Fashcultivate يكسر الحواجز بين الموضة وهذه المجالاتف

التصوير: Maximilian Gower

التنسيق: Jessica Bounni

Fashcultivate معرضٌ مستوحى من نخيل التمر ودوره ومكانته كرمز لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة وتاريخها الغنّي في المنطقة. وطوال المعرض، شكّلت هذه الهديّة العربيّة الطبيعيّة مصدرَ إلهام لبعض من أبرز الفنّانين والمصمّمين في المنطقة الذين تمّ تكليفهم بابتكار قطع تستعرض مختلف وظائف نخيل التمر وبنيته وملمسه. واستمتعت ماري كلير العربيّة بحضورFashcultivate والتحدّث إلى مصمّمة الأزياء ورائدة الأعمال Khulood Thani، وكذلك Fatma Al Mahmoud رئيسة 1971-Design Space، اللتين أشرفتا على تنظيم هذا المعرض المذهل الذي سيستمرّ حتّى الثامن من فبراير 2020 في 1971-Design Space في الشارقة.

"تُعَدّ الاستدامة إحدى الركائز الرئيسة التي وضعناها عند تنسيق هذا المعرض"، هذا ما أخبرتنا به Fatma Al Mahmoud رئيسة 1971 - Design Space، مساحة التصميم المتعدّدة الوظائف المخصّصة لعرض جميع أشكال التصميم المعاصر ومناقشتها. وحدّثتناFatma التي سبق لها أن نسّقت معارض متنوّعة وبرامج عامّة عمّا يميّز Fashcultivate: "من خلال البحوث التي أجريناها والأعمال التي قمنا بها، أردنا استكشاف استخدام نخيل التمر كجوهر لهذا المعرض، وكذلك الاحتفاء به من خلال تجسيد نتائج هذه الأعمال والبحوث في إمكانيّة ابتكار نسيج جديد من نخيل التمر نفسه". وتعقيباً على كلام زميلتها، تضيف مصمّمة الأزياء Khulood Thani أنّ الهدف الرئيس قضى بفتح الحوار على إمكانيّات جديدة وعلى طرق تفكير تشجّع على الابتكار والإبداع، وكذلك على تسخير الأزياء المعاصرة كوسيلة للتوثيق الثقافي وإنشاء المحتوى. فتقول باعتداد: "بكلّ فخر، نعمد مع Fashcultivate إلى محو الحدود غير المرئيّة بين الموضة وغيرها من مجالات التصميم، خاصّةً في ما يتعلّق بالتصوّرات حول معارض التصميم".

حوار الثقافات

جمع المعرض تحت رايته مصمّمين إماراتيّين أمثال Khalid Mezaina وAsma Al Mazrouie وMaryam Omaira وHessa Al Suwaidi، ومصمّمين إقليميّين مشهورين أمثال Faissal El-Malak وShahd Al Shehail وHala Kaiksow. وليزيد الحدث تميّزاً، تمّ تكليف المصمّمة الداخليّة ومصمّمة المنتجات الإماراتيّة Alya Al Ghfeli بابتكار تصميم مخصّص للمعرض يدمج موضوع نخيل التمر ويظهره في تفاصيله. والملفت أنّ المشرفتين المنظّمتين بحثتا عن مصمّمين يعكسون ممارسة راسخة للاستدامة في أعمالهم وتصاميمهم، لا سيّما أولئك الذين يتمتّعون بخلفيّة عمل في عالم الأزياء والمنتجات والنسيج. وعن هذه النقطة تقول Fatma: "بالنظر إلى الأهميّة المحليّة والإقليميّة لنخيل التمر، أردنا ضمّ مصمّمين من الإمارات ومنطقة الخليج". وتضيف Khulood: "إنّنا فخورون جدّاً بالرحلات الاستكشافيّة التي خاضها كلّ مصمّم، بدءاً من إلهامه وأبحاثه ووصولاً إلى تصاميمه النهائيّة إمّا مع المنسوجات أو مع ملابس الموضة، ويسرّنا أن نشارك هذه الرحلات مع الجمهور." ومن البديهيّ طبعاً أنّه إلى جانب تطوّر الفنّ والتصميم في المنطقة، يساعد هذا النوع من المعارض الأفراد على فهم ثقافتهم الخاصّة. حتّى أنّ Fatma تعتقد أنّ المعرض قد يلعب دور أداة تنمية تساعد على أن تشهد المنطقة حواراً ثقافيّاً مع البلدان الأجنبيّة. وتعلّق بالآتي: "من خلال الممارسات الكثيرة التي تحصل الآن في جميع أرجاء المنطقة وتتجسّد في المعارض، ونظراً إلى تجدّد الحرف التقليديّة اليوم، بتنا نرصد رؤى ومفاهيم جديدة يطوّرها الفنانون والمصمّمون في ثقافاتهم الخاصّة. ولأنّ التصميم المعاصر يسهم في تعزيز الحوار الثقافي ودعمه، بالتالي فإنّ تطوّر الفنون والتصميم في المنطقة فتح طرقاً جديدة للتفاهم والتعايش بين الثقافات على الصعيدين الإقليميّ والدوليّ، وهذا دور حيويّ يضطلع به الفنّ والتصميم داخل مجتمعنا".

نخيل التمر والاستدامة في التصميم

تماماً كما ذكرنا أعلاه، فإنّ النخيل مصدر إلهام هذا المعرض. ويمكن ملاحظة مدى تعلّق المشرفتين المنظّمتين بهذا الرمز، حتّى أنّ Fatma تشرح لنا ما يعنيه النخيل بالنسبة إليها: "يُعَدّ نخيل التمر رمزاً مؤاتياً لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة نظراً إلى تاريخه الغنيّ كمصدر تغذية ومأوى لمجتمعاتنا، وبفضل توفيره المواد اللازمة للأدوات اليوميّة. وما برح نخيل التمر اليوم جزءاً من حياتنا اليوميّة بدءاً من الطعام الذي نتناوله وحتّى في البلدان المحيطة بنا. ونظراً إلى كونه مصدراً مستداماً للمواد، يلعب دوراً أكبر في الأقمشة التي نستخدمها". أمّا بالنسبة إلى Khulood، فتتبادر إلى ذهنها دائماً ذكرى محدّدة حينما تفكر في أهميّة نخيل التمر: "في صغري، كنت أشاهد والدي يُغذّي أشجار النخيل في مزرعتنا، وأرى أنّ طريقته الرقيقة والعاطفيّة في الاعتناء بها تمثّل الرابط الثمين بين نخيل التمر ومجتمعنا، وبين الطبيعة والحضارة".

ونظراً إلى أنّ الاستدامة تمثّل إحدى الركائز الرئيسة لهذا المعرض،يمكن استخدام مواد مستدامة مصنوعة من نخيل التمر للتشجيع على تطوير الإنتاج الصديق للبيئة. وتشدّد Khulood على أهميّة الاستدامة في التصميم بالقول: "الاستدامة هي المستقبل، ولا يمكننا تفادي هذا الواقع ولا التغاضي عنه. والرائع أنّه ثمة أشكال كثيرة لها، وكلّها أساسيّة لمواصلة التطوّر والاستثمار كجزء من جهودنا الجماعيّة نحو الاستدامة ". وتضيف: "إنّنا فخورون بتعاوننا مع مجلس الحرف المعاصرة Irthi في الشارقة في مشروع بحثي يهدف إلى تقييم إمكانيّة إنتاج نسيج جديد من سعف شجر النخيل، بحثاً عن حلول مبتكرة وفرص جديدة". وكجزء من المعرض، أجرى مجلس الحرف المعاصرة Irthi بحوثاً على يد الدكتورة Sandra Piesik. ولإيضاح هذه الخطوة، تشرح Fatma: "تعمل الدكتورة Piesik مع الجامعات والمختبرات لفحص أوراق النخيل بطرق مختلفة. وسبق أن استكشفت استخدام المواد المستدامة المصنوعة من النخيل لتشجيع تطوير الإنتاج الصديق للبيئة". ثم تضيف: "كانت مشاهدة تطوّر البحث من خلال تحديثات Piesik غاية في التشويق، لا سيّما وأنّ هذا عمل لم يسبق له مثيل من شتّى الجوانب. وخضنا المشروع متفائلين إنّما بدون توقّعات كبيرة جداً، وسعدنا بالتقدّم الذي أُحرز".

