ودبي وبيروت. أيّ مدينة عربيّة تلهمك وتجذبك أكثر من غيرها؟

لبيروت مكانة خاصة في قلبي، وغالباً ما أحلم بها وأفتقدها كثيراً. وبرأيي أنّه لا مثيل لها وأشعر بأنّها جزء من روحي. وبكلّ صراحة أتمّنى لو عشت فيها، لا سيّما في ظلّ الاحتجاجات التي تعمّها اليوم وفي صدد رؤية جميع أصدقائي وعائلتي في الشوارع، أشعر بفخر كبير لأنّ بيروت تجسّد جزءًا من قصتي. وآمل أن تستمر الثورة وأن أستطيع العودة إلى هناك دائماً. وبمجرد الحديث عنها، أشعر بردّ فعل عفويّ في داخلي. بالمختصر، أشعر بأنّ بيروت عاشق تائه بالنسبة إليّ.

هل ترغبين في تصوير فيلم أو ربما أكثر من فيلم واحد في إحدى المدن العربيّة؟

حتماً! إذا ثمة مَن يقرأ هذا المقال ويمكنه أن يحقّق هذا الأمر، فليتصل بي. إذ لديّ الكثير من الأفكار لبرامج وأفلام أرغب في إنتاجها في العالم العربيّ، إلّا أنّني أحاول تحديد الفكرة التي أودّ البدء بها أوّلاً.

ما أكثر اللحظات التي أثرت فيك في دورك بشخصيّة ياسمين اللاجئة السوريّة؟

ألعب الدور البطوليّ في مسرحية اسمها Power Strip في مركز لينكولن، ولا أترك المسرح بتاتاً لمدة 90 دقيقة. وهذا أصعب ما قمت به على الإطلاق. أمّا أكثر ما أدهشني في شخصيّة ياسمين فهي قوتها. وكنت قد لعبت دور امرأة سوريّة أخرى في مسلسلJack Ryan   على Netflix تدعى حنين وكانت أيضاً قويّة جداً. والحقيقة أنّني أحبّ تسليط الضوء على قوة المرأة العربيّة وشجاعتها، إذ كما قلت سابقاً، هذا جزء كبير من معدن شخصيّتنا.

في دورك بشخصيّة أميرة، ما التحديات التي واجهتها في عملك مع Martin Starr في فيلم Sean Mullin؟

كان ذلك فيلمي الأول، وأعتبره بمثابة تجربة مميّزة بحق، إذ تعلّمت من خلاله كيفيّة التصرّف أمام الكاميرا. ولا يزال Martin وSean صديقين عزيزين. وتوطّدت علاقتنا من خلال هذه التجربة التي ستبقى في ذاكرتي مدى الحياة. وهذا أفضل ما يأتي به عملي، العلاقات التي تنشأ بين الناس.

قميص وتنّورة بطبعات من قماش لوريكس باللون الذهبيّ
وربطة عنق صغيرة وبروش باللون الذهبيّ
وإكسسوار للرأس وأقراط

ماذا يمكنكِ أن تخبرينا عن مسلسل "حبيبْتي" الذي تكتبينه حاليّاً؟

انا فخورة جداً بهذا المسلسل. وأكتبه مع شريكتي في الكتابة Rolla Selbak. إنّنا في المراحل التطويريّة الآن ونأمل أن ننتجه قريباً. ويتمحور المسلسل حول ثلاث نساء سعوديّات في لوس أنجلوس يعشن في ثقافة خارجة عن ثقافتهنّ وعن منطقة راحتهنّ وأسرهنّ ويكتشفن الجانب الآخر من العالم. لذا تدور الحبكة حول استكشافهنّ حقيقة أنّ أمريكا تبيع الحريّة كمفتاح للسعادة. ما الحرية؟ من أنتِ خارج الحدود التي وضعتها عائلتكِ وماذا يحدث حينما تتخطّين هذه الحدود؟ يدور المسلسل أيضاً حول علاقة الأب والإبنة بالنسبة إلى النساء الثلاث وخصوصاً مع عليا، بطلة المسلسل التي تّتخذ قراراً يهدّد تلك العلاقة. ويتساءل جميع النساء عن هويتهنّ ومكانتهنّ في العالم. إذاً هو بمثابة سيرة ذاتيّة جميلة بالنسبة إليّ وإلى رولا. وتمثّل هؤلاء النساء الثلاث الكثير ممّا نحن عليه، لذا إنّه مشوّق ومخيف في آن معاً أن نكشف هذه الأجزاء الشخصيّة عن أنفسنا إلى العالم. ويسعدني أن أصرّح بأنّ هذا النوع من الأعمال يحمّسني أكثر من أيّ شيء آخر، لأنّ كلّ ما أريده هي صور صادقة عمّن نحن على التلفاز. إذ انتظرت أن يكتب الناس عنّي ولم يحدث ذلك، لذلك قررت أن أكتب عن نفسي.

كيف تعرّفين مفهوم الرفاهيّة بشكل عام؟

يمكنني اختصاره بكلمة الذوق. فالرفاهية رخيصة ما لم تكن أنيقة وتعكس حسن الذوق.

ما خططك للمستقبل، لا سيّما أحلامك؟

أن يتم إنتاج مسلسلي "حبيبْتي"، وأن أكتب المزيد من القصص وأصدرها. أودّ القيام بأمر مختلف تماماً كممثلة، فمثلاً لطالما اهتممت بلعب دور شخصيّة حقيقيّة كانت حيّة بالفعل وسيكون عليّ أن أدرسها بالكامل، أم أن ألعب شخصيّة تمتاز ببعض المهارات المذهلة التي عليّ التدرّب عليها. إذ إنّني أبحث دائماً عمّا سيدفعني إلى توسيع آفاقي وتحدّي نفسي كإنسانة وفنّانة.  

اقرئي أيضاً: دينا‭ ‬شهابي: يبقى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬قلبي‬‬‬‬‬‬‬