عالم Swarovski يتلألأ بلمسة Nathalie Colin المميّزة

اجتمعنا بـNathalie Colin، المديرة الإبداعيّة لدار Swarovski وأخبرتنا عن مسيرتها المهنيّة مع الدار منذ أن أبصرت النور وحتى اليوم، فضلاً عن أبرز القيم التي ترمي إلى احترامها في مجالها، لا سيّما وعن رؤاها المستقبليّة. فإليكِ كلّ ما حدّثتنا به تفصيلاً.

تعملين مع Swarovski منذ العام 2006، ما القيم الأساسيّة التي لا تزال تشبهك في هذه الدار؟

أدركت أنّ قيم Swarovski وسمات الكريستال تشبه شخصيّتي إلى حدّ كبير وتتماثل مع تلك التي يهمّني الحفاظ عليها. فمثلاً، حين أفكّر في حجر الكريستال بكلّ ما يتغنّى به من بريق وألوان، تتراءى لي صورة تولّد السعادة في أنفس الناس. وهذا تماماً ما أحبّ القيام به في حياتي. فضلاً عن ذلك، أعتبر قيم الشركة والعائلة القويّة التي تتجلّى فيSwarovski بدورها جوهريّة. فعلى الصعيد الشخصي، تتسلّح عائلتي باتّصال قويّ يجمع أفرادها وأنا نفسي أهتمّ بالعائلة كثيراً. حتى أنّني أرى في هذا مزيجاً من الإبداع بطريقة منظمّة وأعشق ذلك. بالإضافة إلى ذلك، لا أرى أنّ الضوء مجرّد سمة من سمات الكريستال، إنّما هو أيضاً ذاك الضوء الذي من شأنه أن يشعل قلوب الآخرين. وأحلم أن يستذكر الناس اللحظات السعيدة في حياتهم من خلال ما نبتكره من مجموعات، وما نصمّمه من قطع وما نصبو إليه من أحلام.

بالحديث عن أهميّة السعادة، هل من لحظة عشتها مثلّت نقطة تحول لكِ في Swarovski ؟

مثّلت المجموعة الأولى حتماً نقطة تحوّل جذريّة بالنسبة إليّ. إذ أذكر أنّ القلق اعتراني مع إدراكي يوماً تلو الآخر أنّني بتّ أنا أيضاً جزءًا من هذه المجموعة. لأنّني لم أتوقّع مدى أهميّة الأمر الذي أنا فيه، ناهيك عن ضغوطات العمل أيضاً. والواقع أنّ كلّ قرار يتّخذه المرء يحدث تأثيراً كبيراً على صعيد العمل، إنّما على حياة الأشخاص العاملين في الشركة أيضاً والكثيرين غيرهم. وحظيت بلحظتي الأولى في خلال عرض المجموعة الأولى، وحرّك الأمر في نفسي عاطفة كبيرة. أمّا الأمور الأخرى التي عشتها فهي تقييمي لعملي من خلال ما ينعكس لي عن طريق الاتصال المباشر مع سفراء المبيعات والمستهلكين والصحافة أيضاً، إذ كان هؤلاء بمثابة مرآة تريني ما أفعله من خلال الأسئلة التي تنطرح عليّ والتعليقات التي أنال. فعندما تملك المرأة رؤية، عليها أن تكافح وتناضل من أجلها وحتماً ستحقّقها يوماً ما. فعلى سبيل المثال، أنا ناضلت من أجل وجود وفرة من الألوان في هذه المجموعة، ومن أجل القطع الكبيرة الملفتة، وأيضاً من أجل الحفاظ على الخياطة. فحين تفوزين في معركتك، يكون ذلك بمثابة إنجاز لك.

إذاً هذه هي إنجازاتك، ولا يهمّك سوى رضاك الشخصيّ في نهاية المطاف؟

أجل، وأتذكّر إنجازاً آخر أستمتعت به بحقّ. فذات مرّة بعد أحد عروض الأزياء، دخل Robert مديري وأحد أفراد أسرة Swarovski إلى الكواليس وكان يجهش بالبكاء، ثمّ عانقني تعبيراً منه عن شكره لي. وحينها أدركت أنّه تأثّر بما رآه على المنصّة.

أيّ عرض أزياء هذا الذي تتذكرينه؟

في ذلك الوقت، أقمنا عرضاً في سنغافورة.

بعد اطّلاعي على الأرشيف، أدركت كمّ الجهد الذي يُبذل في هذه الصناعة اليدويّة منذ 12 عقداً. فكيف تسهم هذه العلامة التجاريّة في بقاء الحرفيّة؟

إنّه لأمر جوهريّ أن تتغنّى هذه العلامة التجاريّة بحرفيّة مميّزة. ففي حال غيابها، تفقد الدار هويّتها وتشبه منافسيها إلى حدّ كبير. ولهذا السبب تحديداً، علينا وضع كلّ قطعة من الكريستال باليد، لكن بالمقابل علينا دمجها في تصميم مبتكر آسر، لا سيّما وأنّ جمال القطعة يكمن في فرادتها. وأعتقد أنّ الحرفيّة ضروريّة، فهي تجعل هويّة الدار ذات صلة بالزبونات وتضفي قيمة كبيرة على أيّ قطعة بفضل انصهار شتّى التقنيات فيها.

تتطلّب الحرفيّة أرباب عمل وأشخاصاً يهتمون بها ويتحلّون بالصبر للقدرة على الإبداع. فما الذي تفعله Swarovski  للحفاظ على تلك البراعة وتطويرها والتمسّك بها؟

يبدأ الأمر كلّه من التصميم. وحاربت كثيراً في ما يختصّ بهذا القسم للحفاظ على استوديو الأزياء الراقية، إذ إنّه أداة تجريبيّة قيّمة. فعلى سبيل المثال، عند ابتكار قطعة كهذه تتألّف من 7 آلاف حجر وخرزة، تجتمع تقنيّات مختلفة معاً. والشخص الذي يهتم بالاستوديو على دراية كبيرة بما يفعله، فهو يعرف كلّ ما يلزم عن المجوهرات والحرف. وفي باريس، وضعت الأرشيف كلّه في وسط الاستوديو حتى يتمكّن المصمّمين من رؤيته يومياً كلّما فتحوا الدُرج. فهكذا يمكنهم الاستلهام من التصميم والتفاصيل والتقنيّات والحرف اليدويّة. أمّا هنا فهم أصلاً خبراء في كلّ شيء، من الألوان وحتى القصّات. وغداً سترون البرنامج الرائع الذي حضّرناه في المصنع.

ما أصعب التّحديات التي تواجهينها في مجال الكريستال؟ لأنّك ذكرت سابقاً أنّه من المهم جداً التطوّر والابتكار والحفاظ على هويّة العلامة التجاريّة. إذاً ما التّحديات التي تطرح نفسها بالنظر إلى المستقبل بينما تحاولين البقاء أمينة لهويّة الدار؟

بالنسبة إليّ، دائماً ما يقع التّحدي الأكبر على عاتق الناس. فحين تحيطين نفسك بأشخاص يشاركونك الرؤية عينها، تعملين بوتيرة سريعة وتلقين نجاحاً. أمّا في حال لم تُجر عمليّة التوظيف بالشكل الأمثل، قد تجدين أشخاصاً يتمتّعون برأي مختلف تماماً عن رؤيتك والغرض من علامتكِ التجاريّة، وبالتالي لن يندمجوا بصورة صحيحة، لا سيّما عند خرقهم اتجاه الشركة وهويّتها. حينها، سيتواجهون مع الأشخاص المحافظين الذين سيرفعون أصواتهم تخوّفاً من بيئة الأعمال التنافسيّة. لذا، يجب عليك كصاحبة رؤية مواصلة النضال من أجل رؤياكِ وفكرتكِ خصوصاً في زمننا هذا. وهذا ما لطالما شكّل تحديّاً بالنسبة إليّ. فعندما تحدث هذه اللحظة، تلاحظين أنّ الأشخاص الذين يقاتلون من أجل ما يؤمنون به، لن يتخلّوا عنه أبداً وإلّا سيخسرون ما هم عليه. مثلاً في إحدى المرّات، كنت غاضبة جداً إثر تلقّي ردود فعل سلبيّة لأعمالي على مواقع التواصل الاجتماعيّ. ولا بأس في ذلك، فهذا جزء من طبيعة عملنا. لكن حينها علّق بعض الناس أنّه ينبغي علينا أن نعيد ابتكار أحد تصاميمنا ليتحلّى بنعومة أكبر، وأنّه علينا حشد المزيد من الإجماع حوله. والناس لا يرحمون، فإذا بالغنا مثلاً في كميّة الكريستال، ننال أصداء سلبيّة، ويعتبرون أنّنا نخون هويّتنا. لذاك، فلنبقَ مخلصين لهويّتنا في جميع الأوقات، الجيدة منها والصعبة، فهذا السبيل الوحيد لنستمر. ولديّ قناعة كبيرة بإمكانيّة تخطّينا لهذا التحدي.

اقرئي أيضاً: مدير Swarovski يكشف ركائز نجاحها ومشاريعها في الشرق الأوسط

العلامات: Swarovski

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث