وسط الصمت الذي يعمّ البلاد، Giuseppe Zanotti ينصت إلى إبداعه

الإعداد: Farouk Chekoufi

بين الحرفيّة الإيطاليّة والعقليّة الإبداعيّة، يصوّر لنا فيزا بيتي زانوتي Giuseppe Zanotti مزيجاً انسيابيّاً متناغماً على شكل أحذية تحتضن أقدامنا بأناقة ورقي. وحتى اليوم وسط "الكابوس" الذي نعيشه، على حدّ قول المصمّم، لم يستسلم Zanotti للملل، إنّما تعلّم الإصغاء إلى الصمت والتمسّك بعمله ولو بوتيرة أكثر بطئاً. وهكذا يعيش أيّامه وسط كورونا...

ما الإجراءات اللازمة التي تتّخذونها للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ؟

جميعنا على علم بالتدابير التي يجب اتّخاذها: ألا وهي ارتداء الأقنعة والقفازات والحفاظ على مسافة معيّنة بيننا وبين الآخرين وتجنّب الأماكن العامّة والمزدحمة والبقاء في المنزل. لكن نظراً إلى أنّنا معزولون بالفعل، فلا يمكننا فعل خلاف ذلك. إنّما يبقى التدبير الأكثر أهميّة الحفاظ على التركيز وعدم التلهّي، إذ يمكن لأيّ تفصيل صغير أن يشتّت انتباهنا ويدخلنا إلى هذا الكابوس.

نظراً إلى تواجدك في المنزل الآن، ما أكثر ما يلهمك من محيطك وماذا تفعل في هذه الفترة الصعبة؟

بما أنّني مضطر للعمل من المنزل الآن، أحضرت الكثير من المواد من مكتب العمل وأعددت مكتباً منزليّاً خاصّاً بي. لكن حتّى إن كنّا معزولين جسديّاً، غير أنّني وفريقي على اتصال دائم، ونصبّ تركيزنا جميعاً على المجموعات الجديدة. ومن المهمّ بالنسبة إليّ أن أركّز على عملي، لأنّه بمثابة حلم يلهيني ويساعدني على مواجهة هذه الأوقات الصعبة.

هل بتّ تهتمّ أكثر بالأطباق التي تتناولها أو ربّما تتبع روتيناً غذائيّاً جديداً؟

في الواقع، تغيّر نظامي الغذائيّ تماماً. فقبل الوباء، قضيت 40٪ من وقتي في السفر بالطائرات أو القطارات. لذا كنت أمزج بين الوجبات السريعة والأطباق التي نالت ثلاث نجوم ميشلان. ولا بدّ لي من القول إنّني أفتقد ذلك قليلاً! إنّما بالمقابل، تبقى الوجبات في المنزل أكثر صحة. فضلاً عن ذلك، لديّ الكثير من حيوانات المزرعة منها الدجاج، وبالتالي لا أعاني نقصاً في البيض الطازج، ولا في اللحوم والخضروات التي تمدّني بالفيتامينات. والخبر السارّ أنّني سأفقد بعض الوزن!

كيف ترى النظام الاقتصاديّ الجديد؟ كيف سنستهلك بصورة مختلفة ومستدامة؟

لسوء الحظ، ستؤثر نتائج هذا الكابوس على الاقتصاد والمجتمع بشكل كبير. وهذه تجربة لن ننساها يوماً، لكنّها المرّة الأولى التي يتّحد فيها الناس في جميع أنحاء العالم ويضعون الصحّة كأولويّة لهم. إنّما بالمقابل، علينا أيضاً أن نكون واقعيّين بشأن الآثار الكارثيّة على الاقتصاد. بحيث سيتعيّن علينا في المستقبل أن نعتمد على الخبرة ونبدأ من جديد ونضاعف استثمارنا في الصحّة والسلامة.

كيف تشغل أيّامك؟

أمشي كثيراً مع كلبي في حديقتنا وأحبّ الطهي أيضاً، لذا بتّ أقضي المزيد من الوقت في المطبخ! وصحيح أنّ وتيرة حياتي تباطأت اليوم، إلّا أنّني أستمر في إجراء اتّصالاتي عبر الهاتف وإرسال البريد الإلكتروني والعمل حتى ولو كان ذلك أقلّ من المعتاد.

ما شعورك حيال تأثّر صناعة الرفاهيّة والأزياء بفيروس كورونا؟

سيسهم هذا الوضع الجديد في إعادة تعريف الموضة وتغيير عادات المستهلك؛ وسيقرّر من نحن ومن نريد أن نكون، إذ إنّنا بشر ضعفاء وغير مستقرّين. حاليّاً، إنّنا نعيش حالة تحكمنا وتغيّر عاداتنا، من ضمنها الإبداع. وبالنسبة إليّ، أرى أنّ الجمال عبارة عن عاطفة نحن بحاجة إليها بطريقة أساسيّة وبدون أيّ هدر.

كيف يمكننا أن نخرج منتصرين ونعود إلى حياة صحيّة بعد هذا الوباء، برأيك؟

علينا الالتزام بقواعد السلوك المؤقتة الجديدة، ونحتاج أيضاً إلى التفكير بشكل إيجابيّ ومواصلة التركيز على المستقبل. في الحقيقة، إنّني أستمر شخصيّاً في العمل مع منظور مستقبليّ، فنحن ولدنا لنترك بصمة لنا وللآخرين؛ وسنستأنف العمل مع احترام أكبر لمختلف الثقافات والأعراق. حيث أنّ العالم تغيّر، وكلّ المدن أصبحت عالميّة ومتعدّدة الأعراق، لكن لدينا جميعاً المشاعر نفسها، وجميعنا على قدم المساواة في ما يتعلّق بالمرض.

ماذا يمكن لدار الأزياء الخاصّة بك أن تعلّمنا لتحثّنا على العيش في عالم أفضل؟

إنّ الصمت هو أكثر ما فكّرت فيه في الأيام الأخيرة، حيث اختفت حركة المرور والضجيج. وليس من صراخ، إنّما همس فحسب. لذا تعلّمت الاستماع إلى الصمت وإلى نفسي. وآمل أن يؤدّي ذلك إلى توازن جديد في الحياة وفي العلاقات مع الآخرين، حتّى بعد انتهاء الكابوس.

اقرئي أيضاً: حصريّاً: مؤسّس مجلس الأزياء العربي يمنح المصمّمين منصة مجانيّة لتسويق أعمالهم

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث