لهذه المصمّمة أسلوب خاص يجمع بين تصاميمها وقيمها الإسلاميّة
- 09.09.2020
- إعداد: جيسيكا بنّي
كشفت مصمّمة الأزياء في أسبوع الموضة في لندن Elle B Mambetov البالغة من العمر 26 عاماً، عن خط الأزياء النسائيّة Elle B.Zhou في خلال عرض رقميّ مذهل زيّنته عارضة الأزياء Shahad Salman. وانطلقت المصمّمة إلى العالميّة حيث بات اسمها أشهر من نار على علم من خلال مجموعتها الرائعة والجريئة من الأزياء المحتشمة والأدوات المنزليّة. تعرّفي إليها عن كثب في هذه المقابلة!
- كيف ولدت علامة الأزياء النسائيّة Elle B.Zhou؟
ولدت Elle B. Zhou في لندن، ydv أنّها ولدت من جديد عندما انتقلت إلى عالم الأزياء المحتشمة. إذ قبل اعتناق الإسلام، قمت بتصميم وصنع الملابس للجمهور الواسع، وبطريقة ما اتبعت الخط الاعتيادي السائد. حيث دمجت قطعاً محدّدة اعتقدت أنها ستكون مناسبة لأحد المشاهير تارةً، وتارةً أخرى صنعت قطعاً غير متقنة لتناسب تلك الحاجة. وأعتبر إعادة إحياء Elle B. Zhou أمر بالغ الأهمية من نواحٍ كثيرة لأنه يعكس رحلة حياتي ككلّ. ومؤخراً سئلتُ عن شعوري عند التحوّل إلى الإسلام، والكلمة الوحيدة التي خطرت في ذهني هي الوطن، إذ شعرت وكأنّني وجدت نفسي أخيراً. إنّ كلمة Zhou تعني الاكتمال في اللغة الصينيّة، كما أنّني عشت في Guangzhou حيث تعلمت تقنيّات التصنيع من عمال مصنع Prada وغيرهم من المتخصّصين في هذا المجال؛ إذاً يبدو أنّ مصطلح Zhou مناسب الآن أكثر من أيّ وقت مضى، لأنني بلغت منزلي واكتملت بعد أن اعتنقت الإسلام. وبالفعل، إنّني سعيدة جداً بأنّ أعكس هذا الشعور السلمي بالعودة إلى المنزل في تصاميمي.
- كيف تدمجين تصاميمك للمرأة العصريّة مع قيمك الإسلاميّة؟
لم تكن مجموعاتي مستوحاة من قيمي الإسلاميّة فحسب، إنّما ولدت علامتي التجارية مجدداً من صلب تلك القيم. لذلك كلّما تعمقت معرفتي وفهمي، إن شاء الله سأستمر في التعبير عن تطوّرات المعرفة من خلال التصاميم بالطريقة التي أفهمها فيها. كذلك فإنّ معرفة ديني أمر غاية في الأهميّة، هذا بالإضافة إلى صنع ملابس لأشخاص مثلي يحلمون بارتداء قطع معيّنة لم تكن مناسبة تماماً لهم في السابق. فالحقيقة أنّني مررت بتجارب كثيرة حيث أردت ارتداء قميص أو فستان، ووجدت عقلي يتأرجح ويحسب جميع النواحي، في محاولة إيجاد طريقة لارتداء قطعة معيّنة بشكل محتشم. من هنا، هدفت إلى إنشاء قطع جميلة وقابلة للتكيّف بسهولة بدون الحاجة إلى العمليات الحسابيّة والقياسات مِن قِبل المستهلك الذي يريد الاستمتاع بالقطعة فحسب. وبطبيعة الحال، ستتمكن المستهلكات من رؤية هذا المزيج بين قيمي وتصاميمي الإسلاميّة بشكل أوضح في مجموعتي القادمة.
- مَن عارضة الأزياء المفضّلة لديك وكيف تلهمك؟
أرى الكثير من العارضات الجميلات على إنستجرام يرتدين الحجاب بشكل جميل. بحيث يداعب النسيج وجههنّ بشكل مثالي ويبدون مذهلات. وبصراحة، عانيت كثيراً في ما يتعلّق بارتداء الحجاب، والجمال الذي رأيته لدى غيري من النساء وفي أسلوب حجابهنّ، لم أشعر بأنّه يشبهني. فنظراً إلى أنّني لم أولد في الإسلام، بدت فكرة تغطية شعري وكأنّها أمر لن أفعله أبداً. وصحيح أنّني أعجبت كثيراً بالجمال الذي رأيته لدى الآخرين، لكن عندما جربته في المنزل خارج الصلاة وتجرأت على الخروج به، شعرت بعدم الارتياح. والواقع أن أحداً لم يجبرني على ارتداء الحجاب إلّا أنّني احتجت إلى إيجاد طريقتي الخاصة. لذا بصفتي مصمّمة أزياء، فأنا ألجأ إلى الإبداع وأختار دائماً الأقمشة والإكسسوارات وآتي بالأفكار لتطوير مظهر جديد. من هنا، عندما قررت أنّني أرغب في التغطية الكاملة، أدركت أنّ اتباع نهج مصمّم الأزياء سيكون الطريقة الوحيدة للقيام بذلك. وطبعاً، تلقيت الانتقادات من بعض المسلمين الذين يقولون إن الطريقة التي أغطي نفسي بها خاطئة، وهذا أمر محبط لشخص اختار اعتناق الإسلام، فهذه خطوة كبيرة على المرء أن يقرر بنفسه اتخاذها في عقيدته ودينه. والحقيقة أنّني محتشمة تماماً إذا جاز التعبير. بحيث يتألف حجابي دائماً من ثلاث طبقات: أوّلها قبعة رفيعة تمسك بشعري كلّه بإحكام، ثم حجاب أسود يغطي رأسي وأذني وعنقي وصدري، والطبقة الثالثة تجسّد ما أودّ ارتداؤه كلّ يوم. فعلى سبيل المثال، بالنسبة إلى إطلالاتي على تلفزيون CBS، كانت الطبقة الثالثة عبارة عن قماش معدني خفيف ثم طبقات إضافيّة مع سلاسل. وأودّ أن أختم بالقول إنّني تأثرت كثيراً بشجاعة عارضات الأزياء المحجبات، واستخدمت هذا الإلهام لإيجاد إسلامي والعثور على طريقة تغطية تمثّلني.
- كيف تقوم بتغيير مفهوم الموضة المحتشمة إلى أمر فريد تماماً؟
هدفي أن أملأ مساحة يكون فيها الناس مثلي يائسين لارتداء الملابس التي تعبّر عن شخصيتهم وهويتهم وثقافتهم وأيديولوجيتهم بدون أيّ تنازلات. وأملي أن أغيّر مفهوم الموضة المحتشمة من خلال الابتكار والمطبوعات والألوان والطابع العمليّ؛ أي بما يعكس تجربتي الشخصيّة وكفاحي لارتداء ملابس محتشمة. لأنّ أحد أبرز المفاهيم الخاطئة عن الموضة المحتشمة أنّها تعني أن تكون المرأة ببساطة مغطاة. ومع ذلك، يجب أن يبقى الثوب محتشماً سواء أكانت المرأة واقفة، أو جالسة أو تركض وما إلى ذلك. إذ إنّ أسوأ ما قد يحصل بالنسبة إليّ هو عندما أرتدي قميصاً غير طويل بما فيه الكفاية، أو قصّة منخفضة جداً عند الياقة، ويتعيّن عليّ حينها أن أستمر في تسوية حجابي. في هذا الصدد، تهدف رؤيتي إلى أن تكون هذه الأنواع من الملابس كافية لأشخاص مثلي. والحقيقة أنّ صناعة الأزياء على خطأ من هذه الناحية. لذا آمل أن أكون قادرة على الاستمرار في صنع الملابس التي تتخطّى الحدود من حيث المظهر والحس الإجمالي للملابس المحتشمة وتفتح الأبواب لإعادة تصوّر هذا الجزء من الموضة.
- ما الذي ينقص الموضة العربيّة في دول الخليج؟ وما الذي يلهمك حيال ذلك؟
برأيي أنّ الحيوية والابتكار من حيث الألوان أمرين تفتقر إليهما الموضة العربيّة. لقد لجأنا بطريقة ما إلى لوحة ألوان واحدة تترك لنا خيارات قليلة، بينما ثمة جمال وتفاصيل معقدة في الملابس. إنّما عندما أبحث عن علامات أثناء العيد أو قبله، ألاحظ أنّ كلّ القطع تبدو بالشكل نفسه. بكلمات أخرى، أرى التصاميم نفسها لكن ربما تختلف القصّة أم نمط التطريز قليلاً. وعندما أبحث عن علامات للحجاب، أجد أنّها كلّها تستخدم لوحة الألوان الناعمة نفسها من البيج والوردي الفاتح والظلال الرقيقة. وبالتالي، لا ألمس فيها أيّ حيويّة ولا إمكانيّة للتفرّد. وإنّني على يقين بأنّ تصاميمي ليست للجميع، إنّما أظن أنّه ثمة مجموعة كاملة من الأشخاص الذي يشكّلون جزءًا من عالم الموضة المحتشمة يبحثون عن شيء مختلف، ويضطرون إلى تنسيق خزانة ملابسهم باستخدام العلامات السائدة لابتكار المظهر الذي يحاولون تحقيقه. وعندما اعتنقت الإسلام، لم أنجح في العثور على ملابس تدعمني في خلال تلك الفترة الانتقاليّة. إذ أردت أن أغطي نفسي، ولكنّني لم أكن معتادة ذلك الأمر ولم يكن ثمة تصاميم لأشخاص مثلي. واضطررت إلى تنسيق خزانة ملابسي شيئاً فشيئاً في محاولة لاكتشاف كيفيّة ارتداء ملابس محتشمة ومريحة.
- ماذا يمكنك أن تخبرينا عن ما يكشفه الإنترنت في العالم الجديد وكيف كان حجرك المنزلي؟
شخصيّاً، دفعني إجراء العرض التقديمي الرقمي والمناورة حول قيود وإجراءات فيروس كورونا إلى استكشاف عوالم أخرى من الإبداع. حيث كان من الممتع معرفة المزيد عن صناعة أخرى هي التكنولوجيا وكيف أنّه من شأنها أن تدعم الموضة. ففي بعض النواحي، أصبحت صناعة الأزياء مملة. بينما أجبر الوباء المصمّمين على أن يكونوا مبتكرين، وأن يفكروا في كيفيّة إنشاء تجربة رائعة للمستهلكين، منذ البداية وإلى النهاية. ومن نواح كثيرة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إحياء العنصر الإبداعيّ في صناعتنا بينما نختبر مستويات مختلفة من العروض التقديميّة الإبداعيّة. وبصراحة، كان قراري في التحول الرقميّ تجربة رائعة، ولهذا قررت أن أفعل ذلك مرة أخرى. فالاحتمالات لا حصر لها وأنا أتطلّع إلى تحدي نفسي.
- إذا أردت أن تبعثي رسالة واحدة إلى المسلمات العربيّات اليوم في هذه الأوقات فماذا سيكون محتواها؟
باعتباري مسلمة، فإنّ تجربتي مع الإسلام والتفاعل معه كان بمثابة رحلة. لذا أقول لهنّ دعونا لا نأخذ فرصة التطور والنمو والتعلم هذه كأمر مسلّم به. فنحن قد فتحنا لأنفسنا منفذاً إلى أعظم الحقائق والمعرفة. لذا انسين ما ترينه على إنستجرام أو YouTube أو أيّ برنامج تلفزيوني واقعي تشاهدنه أو بودكاست تستمعن إليه. لا تحاولن محاكاة ما ترينه، بل تجرأن على الذهاب في رحلة لتكنّ مَن تردن. لدينا جميعاً فرصة لإحداث التغيير في العالم بغض النظر عن حجم هذا التغيير. ولم يكن التحوّل إلى الإسلام سهلاً بالنسبة إليّ، حيث أنّني المسلمة الوحيدة في عائلتي ولا أعرف أي شخص مسلم غير زوجي. ولست أقول هذا للتفاخر، ولكن لأشرح أّنّ هذه الرحلة كانت غير متوقعة تماماً. إنّني ممتنة بالفعل، ولا يسعني إلا أن أشجع الآخرين على التحلّي بالجرأة للقيام برحلة مدهشة في حياتهم، ليس بما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون، ولكن بما يشعرون به في قلوبهم.