بوتشيلاتي: أسطورة الذهب تشرق في البندقية

في قلب البندقية، حيث تتشابك القنوات المائية مع الشوارع الحجرية، وتنشر الشمس أشعتها الذهبية برفق فوق المياه اللامعة، يظهر معرض بوتشيلاتي الجديد "أمير صائغي الذهب - إعادة اكتشاف الكلاسيكيات" كأنّه خيال ينبض بالحياة. هنا، في مدينة الجسور والزوارق، تتحول الأزقة المتعرجة إلى ممرات سحرية تؤدي إلى عالم من الإبداع اللامتناهي.

في هذا المعرض، تمتزج الحرفية الرفيعة بالفن المدهش، وتكشف تصاميم بوتشيلاتي عن قصص تمتد عبر الزمن. بمجرد دخولك، تبدأ الرحلة عبر مسارات تحاكي الفراشات، حيث تلمع القطع الذهبية كالنجوم في سماء حالمة. تقف برهة، فتشعر وأنك سافرت إلى زمن مختلف، حيث الفن والرفاهية هما اللغة المشتركة، والمجوهرات هي رموز لحكايات لم تُروَ بعد.

وبين الأركان المتنوعة للمعرض، يمكنك أن ترى اللمسات البديعة التي صنعها الحرفيون على مر العقود. كل قطعة مجوهرات تخفي خلفها قصة، وكل قطعة فضية تأخذك بسحرها الى عصر يشبه الحلم. في هذا العالم المذهل، تجد أن الحرفية ليست مجرد مهارة، بل هي فن يُحتفى به في كل تصميم.

اقرئي ايضًا:المعرض الأوّل لـBuccellati خلال أسبوع ميلانو للتصميم 2022

البندقية نفسها، بأبنيتها العتيقة وجسورها الرائعة، تُكمل هذا المشهد الفريد. إنها المدينة التي تجمع بين الحاضر والماضي، وبين الأناقة والفن. ومع معرض بوتشيلاتي الجديد، تستمر هذه المدينة في إلهام الزوار، مانحةً إياهم فرصة الدخول إلى عالم من الذهب والخيال، حيث تحتفظ كل قطعة ببريقها الخاص وبحكايتها التي تنتظر من يسبر اغوارها.

مع انطلاق المعرض من 18 أبريل إلى 18 يونيو 2024، نغوص في عالم يلتقي فيه الزمن الجميل بالمستقبل المبهر. ويُعتبر هذا المعرض بمثابة جسر يربط بين روائع الماضي وإبداع الحاضر، مُقدِّمًا رؤية جديدة للأجيال القادمة. وفي كل زاوية، تثير لمسات من عبقرية الحرفيين الذين صنعوا إرث بوتشيلاتي الدهشة لكل ناظر، مما يخلق تجربة تُلهم الخيال وتُحيي الشغف.

يتخلل المعرض حضور أندريا بوتشيلاتي، المدير الإبداعي والرئيس الفخري للدار، الذي يؤكد على أهمية إعادة تفسير التقاليد بلمسة حديثة. ويركز المعرض على إرث الدار الذي يمتد لأكثر من قرن، والذي جعل من ماريو بوتشيلاتي "أميرًا في عالم صناعة الذهب"، وفقًا للكاتب الإيطالي غابرييلي دانونتسيو.

يقام المعرض في "Oficine 800" في جزيرة جوديكا، متزامنًا مع بينالي الفن في البندقية، ليُشكل تحية للقيم الفنية الغنية في المدينة. يبدأ الزوار رحلتهم من خلال "Buccellati Venice Butterfly"، الفراشة التي ترمز إلى الأناقة والأمل، والتي تسافر بهم الى عالم بوتشيلاتي الأسطوري.

في هذا العالم المليء بالأسرار والخيال، يتألق معرض بوتشيلاتي الرائع بأربع غرفٍ تروي قصصًا فريدة عن تاريخ هذه الدار العريقة وتراثها الباهر. تبدأ الرحلة في الغرفة الأولى، "The Buccellati Generations"، حيث تتلقى استقبالًا من الفراشات التي تأخذك في رحلة عبر أجيال بوتشيلاتي، من ماريو إلى جيانماريا وصولاً إلى أندريا. وبحسب أندريا بوتشيلاتي، المدير الإبداعي والرئيس الفخري للدار، "هذا المعرض يهدف إلى إحياء الروح الإبداعية التي ميّزت عائلتنا عبر الزمن". هنا، تجد أصداء الماضي تتلاقى مع ابتكارات الحاضر، حيث تتطور أساليب التصميم لتواكب العصر مع الحفاظ على جوهر التراث.

تستمر الرحلة في الغرفة الثانية، "Manmade Wonders"، لتجد نفسك غارقا في عالم من الفضة البراقة والتصاميم الكلاسيكية. تعج الغرفة بقطع فريدة من نوعها، مثل إكسسوارات التدخين وحقائب اليد والصناديق الصغيرة. وتقول أمينة المعرض، ألبا كابيلييري، "هذه القطع تعكس براعة الحرفيين في القرن العشرين، وتأخذنا في رحلة عبر الزمن". هنا، تتجلّى الحرفية والدقة في كل تفصيل، مشكّلةً جسرًا بين الأناقة والرقي.


وتتجه الأنظار إلى الغرفة الثالثة، "Natural Wonders"، حيث تشعر وكأنك انتقلت إلى عالم مستوحى من الطبيعة. هناك، تتداخل الطبيعة مع الفضة لتخلق تحفًا تكرّم جمال النباتات والحيوانات. تجد هنا أوراق الشجر والأصداف والمخلوقات البحرية، وقد أُعيد ابتكارها بتقنية "Furry"، التي تمنح الفضة ملمسًا حيًّا وساحرًا. وتؤكد أمينة المعرض بحديثها عن هذه الغرفة: "إنها بمثابة غوص في أعماق الطبيعة، حيث نرى كيف تُحوّل الحرفية ما هو عادي إلى ما هو استثنائي".


في الغرفة الأخيرة، "The Gallery of the Icons"، يتحول عالم بوتشيلاتي إلى عرضٍ فنيّ ساحر، حيث تأخذ القطع الأيقونية مكانها وكأنها حكاية أسطورية لم تكتمل فصولها بعد. تُحيط بالمعرض أعمدة ذات طراز كلاسيكي جديد، مرتبة بشكل متوازٍ ومتناظر، مما يخلق تأثيرًا بصريًا يضاعف روعة المكان. هنا، تُبرز الأعمدة الأربعة التقنية التي تميز بوتشيلاتي، حيث يتم استحضار فنون التول والدانتيل والنقش والسلسلة بمهارة تحول الذهب إلى سطح ينبض بالحياة. تُعيد هذه الأعمدة تعريف الذهب كأنه قماش فاخر، يُشبه الدانتيل والتطريز، ولكنه يحتفظ بأصالة جمالية فريدة. وعلى الجوانب، تجد الأعمدة الأخرى التي تحتضن القطع الأيقونية للدار، مثل قلائد Ombelicali الطويلة وخواتم Eternelle، ومجوهرات Cocktail الراقية. وبالمقابل، تستعرض أعمدة أخرى مجموعات Macri و Hawaii و Étoilée و Opera، لتمنح الزوار رؤية فريدة لروائع الفنون المعمارية والطبيعية، وتذكّرهم بأن الأناقة الحقيقية لا تخضع للزمن.

وبعد رحلة سحرية كهذه عبر أروقة معرض بوتشيلاتي، تترك كل غرفة وراءها أثراً كأنها همسة من زمن بعيد. في أركان المعرض، تشعر بأنك قد اكتشفت شيئًا فريدًا، شيئًا لا يمكن للزمان أن يمحوه. تتبدد أضواء المعرض تدريجيًا، لكن أصداء القصص التي رافقتك طوال الرحلة تستمر في الرجوع إلى قلبك، وكأنها أغنية قديمة سوف يتردد صداها في مخيلتك دائما.


وفي كل زاوية، يتسرب إحساس بالحلم إلى مخيلتك، فتشعر وكأنك تسير في مدينة سحرية لم يرها أحد من قبل. وفي كل خطوة تخطوها خارج المعرض، تُشعر وكأنك تغادر عالمًا مليئًا بالذهب والفضة والخيال، تاركًا وراءك قطعة من روحك قد تأثرت بجمال الفن والحرفية والإبداع. وبينما تعبر القنوات المائية، ستظل تذكر هذا المعرض كعلامة فارقة في عالم التميز والإبداع، مما يترك فيك رغبة دائمة للعودة إلى هذا المكان الذي يتحول فيه الخيال إلى واقع حقيقي.

اقرئي ايضًا: تاليتا فون فورستنبرغ الوجه الرائد لحملة Buccellati الإعلانية الجديدة

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث