الحركة من أجل الصحّة النفسيّة مع الدكتورة صالحة أفريدي الأخصائيّة في علم النفس الإكلينيكي والمؤسس الشريك ومدير عام مركز لايت هاوس آرابيا للصحة النفسية!
يُقدّر أن حوالي 30٪ من سكّان العالم غير نشيطين جسديّاً. وكلّما أصبحنا أكثر خمولاً، وهو ما فعله الكثير منّا أثناء انتشار جائحة كورونا والعمل عبر تطبيق Zoom، كلّما ازدادت أيضاً فرص شعورنا بالمرض الجسديّ والنفسيّ. يعلم الجميع الكثير عن فوائد التمارين الرياضية للجسم، لكن معظمنا لا يعرف أنّ التمارين رائعة للصحّة النفسيّة وصحّة الدماغ لدرجة أنّها تُستخدم في علاج الصعوبات مثل الاكتئاب والقلق وحتى اضطراب نقص الانتباه. إليك ما يحدث لعقلك وصحّتك النفسيّة عند ممارسة الرياضة:
إقرئي أيضاً: 5 خطوات لتثبيت مشاعرك مع الدكتورة صالحة أفريدي
- توليد شعور رائع: تحفّز التمارين الرياضية مستويات الإندورفين، وهي المادة الكيميائية الشهيرة في الجسم التي ينتجها الدماغ والنخاع الشوكي والتي تمنح الشعور بالسعادة والمزاج الجيد وتُخفف من الآلام الجسديّة. لا يقتصر دور التمارين الرياضية على فرز الإندورفين فحسب، بل تحفّز أيضاً إنتاج الدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين. وتؤدي هذه المواد الكيميائية في الدماغ دوراً مهمّاً في تنظيم مزاجك وتحسين شهيّتك ودورات نومك.
- تعزيز المرونة الذهنية في وجه الإجهاد: قد يبدو الأمر غير منطقياً أن نضع أجسامنا تحت ضعط التمارين الرياضية لتخفيف الضغط والإجهاد؛ ولكن هذا ما يحدث بالفعل عند ممارسة الرياضة. فيتم تنشيط جميع الأجهزة التي تشارك في استجابة الجسم للإجهاد / استجابة القتال أو الهروب، وتتدرّب أجهزة الجسم المختلفة التي يتحكّم بها الجهاز العصبي الودي والجهاز العصبي المركزي على التواصل مع بعضها البعض. وهذا يحضّر الجسم للتعامل بشكل أفضل مع الاستجابة للضغط النفسي والإجهاد عندما يحدث فعلياً، ممّا يجعلك أكثر مرونة في وجه الضغوطات المستقبليّة.
- تحفيز الإبداع والتعلّم: تحسّن التمارين الرياضية قدرتك الذهنية على اليقظة والانتباه والتحفيز، فهي تهيّئ الدماغ للتعلّم، وتساعد على إنشاء خلايا دماغية جديدة ولا سيما في منطقة الحصين، مركز التعلّم والذاكرة لدينا، ممّا يسمح لنا بحفظ ما تعلّمناه. ويمكن أن يؤدي زيادة نشاط الحصين أيضاً إلى إبطاء آثار مرض الـAlzheimer والاضطرابات العصبية الأخرى. كما أنّها تعزّز سرعة المعالجة والمرونة المعرفية، وهي القدرة على تحويل التفكير بين المهام المختلفة، وهذه مهارات مطلوبة في الوظائف التي تتطلّب جهداً فكرياً.
- تعزيز الدماغ وحمايته: تزيد التمارين الرياضية من مستوى عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (BDNF) الذي يلعب دوراً مهمّاً في تحسين وظائف خلايا الدماغ وحمايتها من الإجهاد والموت وتشجيع نموّ خلايا دماغية جديدة، بخاصة في منطقة الحصين. فيعاني مثلاً الأفراد المصابون باضطرابات عصبية كمرض Parkinson و Alzheimer و Huntington من انخفاض في مستوى عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ.
- الإحساس بالسيطرة في أوقات الشكّ: عندما تلتزمين بتخصيص الوقت لنفسك، حتى لو كان ذلك للمشي لمدة 15 دقيقة في الصباح الباكر، فإنك تبدأين يومك بالوفاء بوعد قطعته على نفسك. وهذا يحسّن من ثقتك بنفسك وبقدراتك واحترامك لذاتك، بينما يمنحك ذلك في الوقت نفسه إحساساً بالسيطرة والثقة والقدرة على التنبؤ بالأمور في أوقات الشكّ.
أنا طبعاً لا أقصد بأي شكل من الأشكال أنّ التمارين الرياضية هي الحلّ السحري لجميع صعوبات الحياة، إلّا أنّني أؤكّد أنّ الجسم القويّ سيساعدك في الحفاظ على قوة العقل والنفس.
إقرئي أيضاً: 5 خطوات لادارة طاقتنا واولوياتنا