لارا عكاري هي صانعة محتوى وخبيرة في إنشاء العلامات التجاريّة ومتمرّسة في مجال الموضة. وكونها مدافعة عن الاستهلاك الواعي، تقدّم وجهة نظر شخص مطّلع على الأناقة والاستدامة. وتحبّ الموضة الأصيلة، والحيوانات الصغيرة التي يغطّيها الفرو، والمعايير التقليديّة الصعبة التي تُعتمد للتفرقة العمريّة والجمال، لكن ليس بالضرورة بهذا الترتيب!
اقرئي أيضاً: عادات الموضة الصحيّة مع Heidi Shara
كم مرّة تعيدين ترتيب خزانتك؟
في أغلب الأحيان. إنه مسعى متواصل لديّ، يشبه نوعاً ما العناية بحديقة... فأقوم "بتجذيب" خزانة ملابسي باستمرار، والبحث عن "الأعشاب الضارّة" أو القطع التي تأكل من مساحة ممتلكاتي الثمينة. وبشكل عام، أقوم بعمليتي تنظيف رئيستين خلال العام، في سبتمبر ويناير، إذ إنّهما تبدوان كفترة "إعادة ضبط" في حياتي، أتوق فيها إلى أن أكون شخصاً أفضل.
هل هناك أيّ طريقة معيّنة تتّبعينها لإعادة ترتيب ملابسك؟
نعم. هناك طريقة قسّمتها إلى 3 خطوات:
1- متى كانت آخر مرة ارتديت فيها القطعة؟ إذا كانت قبل 6 أشهر إلى عام، فسيتمّ وضعها تحت المراقبة وتنتقل إلى الخطوة 2؛
2- هل تناسب حياتي وهل يمكنني تنسيقها بثلاثة أساليب مختلفة لمختلف نواحي حياتي: العمل، التنزّه، قضاء عطلة نهاية الأسبوع؟
3- هل ما زالت مناسبة؟ هل يمكن إصلاحها بتعديل طفيف وبالتالي إعفاؤها أو "إعادة تدويرها" لتصبح قطعة جديدة؟ إذا كانت ضيّقة جدّاً، انسي أمرها. لقد تجاوزت فكرة أنّني سأفقد الوزن لأرتديها. فالحياة قصيرة جدّاً، تناولي ما يحلو لك من الباستا.
سيساعدك ذلك في ترتيب 80% من خزانة ملابسك. أمّا الـ 20% المتبقّية، فستتكوّن من قطع تحرّك الحنين ستحتفظين بها للذكريات الشخصيّة وستنقلينها إلى ابنة محظوظة.
هل يمكنك أن تطلعينا على ما تفعلينه بالقطع التي تزيلينها لدى إعادة ترتيب خزانتك؟
أحاول ألّا أرمي أيّ قطعة، لأنّ أشتريها بمعظمها بدافع الحبّ أو الرغبة. لذا، فهي قطع جميلة. وأعيد بيع الكثير منها، خاصّةً القطع المصمَّمة التي تكون في حالة جيّدة، أو أنقلها إلى صديقاتي المحظوظات وبناتهنّ غير الممتنّات.
ما هي "الموضة المتأنّية" بالنسبة إليك؟ هل تطبّقين ذلك في عادات التسوّق اليوميّة التي تعتمدينها؟ إذا كانت الإجابة نعم، فكيف؟
التأنّي هو المضادّ لقمامة الموضة السريعة وحاجة هذه الصناعة إلى إنتاج "القطع" وحَشونا بها باستمرار. لا تسيئوا فهمي، فأنا أحبّ الموضة والملابس. لكن في ظلّ الموضة السريعة ووسائل التواصل الاجتماعي، تتخطّين رهجة القطع قبل امتلاكها حتّى. إنّها مجرّد تخمة مفرطة من الصور والملابس غير الضروريّة، الأمر الذي جعلني أنفر بشكل كبير.
لذلك، أشتري بوتيرة أقلّ. وأتسوّق فقط ما أحبّه حقّاً وما ينقصني، بدون الإفراط في ذلك. وبما أنّني أعمل باستمرار على تعديل خزانة ملابسي، لديّ اطّلاع كافٍ على ما ينقصني. وأحاول ألّا أجعل خزانتي تعجّ بعدد هائل من القطع. ولا شكّ في أنّني أرتكب الأخطاء وأشعر بسعادة مؤقّتة نتيجة صيحات رائجة، لكن إن أدرجتها فقط في "قائمة الرغبات" الخاصّة بي، أُشبِع رغبتي نوعاً ما، ثمّ أمضي قدماً بدون الإسراف.
كيف يشكّل دعم المصمّمين المحلّيّين عادة تسوّق مستدامة؟
قد تكون الاستدامة مصطلحاً فضفاضاً هذه الأيّام، لكن في مثل هذا السياق، حين تدعمين مصمّماً محلّيّاً، فأنت تلقائيّاً لا تستثمرين في الموضة السريعة. وهذا أمر جيّد. ويتعلّق الأمر بأن تكوني أكثر تمعّناً وأكثر انتقائيّةً في خياراتك. على غرار شراء القطع المصنوعة بإتقان وحرفيّة وتلك التي تمثّل أسلوبك الخاصّ... وإذا بإمكانك فعل ذلك ودعم مصمّم محلّي في آن، فسيكون ذلك أفضل الأمور!
هل يمكنك تسمية بعض العلامات التجاريّة المستدامة التي تعجبك وتخبرينا عن سبب إعجابك بها؟
يعجبني حقّاً ما تفعله علامة Better.Us. إذ تقوم بإعادة تدوير القطع المتروكة أو التالفة لتصبح قطعاً فريدة. فالمؤسِّسة هي مديرة قسم الأزياء Julie Pelipas، لذا فأنت تعلمين أنّ الخياطة والتصميم منفَّذان بإتقان.
كذلك سراويل الجينز من The Feel Studio يصنعون دفعات صغيرة باستخدام أصباغ طبيعيّة في كاليفورنيا. ويقدّمون أسلوباً واحداً، ألا وهو جينز Genuine الذي أحبّه. وأحبّ تلك الثقة في التركيز على أسلوب واحد وصقله ليصبح مثاليّاً.
وهناك أيضاً علامة Wardrobe NYC، التي تقدّم مجموعات كبسوليّة من القطع الأساسيّة المصقلة. وتتضمّن كلّ مجموعة 8 عناصر. وحلمي أن أكون قادرة على اختيار الملابس وارتدائها وتوضيبها بتلك الطريقة النفعيّة والعصريّة واللافتة للغاية.
ما هي قائمة التحقّق المرجعيّة لتستحقّ قطعة ما الاستثمار فيها؟
بالنسبة إليّ، يجب أن يكون لها رابط عاطفي، وأن تكون قطعة أحبّها، وليس بالضرورة من علامة تجاريّة مهمّة.
بالطبع، تلعب الوظيفة دوراً كبيراً بحيث يجب أن تكون قطعة سأرتديها، ولو قليلاً إن لم يكن غالباً. وأجد قيمة أكبر في الاستثمار في القطع الأساسيّة بدل "ملابس السهرة". مثل سترة وسروال جيّد، وقطع تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من حياتك اليوميّة... هذا ما أفضّل أن أنفق لأشتريه عوضاً عن فستان قد أرتديه للحظة عابرة. كذلك الأحذية، فاستثمري دائماً في أحذية جيّدة تريحك.
اشرحي مفهوم "التسوّق الواعي" في قاموسك.
أن تكوني على دراية واطّلاع بما تشترينه ومن أين. لكن الأهم من ذلك، لماذا تشترينه؟ هل تشترينه لأنّه رائج؟ أو لأنّك تشعرين بالملل من الركود في أسلوبك؟
وتنبّهي إلى ما يحفّزك شخصيّاً لإدارة طريقة استهلاكك... ومن المهمّ أن تجري هذا الحوار الداخلي لأنّه مقياسك "للوعي".
اقرئي أيضاً: عادات الموضة الصحيّة مع Mimi Raad