تطوّر الفن ودور المرأة

ماذا عن تطوّر مشهد الفنّ والتصميم في المنطقة وعن دور المرأة فيه؟ تجيب Fatma: "يسرّني أنّني شهدت نموّ مشهد الفن والتصميم وتطوّره في دولة الإمارات العربيّة المتحدة والمنطقة ككلّ. وأشعر بالفخر لما وصل إليه الفنّ العابر للمجالات والتصميم في الإمارات العربيّة المتّحدة، وما زلنا نجري الاختبارات من حيث الشكل والممارسة. ويُعَدّ معرض Fashcultivate للتصميم القائم في صالة عرض والذي يتضمّن قطعاً من الأزياء والمنسوجات مثالاً على كيفيّة تطوّر هذا المشهد من نواح كثيرة." وتعتقد المنسّقة أنّ النساء يلعبنَ دوراً رائداً في تحديد معالم هذا المشهد الفنيّ قيد التطوّر، منذ أن أصبحت الفنّانات والمصمّمات والقيّمات والمديرات في الواجهة من حيث إقامة أبرز المعارض والمبادرات الأكثر شهرةً في الإمارات العربيّة المتّحدة، فتضيف: "من الأمثلة الرائعة على ذلك، أذكر Sheikha Hoor Al Qasimi التي من خلال دورها كرئيسة ومديرة مؤسّسة الشارقة للفنون SAF، برزت كرائدة في مجال الفنون". وعندما سألنا Khulood إذا ما تعتقد أنّ المصمّمات والمنسّقات يعالجنَ حقوقهنَّ وهوياتهنَّ في أعمالهنَّ، وإذا ما كانت أصواتهنَّ تُسمَع من خلال تصاميمهنَّ، أجابتنا قائلة: "تُعتبَر كلّ الأعمال الإبداعيّة، بشكل أو بآخر، تعبيراً عن الذات والهويّة. فالتصميم والفنّ أفضل الأدوات وأكثرها تحضّراً، ويمكننا من خلالهما التواصل إذا ما استمرّينا في خلق الفرص للمصمّمات والمنسّقات، ستصل الرسالة حتماً".

نظرة نحو المستقبل

بعيداً عن هذا المعرض، تتمتّع هاتان السيّدتان بحسّ قويّ من حيث مستقبل مهنتيهنّ. فـKhulood ليست مصمّمة أزياء فحسب، لا بل رائدة أعمال أيضاً. وقبل إطلاق علامتها التجاريّة Bint Thani في العام 2012، قضت سنوات كثيرة في اكتساب خبرة في بيئة الشركات. وفي العام 2010، قرّرت أن تبدأ العمل في مجال إدارة الأزياء، وتطوّر مهاراتها الإداريّة والتصميميّة في الشركات. ومنذ إطلاق علامتها التجاريّة، نجحت في تطوير مجموعة من المهارات، وتؤمن بأنّ رحلة المعرفة لا تنتهي قطّ. وصحيح أنّ علامتها التجاريّة محليّة، إنّما تلهم الكثيرات من حول العالم. فكيف تنجح في جعلها عالميّة؟ "عندما يتعلق الأمر بمفاهيم مثل توطين الاتّجاهات العالميّة وعولمة العادات والمفاهيم المحليّة، ما مِن إجابة واحدة. إذ أؤمن بأهميّة الحلول الإبداعيّة والاستراتيجيّات المحدّدة لكلّ مفهوم. إنّما قبل كلّ شيء، أعتقد أنّه من المهم أن نفكر دائماً خارج نطاق المألوف".

وبالمقابل، ترغب Fatma في أن يصبح 1971 - Design Space مركزاً للتصميم الإقليميّ والدوليّ في الإمارات العربيّة المتّحدة وأن تعمل مع المصمّمين المحليّين والمهندسين المعماريّين والمدارس والجامعات. ما الأدوات التي تستخدمها لتحقيق هذا الهدف؟ "نهجنا متعدّد الأوجه، إذ إنّنا نقيم معارض ومبادرات وبرامج عامّة تهدف إلى استكشاف شتّى أشكال التصميم المعاصر وإشراك المجتمع المحليّ. وكذلك نتعاون مع المؤسّسات على الصعيدين الإقليميّ والدوليّ بطرق متنوّعة، ونعمل أيضاً عن كثب مع المصمّمين ومؤسّسات التصميم في جميع أنحاء المنطقة مع استمرارنا في النموّ والتطوّر بغية أن يصبح 1971 - Design Space مركزَ تصميم إقليميّ ودوليّ.

اقرئي أيضاً: دبي تُرسّخ مكانتها كوجهة إقليميّة للإبداع

العلامات: Fashcultivate

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث