حساب Emirati Feminists على Twitter أقوالهنّ وآراؤهنّ – الجزء الثالث

أصبحت اليوم مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن منابر مفتوحة تسمح للجميع مناقشة القضايا الاجتماعية وتسليط الضوء على الآراء المتضاربة من حولها. وظهر مؤخراً على Twitter حسابٌ تحت إسم Emirati Feminists تديره شابات إماراتيات لم يفصحن عن هوياتهنّ بهدف التحدث بحرية عن قضايا المرأة الاماراتية من منظارهنّ الخاص. فأردنا التحدّث إليهنّ لنفهم مدى مناهضتهنّ لحقوق المرأة وآرائهنّ الشخصية عن جميع المواضيع المتعلقة بها. ونظراً إلى طول المقابلة، سيتمّ قسمها إلى 5 اجزاء، ينشر منها قسم كل يوم، ليصادف القسم الأخير يوم المرأة العالمي في 8 مارس.

وهنا نودّ الإشارة إلى أن Marie Claire العربية لا تتبنى تلك الآراء بل تنقلها ببساطةٍ لعرضها على القرّاء، كما أن هذا الحوار لا يتعرّض بأي شكل من الأشكال إلى حكومة الإمارات أو الدين الإسلامي الحنيف. 

 

هل تعتقدان أنّ هذا الجيل الجديد من الرجال سيكون مختلفاً عن الجيل السابق من حيث العقلية؟

Sara/Hind: ليس جميعهم.

Sara: نحن نشهد معارضة كبيرة من قبل الرجال على صفحتنا وقد تلقّينا تهديدات بالقتل والتعدي والنفي وكلّ ما يخطر على البال، وكلّها من شبّان لمجرّد أنّهم لا يوافقوننا الرأي. من الواضح أنّ الرجال لا يحبّون مشاركة سلطتهم مع النساء، فمن قد يتخلّى عن سلطته ما دام يتحكّم باللّعبة؟! أظنّ أنّ شريحة صغيرة من الرجال فحسب منفتحة، إذ ينشأ الرجال على فكرة أنّهم مخوّلون لفعل ما يريدونه وحتى أنّهم يفتخرون بأنفسهم مهما كان مستواهم متواضعاً، فبما أنّهم رجال، يمدحهم الناس مهما قالوا ولو كان بمنتهى السخافة. بالمقابل، إن كانت المرأة متقدّمة من جميع النواحي وتعمل أكثر من الرجل بأشواط، يُنظر إليها بالرغم من ذلك على أنّها أدنى مستوى لمجرّد أنّها امرأة. وفي مكان العمل، لا يُقدّر عملها كثيراً إذ أنّ الأهمّ بالنسبة إلى الرجل هي أنّها ستعود في آخر اليوم لتربّي أولادها، وفي الوقت نفسه تزداد ثقته بنفسه فبرأيه "سيستمرّ في وظيفته لوقت أطول".

ماذا عن الزواج؟

Hind: في ما يتعلّق بالزواج يُتوقّع من المرأة أن تقبل بأي رجل يتقدّم بطلب يدها للزواج ويقبل به والداها. لكن ماذا إن كان مستواه العلمي أقلّ من مستواي وإن كان من خلفية مختلفة؟ مستحيل أن نتفّق! وإن رفضت رجلاً تقدّم إليّ، ستغضب عائلتي منّي وستتّهمني بالتعجرف وبأنّني أعيش حياة مختلفة وقد نسيت فحوى وجودي ألا وهو إسعاد الرجل وإنجاب الأطفال. لكنّني أعرف منذ البداية أنّني لن أتّفق مع هذا الرجل، فلمَ قد يرغمانني على الزواج به؟ يسيء الوالدان أحياناً إلى ابنتهما وإلى مشاعرها من أجل الضغط عليها وإقناعها بالزواج.

Sara: بصراحة، أرى أنّ مشكلتنا الأساسية هنا هي "الحلم العربي" أي الزواج وإنجاب الأولاد ثمّ المزيد من الأولاد! كما أنّ هذا التمييز بين الرجال والنساء الذي نعيشه لن يسمح لنا يوماً باختيار شريك حياتنا! ويؤدّي هذا التمييز إلى الكثير من العلاقات الفاشلة وإلى التعاسة. والطريقة الوحيدة التي يمكننا التكلّم من خلالها مع الرجال هي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنّ أهلنا لن يسمحوا لنا يوماً بمواعدتهم. لكن إن لم نتعرّف إليهم، كيف لنا أن نجد شريكاً نبني معه مستقبلاً؟

Hind: والبرهان على ذلك هو نسبة الطلاق المرتفعة جداً في بلدنا، وبخاصة في الجيل الجديد. تحاول المجالس دائماً أن تخفض نسبة الطلاق من خلال طرق مختلفة. فإن لجأ الرجل إلى المجلس للتقدّم بطلب طلاق، على الثنائي أن يخضع أوّلاً لجلسات الاستشارة العائلية. ولا يمنح القاضي الطلاق للرجل بهذه البساطة إذ يحاول أن يحلّ الأمور ويحافظ على الزواج قدر المستطاع. فلا يمكن أن يحصل الرجل على الطلاق لمجرّد أنّ المرأة لم تطعه مثلاً. لكن يحقّ لبعض الرجال تهديد المرأة ما لم تطعهم  إمّا "بسجنها في المنزل" أو "بالزواج من أخرى". وقد تدافع بعض النساء أحياناً عن أنفسهنّ فيقلنَ للرجل مثلاً أن يتزوّج بامرأة أخرى أو أن يطلب الطلاق. كلّ هذه المسألة غير منطقية لأنّ مهما كان خلافهما، هما لم يناقشاه، إذ تتصاعد الأمور بسرعة ويتخطّون مرحلة التحدّث والمناقشة.

Sara: إنّ كلّ أنواع الظلم مترابطة مع بعضها البعض، كالتعصّب الجنسي والتمييز العنصري على سبيل المثال، فكلّها تبدأ من الخلاف على القوّة، وهنا غالباً ما يربح الرجال هذه المعركة. كما أن الرأسمالية تشكّل نوعاً من الظلم ضد المرأة إذ لا مجال لها للتقدّم في العمل كما أنّها تتقاضى أجراً أقلّ من الرجل ولا تتاح لها فرص عمل كثيرة. فإن تقدّم رجل وامرأة للوظيفة نفسها، سيحصل الرجل عليها حتماً حتى لو كانت مؤهّلاته أقلّ أهمية من مؤهّلاتها إذ لا يُقدّر عمل المرأة كثيراً فيتوقّع الجميع أن تهمل واجباتها في العمل من أجل أسرتها.

حوار: ميريام نجم

للعودة إلى القسم الثاني من المقابلة، الرجاء الضغط هنا

صورة الرسم التوضيحي عن المرأة الإماراتية من موقع weheartit.com

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث