أمضينا وقتاً طويلاً في منازلنا هذا العام، لذا كان من الطبيعي أن نسعى لنضفي أجواءً دافئة على عالمنا الخاصّ، ولهذا السبب كشفت دار الأزياء الإسبانيّة الفاخرة Loewe عن منتجات جديدة من معطّرات الجوّ المنزليّة والشموع بروائح النباتات الفوّاحة، كلّها مصمّمة لتبعث في نفسك مشاعر الصفاء التامّ. تعرّفي على هذه المجموعة الأنيقة من خلال الحوار الحصري الذي أجريناه مع Núria Cruelles خبيرة العطور الرسميّة لدى الدار.
هل لك أن تخبرينا المزيد عن شغفك بالعطور منذ الصغر وحتّى اليوم، وكيف اكتشفته؟
في سنّ المراهقة، كنت أتأمّل مجموعتي من العطور في غرفة نومي، ثم أدركت أنّني أرغب في ابتكار العطور بنفسي. بعبارة أخرى، اكتشفت أنّني أودّ المشاركة في العمليّة الإبداعيّة لتركيب العطور من الصفر. لذا درست الكيمياء بعد ذلك، وبدأت مسيرتي المهنيّة في الشركات التي تصوغ المجوهرات. وبفضل ذلك، تعمّق فهمي لتقنيّة المجوهرات وصناعتها حتى أتمكّن من تطوير الجانب الإبداعي لديّ. ولا شكّ في أنّ الانضمام إلى Loewe في خلال الأشهر الأخيرة من العام 2018، شكّل فرصة كبيرة لي ولم أرغب في تفويتها طبعاً.
بعد العمل مع شركة IFF والسفر حول العالم لتطوير الروائح، اخترت الانضمام إلى Loewe. لماذا كانت هذه الخطوة مهمة في مسيرتك المهنيّة وكيف اختلفت عن المهام السابقة التي تولّيت إدارتها؟
ينطوي دوري في Loewe على الجانب الإبداعي من صناعة العطور التي لم أكن جزءاً منها سابقاً. وبالفعل وجدت ولا أزال أجد أنّ فرصة الإتيان بأفكار وطرق جديدة لفهم العطور وابتكارها وطرحها، بدون الإغفال عن إرث العلامة التجاريّة، أمر رائع جداً. وعند قبول هذه الفرصة، جذبتني فكرة أن أكون جزءاً من تغيير كهذا، لا سيّما وأنّني أعتبره تحدٍّ وفرصة عظيمة أيضاً لتطوير العلامة في المسار الذي تتبعه... لذا لم أستطع أن أرفض.
ما الذي أضفته إلى Loewe وماذا قدّمت لك الدار وما زالت تقدّمه في المقابل؟
من جهتي، أودّ أن أتفوّق مع كلّ ابتكار، وأن أقترح تركيبات عطور جديدة أو أعيد تفسير بعض الروائح التي استخدمت منذ زمن طويل في صناعة العطور. أي أن آخذ الروائح التي تُعتبر كلاسيكيّة إلى حدّ ما، وأضفي عليها الطابع العصري وأفاجئ المستهلك.
في المقابل، تمنحني Loewe فرصة العمل عن كثب مع المصمّم اللامع Jonathan Anderson، لابتكار العطور وأيضاً أحدث إطلاقاتنا من الروائح المنزليّة Loewe Home Scents. وبالفعل، كان هذا عملاً ومشروعاً ثرياً جداً من جميع النواحي. وطبعاً في نهاية المطاف، إنّ الناس هُم من يُحدثون الفرق كلّه.
لماذا اختارت العلامة أن تطلق الروائح المنزليّة Home Scents؟
في الواقع، كان هذا المشروع في ذهن Jonathan منذ أن بات المدير الإبداعيّ لـ Loewe، وعملنا عليه منذ دخولي إلى الدار، حيث رحنا نحدّد الروائح بحسب المفهوم الذي امتلكه بكلّ وضوح في خاطره. وأعتقد أنّ التوقيت مثاليّ بحقّ... حيث أنّنا ندعو الناس إلى الإحساس بأنّهم داخل دفيئة زجاجيّة أو حديقة فيكتوريّة، وهما يمثّلان مصدر الإلهام وراء المجموعة، في الوقت الذي يُطلب منا فيه التزام المنازل.
كيف تمكّنت من إحياء الذكريات العطريّة لـJonathan Anderson في مجموعة Home Scents؟
بعد الاطّلاع على الفكرة التي أراد Jonathan العمل عليها وعقد الاجتماعات معه، حيث أوضح لي أنّه أراد الوصول إلى رائحة تحاكي عبق الدفيئة الطبيعيّة، قمت بزيارة الكثير من الحدائق والدفيئات بنفسي لاسترجاع هذه الذاكرة العطريّة التي نصوغها نحن كصانعي عطور. إذ ثمة بعض الروائح التي أراد Jonathan تضمينها، والبعض الآخر اقترحته أنا والفريق. وتوصّلنا إلى 60 رائحة مختلفة! وبعد الكثير من البحوث والاختبارات الدقيقة، حدّدنا تشكيلتنا النهائيّة.
كيف يعمل هذا المزيج بين خلاصات الحدائق النباتية وتلك الصيدلانيّة معاً لتلبية الشعور الذي يبحث الناس عنه في رائحة المنزل المريحة؟
في الواقع، لطالما كان هذا المفهوم الذي أراده Jonathan للمجموعة: أيّ هذا المزيج بين رائحة الحديقة الفيكتوريّة والدفيئة والخلاصات الصيدلانيّة، حيث أنّنا لا نزرع دائماً نباتات الزينة فحسب. وعند العمل على المجموعة وحتى عند اختيار الخلاصات نفسها، أبقينا في ذهننا فكرة حرق الشموع التي من شأنها أن تؤثر على المزاج بطريقة جيدة.
تحاكي براعة حامل الشموع أسلوب القطع التاريخيّة، كيف تمكّنت العلامة التجاريّة من ابتكار ذلك التوازن الجمالي بين الرائحة والتصميم؟
ينبع مصدر الإلهام للشموع من قطعة فنيّة اشتراها Jonathan منذ سنوات عدّة في مزاد، وكذلك استوحينا حامل الشموع من الثريّات الفرنسيّة للملك لويس الرابع عشر. وقضت الفكرة من وراء ذلك بالحصول على قطعة مزخرفة أم تحفة فنيّة وليس تقديم منتج رائحته جميلة فحسب؛ ليتجاوز وظيفته المباشرة ويتّسم بوظيفة جماليّة أيضاً، ممّا يؤكد الجانب الحرفي للمجموعة الذي يعكس هويّتنا.
ما مصادر إلهامك؟ وكيف يمكنك ابتكار منتج جديد في كلّ مرة؟
مع كلّ مشروع، نعمل أوّلاً على المفهوم ومصدر الإلهام. لذلك عادةً ما أحاول الذهاب مباشرة إلى هذا المصدر لفهم جميع الخصائص والروائح الدقيقة وربطها بذاكرتي الشميّة. ثم أقوم بإثرائه أيضاً من خلال البحوث التي أجريها عن طريق رحلات السفر والاختبارات في المختبر.إذاً يتغيّر المفهوم والفكرة والمشروع نفسه في كلّ مرة، وواجبي أن أقدّم أفكاراً مختلفة لكلّ مشروع بالنظر إلى هويته. ومن الواضح أنّ الجانب الإبداعي مهم جداً بالإضافة إلى المعرفة التي أطّلع بها كصانعة عطور... حيث تعلّمنا سنوات العمل ما الروائح التي عادةً ما تتلاءم بشكل جيّد مع بعضها البعض.
هل يمكنك أن تخبرينا أكثر عن مجموعة Loewe من العطور المنزليّة Home Scents؟ ما الرائحة المفضّلة لديك، ولماذا؟
إنّها مجموعة من العطور المنزليّة التي تستحضر جوهر عبق الدفيئة والحديقة الفيكتوريّة في مزيج جميل. وتتألف من 11 خلاصة عطريّة، بدءاً من Tomato Leaves إلى Juniper Berry أو Liquorice، على شكل شموع وحامل شموع وبخاخات منزليّة وناشر عطور منزلي، وكلّها تسمح بمزجها من حيث الروائح والأشكال، إذ إنّها مصنوعة لتختلط معاً! وبصراحة، ليس لدي رائحة مفّضلة واحدة، لأنّ خياري يختلف من يوم إلى آخر تماماً مثلما أستخدم العطور المختلفة دائماً. ولكن حاليّاً، لديّ في منزلي رائحة Beetroot وTomato Leaves لأنّها نضرة مع لمسة من الطبيعيّة، إذ تنبعث منها رائحة النباتات الخضراء والأرض الرطبة. وتتوفر تشكيلة Loewe في متجر Loewe للعطور في مول الإمارات، وعبر الموقع الإلكتروني perfumesloewe.ae.
اقرئي أيضاً: اختاري الهدايا المنزليّة الأفخم والأرقى هذا العام
