Claire Choisne تحظى بحريّة واسعة وهذه ثمرة ابتكاراتها الناجحة

في ظلّ الأوضاع الراهنة والوباء الذي اجتاح العالم، كان لنا حديث حصريّ مع Claire Choisne المديرة الإبداعيّة لدار Boucheron التي شاركتنا رؤيتها وخبراتها الشخصيّة من جهة ورؤى الدار العريقة من جهة أخرى وكيفيّة اندماجهما، وما حال إليه الوضع من تبدّل في سلوك صناعة المجوهرات الفاخرة والتقنيّات المستخدمة فيها فضلاً عن التّحديات التي تكلّلت بالنجاح والابتكارات الجديدة. 

كيف تدير Boucheron أمورها في خلال الوباء وهل غيّرت قواعدها وسلوكها للتكيّف مع الوضع الحالي أم أنّها تستكمل طريقها بصورة تقليديّة؟

في الواقع، لم نتوقف يوماً عن العمل أثناء الإغلاق. لا بل واظبت جميع الفرق على العمل، إنّما مع مسار مختلف وخفّة حركة كبيرة لمحاولة العثور على وسائل للنجاح. وعلى الرغم من تشتت فرق العمل وتواجد كلّ فرد منّا في منزله، وانهماكنا في الاهتمام بأسرنا أيضاً، غير أنّنا نجحنا جميعاً وهذا أمر عظيم. وها إنّنا نستأنف عاداتنا إلى حدّ ما، من حيث العمل لكن مع الأخذ بالاعتبار أنّ بعض الأمور تغيّرت بالفعل. وبصراحة، أذهلني رد فعل الدار بأكملها عندما فهمنا طبيعة العمل أثناء الإغلاق، إذ كان أمامنا يوم واحد للاستعداد فحسب، وعملت جميع الأقسام كخليّة نحل، بدءاً من تكنولوجيا المعلومات التي حرصت على تزويد الجميع بأجهزة الكمبيوتر المحمولة، إلى قسم إدارة الاتصالات وما إلى ذلك. وحتى الفرق الإبداعيّة غادرت حاملةً أوراقها وأقلامها وفرشها. كذلك، حرصنا على امتلاك شبكات وطرق للتواصل في ما بيننا عبر التطبيقات وغيرها. لذلك، على الرغم من كلّ ما يحصل، إنّنا نحافظ على الإيجابيّة ونجد الوسائل لتحقيق مبتغانا، ونحن سعداء جداً لأنّنا استطعنا تقديم المجموعة.

"Rêve", "Lumière","Ailleurs", "Impérial"... كلّها كلمات من عناوين مجموعات Boucheron تدعونا إلى الإشراق والسعادة... هل ثمة اندماج بين شخصيّتك وإبداعات الدار؟

إنّني محظوظة كثيراً بالعمل في هذه الدار، لا سيّما مع الرئيسة التنفيذيّة Hélène Poulit-Duquesne. إذ إنّها امرأة رائعة، وتمنحني الكثير من الحريّة، ولهذا السبب بالتحديد يمكنني أن أكون صادقة في ابتكاري. فأنا أعمل ضمن فريق، وتنطلق الأفكار من أذهاننا جميعاً. وبما أنّ الابتكار عبارة عن عواطف ومشاعر، إذاً بالتالي لا بدّ من وجود مزيج بين الأفكار الشخصيّة وهويّة Boucheron أيضاً. وفي النهاية، يجب أن تمثّل ثمرة عملنا الاندماج بين الاثنين. لكن آمل أن أكون صادقة مع الدار، ومع ما أشعر به أيضاً.

يبدو أنك "باريسيّة" في ذوقك وهواياتك ونشاطاتك، هل تعتبرين باريس مصدر إلهام لك؟

أنا باريسيّة بالفعل، لأنّني ولدت في باريس وأعيش فيها معظم الوقت. إنّما لديّ الجانبان في شخصيّتي، حيث أنّني باريسيّة وقريبة من الطبيعة في آنٍ معاً. وبصراحة، أجد أنّ هذه المدينة مذهلة من حيث الهندسة المعماريّة. وصحيح أنّني محظوظة بما يكفي للسفر، لكن في كلّ مرة أعود فيها إلى باريس، أجد أنّه من الجنوني أن يشعر المرء بالملل من مكان يعرفه جيداً إلى هذا الحدّ. وعلاوةً على ذلك، كانت مجموعة العام الماضي مستوحاة من باريس، لا سيّما وأنّ ورشة عملنا تمتاز بإطلالة خلّابة على ساحة Place Vendôme وبرج إيفل وكلّ ما هو رائع في باريس. إذاً بالطبع أعتبر باريس مصدر إلهام. لكن أعتقد أنّ مصدر إلهامي الآخر هو الطبيعة. إنّها رائعة لأنّها ليست من صنع البشر، على عكس الهندسة. ودائماً ما أخبر فريقي بأن يبقوا متواضعين كمصمّمين لأنّ أجمل ما في العالم موجود بالفعل.

من المعروف أنّ الأحجار بشكل عام، سواء كانت ثمينة أو شبه ثمينة، تمدّ بالطاقة الإيجابيّة.. أمّا بالنسبة إلى المجموعة الأخيرة، فهل تعتقدين أنّ الهلام الهوائيّ يتّسم بمزايا خاصّة بدوره؟

سأخبرك ما أشعر به عند رؤية هذه المادّة. بالنسبة إليّ، أجد أنّها تستذكر جمال السماء، وعند النظر إليها أعود طفلة وأشعر بأنّها مادّة غامضة وسحريّة بعض الشيء. بالمختصر، تمدّني هذه الحجارة الخفيفة بسعادة بصريّة جماليّة. وفي الواقع، إنّها تتألّف بمعظمها من الهواء بنسبة 99,8%، ولهذه الميزة أهميّة كبرى، لكنّني لا أعرف أيّ سمة عنها تتعلّق بالطاقة، غير أنّها تبعث في نفسي السعادة.

