الجراحات والإجراءات التجميليّة في ظلّ وباء كورونا

الإعداد: Carolyn A. Yaffe وSarah Rasheed

يبدو أنّ العام المنصرم شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد العمليّات الجراحيّة والإجراءات التجميليّة، فبدأنا ننظر إلى أنفسنا عن كثب في خلال هذه الأشهر الماضية، وغالباً ما فعلنا ذلك بطريقة سلبيّة. وإنّما نادراً ما نتصّور ذاتنا مثلما نبدو فعليّاً، ولربّما يعود السبب في ذلك إلى تراجع نسبة احترام الذات لدينا وإلى مشاكل أخرى من شأنها أن تؤثّر على ثقتنا بنفسنا. وبينما يكترث معظم الناس لمظهرهم، لا شكّ في أنّ بعض العوامل مثل العمل عن بُعد ومشاعر العزلة فاقمت هذه المشاعر السلبيّة لدينا.

اقرئي أيضاً: التحوّل إلى الجمال النظيف

طبعاً لم تكن جائحة COVID-19 والتبدّلات التي طرأت على أسلوب الحياة بالأمر السهل بتاتاً. إذ يتعيّن علينا الآن التعامل مع هذه التغييرات والتكيّف مع وضعنا الطبيعي الجديد. ولا جدل في أنّ عدم قدرتنا على رؤية الأصدقاء والعائلة ومخاوفنا بشأن الأمن الوظيفي والتغيّرات المالية عزّزت مخاوفنا أيضاً. وبصفتي معالجة نفسيّة، أرى الكثير من المرضى الذين يعانون أعراض الاكتئاب والقلق، ومنها ما يتجاوز الحدود الطبيعيّة.

لكن من الأسباب الأخرى المحتملة لارتفاع إجراءات التجميل هو أنّ الناس باتوا يملكون المزيد من الوقت في ظلّ الوباء. فبعد أن علقوا في الحجر المنزلي وانخفض اختلاطهم الاجتماعي، بات لديهم متّسعاً من الوقت للتعافي من العمليّات. وفضلاً عن ذلك، لم يعد الأشخاص ينفقون الأموال المخّصصة سابقاً للأنشطة الاجتماعيّة المختلفة أو السفر، ممّا يجعل هذه الإجراءات التجميليّة الآن في متناول الجميع. وبالمقابل، قدمّ الكثير من الأطبّاء خصومات على الإجراءات التجميليّة من أجل دعم أعمالهم في ظلّ الوضع المفروض عليهم، والذي جعل الناس يتعرّضون للخطر عند قصد العيادة أو المستشفى. وبالإضافة إلى كلّ ذلك، يقضي الأشخاص أيضاً الكثير من الوقت على منصّات التواصل الاجتماعي ويشعرون بأنّ لا بدّ لهم أن يبدو "رائعين" و"فاتنين"، الأمر الذي يؤثّر على قراراتهم لجهة إجراء عمليّات التجميل.

في هذا الصدد، أفاد الدكتور Hamid Karimi، جرّاح التجميل المعتمد في عيادة Arya في دبي، أنّ الإجراءات التجميليّة زادت بنسبة 30-35 في المئة في خلال الأشهر الـ 12 الماضية. ويضيف أنّ ما يساهم في هذا النموّ هي حقيقة أنّ الناس لديهم المزيد من وقت الفراغ للتعافي. فإذا كانوا يعملون من المنزل، لا داعي لأخذ إجازة مرضيّة في ظلّ هذا الوضع. كما وأنّ ارتداء أقنعة الوجه سهّل تغطية علامات الشفاء، خصوصاً عند مناطق الأنف والذقن والفم. ويذكر الدكتور Karimi أنّ أكثر الإجراءات المطلوبة في مجال تخصّصه هي عمليّات نحت الجسم ورفع الحواجب والحشو والبوتوكس و"تقنية نفرتيتي لشدّ الرقبة".

بروز مكالمات الفيديو الافتراضيّة
سمحت مكالمات الفيديو الافتراضيّة بالاستمرار في عالم دائم التغيّر، إلّا أنّها قد تؤثّر على رؤية الأفراد تجاه أنفسهم أيضاً. وفي هذا الإطار، يصرّح خبير تجميل المشاهير الدكتور Simon Ourian بالآتي: "منح الوباء الناس مزيداً من الوقت للنظر إلى أنفسهم، وهم يريدون رؤية مظهرهم والشعور بالرضا عنه". ومؤخراً، طرح الدكتور Simon خطّ عناية بالبشرة يتيح مجموعة تحوّل كاملة، كما ومنتجات فرديّة تستخدم أحماض الفاكهة وتمنحك إشراقاً جميلاً.
أمّا جرّاح التجميل الشهير في دبي الدكتور Dany Kayle، الذي يعدّ واحداً من أفضل الجرّاحين في المنطقة، فيفيدنا بأنّ أعمال الجراحة التجميليّة ازدهرت مع الطلب الكبير على العلاجات أمثال البوتوكس والحشو والشدّ بالخيوط، لمعالجة ترهل البشرة وفقدان الحجم الذي يمكن أن يحدث بسبب فقدان الوزن أو الشيخوخة، خصوصاً أنّ عمليات الشدّ بالخيوط تدوم لمدّة عام ونصف ويمكن إخفاؤها بعلاجات مثل الفيلر والبوتوكس.
وبينما يعزّز الدكتور Dany انسجام معالم الوجه، يرى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي قد أثّرت على الكثير من الأشخاص وجعلتهم يرون لا شعوريّاً كيف يجب أن يبدو مظهرهم. وباعتباره طبيباً تجميليّاً يوصي الناس باستشارة الأطبّاء المعتمدين والذين لديهم خبرة مهنيّة واسعة قبل أيّ إجراء.

وختاماً، صحيح أنّ إجراء عمليات التجميل أمر شائع ومن شأنه أن يساعدنا على الشعور برضى أكبر بشأن مظهرنا. لكن مع ذلك، من المهم إدراك أنّه لا يمكن استخدام هذه الإجراءات كبديل لمعالجة أيّ مشاكل نفسيّة أساسيّة. وكذلك، من المهم أيضاً أن نسأل أنفسنا عن السبب، فهل نريد أن تساعدنا هذه الإجراءات على تحسين شعورنا حيال أنفسنا؟ أم هل نريدها لأنّنا نهتمّ كثيراً بما يفكّر فيه الآخرون، أو ما نفترض أنّ الآخرين يفكّرون به؟ إذ قد تترك الجراحة التجميليّة لتحسين الذات تأثيراً إيجابيّاً على مظهر الشخص، ولكنّها بالتأكيد لا تغيّر أيّ ظروف حياتيّة صعبة أو مشكلات صحيّة عقليّة كامنة. 

اقرئي أيضاً: 5 خطوات للحفاظ على بشرتك تحت أقنعة الوجه

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث