في المملكة العربيّة السعوديّة، أصبح تمكين المرأة وتوظيفها في قطاع الأزياء واحداً

​تؤدّي صناعة الأزياء اليوم في المملكة العربية السعودية دوراً مهمّاً في الإرتقاء الإقتصادي بشريحة كبيرة من النساء الفقيرات والضعيفات بفضل المنظمّات غير الربحيّة مثل "نمط". تقوم هذه المنظّمة الاجتماعية بدمج النساء اللواتي يعشنَ خارج المراكز الحضريّة في الاقتصاد الوطني، ممّا يمكّنهنّ من المساهمة في الازدهار الاقتصاديّ والاجتماعيّ للمملكة من خلال إعادة تعريف إمكانات التصنيع في السعودية. أسّست شركة "نسما"، التي يملكها القطاع الخاصّ، هذه المنظمّة في العام 2009 كـ"مركز نسما للتطريز والخياطة"، وبدأت رحلة "نمط" كمبادرة المسؤولية الاجتماعية للشركات التي تم إنشاؤها لتوفير فرص عمل لـ40 امرأة تعاني إعاقات في النطق والسمع. لمعرفة المزيد عنها، كان لنا حديث مع نائب رئيس شركة "نسما" والرئيسة التنفيذيّة لـ"نمط" نورة التركي. فتشاركنا في إدارة الشركات، حيث تعمل كعضو في مجلس إدارة "نسما" وفي الكثير من المجالس الفرعيّة ولجان مجلس الإدارة، بما في ذلك لجنة التدقيق والمخاطر، والترشيحات والمكافآت، وإدارة الشركة.

اقرئي أيضاً: اختاري الإطلالة المناسبة لرمضان... إليك بعض النصائح من خبيرة في الموضة!

​"أهتمّ كثيراً بتعزيز التنوّع والابتكار والاحترام والتميّز في أماكن العمل لدينا" نورة التركي، نائب رئيس شركة "نسما" والرئيسة التنفيذيّة لمنظّمة "نمط"

النمطُ هو أيضاً الشكلَ والطراز والنوع وأسلوب الموضة، لكن ما الذي يعنيه لك وما هي مهمّة "نمط" الأساسيّة؟
لقد أعدنا مؤخراً تسمية مؤسستنا الاجتماعية "نمط"، لنتذكّر كلّ يوم أهدافنا الطموحة. كلمة نمط لها معاني متعدّدة في اللغة العربيّة وتتعلّق جميعها مباشرةً بمهمّتنا. المعنى الأوّل هو "نمط الحياة": ونحن نغيّر نمط حياة النساء في المناطق الريفيّة حتّى يتمكّنّ من المساهمة في الاقتصاد وفي الأمن الماليّ لأسرهنّ وفي نموّهنّ الشخصيّ وتطورهنّ. المعنى الثاني هو "نموذج أوليّ"، وهذا يذكّرنا بالحفاظ على معايير الجودة العالية في تصنيع الملابس ليحصل الزبون على ما يطلبه تماماً، مراراً وتكراراً. ويرسم المعنى الثالث لكلمة "نمط" الصورة النهائية، لتشمل كلّ المملكة العربية السعودية فتنتشر مراكز إنتاج في كلّ مكان حتّى تضمّ جميع النساء من المناطق الريفية في الاقتصاد السعودي. لذا فإنّ مهمتنا تكمن في إنشاء مراكز إنتاج مستدامة في القرى السعوديّة، لخلق فرص عمل وضمان الشمول الماليّ للمرأة من خلال إنتاج الملابس عالية الجودة للشركات الصغيرة والكبيرة.

​ما هي مشاريعك الأخيرة ومخطّطاتك للعام 2022؟
عزّزت استثماراتنا الأخيرة في التدريب الفنيّ والإدارة الرشيقة الثقة لدينا في أنّ موظّفاتنا المدرّبات تدريباً عالياً مستعدّات لتقديم المزيد. لدينا خطط طموحة للعام 2022 إذ نهدف إلى تعريف الناس أكثر على "نمط" وتشجيع الجميع على إنتاج ملابسهم محلياً وبطريقة مستدامة وبجودة عالية. وسواء كنت صاحبة مطعم أو دار أزياء أو شركة، فإن ما يرتديه موظّفوك وزبائنك مهمّ. ونريد من الجميع أن يبدأوا بالتعاون مع "نمط" ويروا النتائج. كما أنّنا نحاول أيضاً الوصول إلى شركاء جدد، حتى نتمكّن من إنشاء مركزَين إضافيَّين للخياطة والتطريز هذا العام بهدف خدمة مجتمعات ريفيّة جديدة. في العام 2022، نطمح إلى توفير 100 وظيفة إضافيّة للمرأة في المناطق الريفيّة في المملكة العربيّة السعوديّة.

كيف تجدين إمكانيّات المرأة السعوديّة اليوم وما دورها في صناعة الأقمشة في المملكة؟
تتخطّى إمكانيّات المرأة السعوديّة اليوم حدود صناعة الأقمشة فحسب. فهي تتمتّع بمزيج ناجح من التعليم والمهارات، بالإضافة إلى الطموح والرؤية والعزم للتقدّم ولتصبح رائدة أعمال وتقود شركات وتشارك في مجالس إدارة المنظّمات في القطاعين العامّ والخاصّ.

​

لمَ تمّ اختيار النساء اللواتي يعانينَ مشاكل في النطق والسمع لتقديم الوظائف لهنّ وليس لأخريات لديهنّ احتياجات خاصّة أو إعاقات أخرى؟
في الواقع، تأسّست "نمط" في العام 2009 بالتعاون مع نادي الصمّ في جدّة لخلق فرص عمل للنساء اللواتي يعانينَ الإعاقة السمعيّة والكلاميّة ليكنّ جزءاً من نسيج المجتمع الأكبر. ومنذئذٍ، وسّعنا مهمتنا للتركيز على توفير فرص العمل للنساء في المناطق النائية. لكنّنا حافظنا على التزامنا بأن نكون بيئة عمل صديقة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة، بحيث يمكن لأي شخص يبحث عن عمل أن ينضمّ إلينا من دون أي قيود. ولهذا السبب، إنّ "نسما" عضو مؤسّس في شبكة "قادرون" لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفّر التدريب والاستشارات لأيّ منظّمة تسعى إلى إنشاء مكان عمل صديق للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة.

كيف تصفين اندماج المجتمعات الريفيّة في الاقتصاد السعودي؟
من المثير جداً للاهتمام أن نرى أعداد المشاريع التي تُقام في كافّة أنحاء المملكة ضمن رؤية 2030. وأنا أدعم المنظمات مثل مشروع "نيوم" وشركة البحر الأحمر للتطوير والهيئة الملكية لمحافظة العلا التي تتواصل مع المجتمعات المحليّة المجاورة لمراكز عمليّاتها من أجل دمجها في التحوّل.

​هلّا تخبرينا عن شراكة "نمط" مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ومركز قيطان للخياطة في الدمام؟
نحن محظوظون جداً لاكتساب ثقة وشراكة منظّمات محترمة تؤمن بمهمّتنا وتشاركنا رؤيتنا. كانت شراكتنا مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا أوّل شراكة بارزة لنا إذ بنينا مركزاً للخياطة والتطريز لنساء ثول. وفي الوقت نفسه، من خلال التعاون بين "نسما" وأرامكو السعودية وجمعية الرحمة الطبية أنشأنا مركز قيطان للخياطة والتطريز الذي ندير أعماله في "نمط" وفقاً لمعايير الإنتاج والأخلاق نفسها. وبفضل الشراكات مع الأفراد والمنظّمات المتشابهة في التفكير، ستحقّق "نمط" أهدافها.

اقرئي أيضاً: معرض "جاك رمضان" يقدّم أعمال مصمّمين سعوديّين