من ناحية تصميم قطع المجوهرات، هل ينتج عن استخدام أسلاك التيتانيوم أيّ صعوبات فنيّة؟

حتماً، لكنّني أفضل النظر إلى الأمور من الناحية الإيجابيّة. فبرأيي أنّ استخدام أسلاك التيتانيوم أثمر عن الكثير من الحلول، لأنّنا نجحنا بفضلها في تنفيذ الكثير من قطع المجموعة. وهذه المادة أيضاً خفيفة جداً ولها تأثير طبيعيّ صلب بعكس الذهب، وتسمح لنا بتحويلها بمختلف الطرق والأشكال وصبغها بألوان وظلال عدّة. إذاً نعم، من الصعب العمل مع أسلاك التيتانيوم والأصعب هو تلحيمها، لكنّنا نجحنا في تشكيلها في نهاية المطاف. وأكرّر الشكر لفريقي الرائع، إذ يتألّف عقد Nuage En Apesanteur من أكثر من 10 آلاف سلك من التيتانيوم، وهذا عدد هائل. كذلك، أوّد الإشارة إلى أنّ ثني هذه الأسلاك غير ممكن، من هنا تعيّن علينا إعطاءها الشكل المطلوب ثم وضعها على العقد. ولو صنعناه من الذهب، لكانت الخيوط أكبر بكثير وأكثر ثقلاً وخشونة وليس هذا ما نودّ التماسه عند ارتداء عقد يحاكي السحابة على عنقنا.

تشتهر دار Boucheron باحتفائها بالريش والطيور. ما المشاعر التي تعطيها هذه القطع للنساء اللواتي يرتدينها برأيك؟

عملنا على جانبين أساسيّين في هذه المجموعة ويتمثّلان في عاطفتين مختلفتين تماماً، أوّلها الرقّة وثانيهما الحماية. فالخط الأوّل اقتصر على الريش الصغير الزغبيّ الذي عادةً ما نراه يطير مع الهواء أم نجده في اللحاف الدافئ المفعم بالرقّة. أمّا الخط الثاني تحت عنوانBattement d’Ailes فتألّف من الريش المشدود الأكبر حجماً الذي يشعرنا بأنّنا في حماية جناحَي طائر ضخم.

هل تعتقدين أنّ الصيحة الحاليّة تتمثّل في ارتداء هذه القطع الراقية على أساس يوميّ أم أنها لا تزال قطع نرتديها في مناسبات معيّنة فحسب؟

في Boucheron، تتعدّد طرق ارتداء هذه المجوهرات الراقية. إذ يمكن التزيّن بها لاستعراض المجوهرات التي اشتريناها مثلاً أم لإبقائها في الصندوق لتزداد قيمةً. لكنّني أرى شخصيّاً أنّ جمال المجوهرات يتجلّى عند ارتدائها ولا أجد أيّ منطق في عرض القطع في واجهات المتاجر، بالرغم من أنّنا مرغمون على فعل ذلك أحياناً. فحتى في حملاتنا الإعلانيّة الأخيرة، وضعنا بعضاً من المجوهرات على الكنزات، ولا أرى في ذلك خطأ بتاتاً. إذاً للإجابة على سؤالك، نعم وألف نعم لارتداء هذه القطع الراقية يوميّاً، فما المانع في ذلك؟ وأرغب فعلاً في أن تتحلّى النساء بالشجاعة لارتداء المجوهرات الراقية متى وأينما شئنَ، فبذلك سيؤكّدن على أسلوبهنّ الخاص. وسأخبركِ حتّى بتجربة شخصيّة، إذ طلبت توصيل عقد الوشاح وعقد Goutte de Ciel إلى منزلي، وفي ذلك اليوم كنت أرتدي تنورة جينز وقميصاً أبيض وجرّبتهما مع ملابسي تلك، ووجدت إطلالتي رائعة وغير غريبة بتاتاً.

في السياق غير المسبوق لأسلوب الحياة الذي يفرضه علينا فيروس كورونا، كيف تتوقّعين أن تجذبي انتباه الزبونات واهتمامهنّ؟ وهل تزايد عددهنّ هذه الفترة أم لا؟

لن أجيد الإجابة على هذا السؤال لأنّني لا أهتم كثيراً لهذا الأمر. إنّما من الناحية الإبداعيّة، عند ابتكار أيّ مجموعة، آمل أن يقع الناس في حبّ القطع. إذاً لا أودّ التفكير كثيراً بل أريد أن أكون صادقة إبداعيّاً وعاطفيّاً، والفريق من حولي يفعل الأمر نفسه لتحقيق ذلك. وبرأيي أنّنا سنفقد ناحية الابتكار إذا حاولنا التفكير بمنطق في جميع الأمور.

هل من نساء عربيّات يلهمنك على ابتكار إبداعات Boucheron؟

ثمّة امرأة عربيّة تعجبني جرأتها، إنّما لا أعرفها معرفة شخصيّة. هي الشيخة Moza bint Nasser. ففي بعض الأحيان أشاهد صورها عبر الانترنت وأرى في أسلوبها الكثير من الجرأة والأناقة. ومن الواضح أنّها تحبّ المجوهرات الجميلة وكذلك أحبّ القوّة التي تعكسها.

اقرئي أيضاً: ما الذي جمع كلٌّ من Nour Arida وJessica Kahawaty وSaira Arshad؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث