إكسسوارات Azha WorkshoP بقيمتها الحقيقيّة

بالنسبة إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم، تُعتبر Azha Workshop علامة تمثّل هويّتهم. بحيث يجد فيها كلّ من الرجال والنساء إبداعات مميّزة تبتكرها Rawaa Bakhsh، مصمّمة الجرافيك المبدعة والزوجة والأم لطفلين. هذا وتحمل الشابّة الموهوبة شهادة ماجستير في الفنون الجميلة وشهادة الدكتوراه في الدراسات الثقافيّة.كذلك، تتربّع حاليّاً على عرش شركتين ناشئتين. ولم ينتهِ الأمر هنا، فهذه المرأة متعدّدة الاختصاصات هي مؤسّسة مركز ريادة الأعمال ورئيسته في جامعة دار الحكمة في جدة. وفي ما يلي، كشفت لنا عن تفاصيل قطعها المبتكرة بشغف.

ذكرتِ التالي على موقعك الإلكترونيّ: "قضيتُ ليالٍ بلا نوم أتحدّث فيها إلى المصانع، خشية أن تذهب مدخراتي سدى، وأن يؤثّر مشروعي في اهتمامي بأسرتي وبأطروحة الماجستير التي عملت عليها"، فكيف تغلّبت على التحديّات الماليّة؟ وما نصيحتك للمصمّمين الناشئين ليحذو حذوك؟

قبل الاستثمار في العمل، حرصتُ على امتلاك مفاهيم وتصاميم تجذب الجمهور الهدف. وعند المضي قدماً في التصميم، بحثت عن الشركات المصنّعة التي من شأنها توفير الجودة العالية والحدّ الأدنى من الطلب. إنّما تحتّم عليّ اللجوء إلى جهات الاتّصال التي اكتسبتها من خلال قصد معارض المجوهرات في بانكوك ودبي وهونغ كونغ مع والدي على مرّ السنين. وبعد ضمان التصاميم والجهات المصنّعة، حان الوقت لبيع المنتج بالفعل. غير أنّني علّقت آمال كبيرة على هذه العلامة التجاريّة، علماً منّي بأنّها ستسدّ فجوة كبيرة في السوق. لذلك، قرّرتُ اتّباع استراتيجيّة "تصميم المنتج". إذاً، استثمرت جزءاً من مدخراتي في المرحلة الأولى من هذه الاستراتيجيّة التي تحمل عنوان "الحدّ الأدنى من المنتج القابل للتطبيق". ومن خلال اختبار صلاحيّة السوق والمنتج، استخدمتُ النتائج للاختيار بين الاستمرار في صنع المزيد من المنتجات أو عدمه. ولحسن الحظّ، أتت تعليقات السوق إيجابيّة، ومنذ ذلك الحين رحنا نغذّي استثمارنا من عادئات تلك المبيعات الأوليّة وأخذنا في النمو.

من هنا، نصيحتي لجميع روّاد الأعمال أن يجازفوا عن سابق تصوّر وتصميم. لذا، تأكّدوا من قيامكم بالبحث عن جمهوركم الهدف وتحدّثوا إليه لتتعرّفوا على احتياجاته. كذلك، اطرحوا الأسئلة عليه لمعرفة ما إذا كان على استعداد لاعتماد خدمتكم أو شراء المنتج الخاصّ بكم قبل أن تستثمروا بمبالغ كبيرة في أعمالكم التجاريّة.

من أين تحصلين على المواد لابتكاراتك وكيف؟ هلّا أخبرتنا المزيد عن هذه العمليّة؟

في الواقع، مرّت علامتي Azha بمرحلتين. ففي السنوات الأولى لشركتنا الناشئة، أتينا بمعظم موادنا من كندا نظراً إلى تواجدنا فيها حينها. فكنتُ أقصد متاجر الخرز مع شريكتي Sara ونختار المواد بأنفسنا. وفي تلك المرحلة، اعتدنا صنع القطع التي يريدها زبائننا على الفور. ثمّ بدأ الطلب على منتاجتنا ينمو ببطء،إنّما بثبات، فنقلنا أعمالنا إلى السعوديّة، وبذلك بدأنا في الاستعانة بمصادر خارجيّة لموادنا لمواكبة الطلب المتزايد.

ماذا يمكنك أن تخبرينا عن مهارتك الحرفيّة وفريق عملك ممّا لا يكشفه الموقع لنا؟ وما الخطوات التي تتطلّبها عمليّة الإنتاج؟

يعتبر فريق Azha أنّ مرحلة الابتكار هي الأكثر حماسةً. إذ إنّنا نقدّم المنتجات أربع مرّات في السنة. وتفصيلاً، تبدأ عمليّة الابتكار بتفكيرنا بمنتج من شأنه أن يكون بمثابة حلّ لحاجة ما أو أن يردم هوة في سوق المجوهرات. إذ يجتمع الفريق بأكمله ويطرح الأفكار معاً. والحقيقة أنّنا نتوصّل إلى كمّ هائل من الأفكار التي نوزّعها بعد ذلك على 3 فئات، فئة الأفكار "المستحيلة" وفئة الأفكار "المرجّحة" وفئة تلك التي تضمن "الفوز". ثمّ، نقسّم المجموعة الفائزة على الفريق كلّه لإجراء المزيد من البحث والمسح للسوق، بينما نلغي أيّ فكرة موجودة في علامة تجاريّة أخرى.

وبمجرّد الانتهاء من هذه العمليّة، نبدأ في التصميم والرسم، ثم نبحث عن أفضل المواد والألوان التي تناسب التصميم والمنتجات بشكل مثاليّ. وعادةً ما نختار الفولاذ المقاوم للصدأ، لأنّه غير مسبّب للحساسيّة ويتّسم بالديمومة وبجودة عالية.

بعدها، نبتكر نموذجاً بمساعدة من الشركة المصنّعة المثاليّة التي نختارها بعد وصول العيّنات الأولى من المصانع الكثيرة. ثمّ، يمرّ هذا النموذج عبر دورة دقيقة تبدأ باختبار الجودة والمفهوم واحتماليّة الفوز بإعجاب جمهورنا الهدف. وأخيراً، نصمّم العلبة والغلاف ونمنح مصانعنا الموافقة لابتكار كميّات كبيرة.

بمَن يتمثّل باقي فريق Azha Workshop؟

لدينا فريق مذهل وموهوب. ويشكّل حتماً العمود الفقريّ لـAzha ويمثّل جوهرها. بدءاً من شريكتي Sara Bin Laden، الرئيسة التنفيذيّة لشركة Azha، إلى Mohammed المسؤول عن قسم المبيعات وتطوير الأعمال. فضلاً عن Zahra وBari، المسؤولان عن إدارة سلسلة التوريد وNusaibah التي تتولّى قسم الإدارة والمحاسبة. بالإضافة إلى Lamees التي تعمل في فريق التسويق، وHatoon مصمّم الجرافيك الموهوب لدينا ومدير وسائل التواصل الاجتماعيّ. وكذلك Elaf كاتب المحتوى. ففي Azha، نحن عائلة وكلّنا نساعد بعضنا البعض بحسب ما يجب القيام به.

ما الذي يعني الوقت بالنسبة إليك وكيف تديرين وقتك؟

هذا موضوع غاية في الحساسيّة، لأنّني ما زلتُ أكافح مع إدارة الوقت حتّى اليوم. ففي الوقت الحالي، لديّ الكثير من الأمور التي أكاد أنجح في تتبّعها. غير أنّ ما يساعدني دائماً هو تحديد أولويّاتي وإنشاء لوائح لمهامي. فكلّ يوم، أبدأ بتنفيذ مهامي بحسب أهميّتها وضرورتها. وأميل أيضاً إلى تقسيم يومي إلى مجموعات، وبهذه الطريقة يمكنني توزيع مهامي على طول اليوم.

هلّا أفصحت لنا عن أمر ملفت لا يمكن معرفته عبر الموقع الخاصّ بعلامتك أو عبر حساب إنستجرام؟

ما يجهله الكثيرون أنّ Azha مبنيّة على أساس الدعم المعنويّ من أصدقائنا وعائلتنا. ويعتبر شريكنا، متجر Crate في المملكة العربيّة السعوديّة، عنصراً أساسيّاً لنجاحنا، لا سيّما وأنّه دعم رحلتنا منذ البداية.

إذا طُلب منك تنظيم يوم مليئ بالتسلية في المملكة، ماذا قد تفعلين وإلى أيّ أماكن تذهبين؟

تخفي المملكة العربيّة السعوديّة مغامرات كثيرة لم يكتشفها العالم بعد. وشخصيّاً، تجذبني الأماكن حيث تتجلّى ثقافتنا؛ والمواقع التي توقظ إحساسنا بالانتماء. فعلى سبيل المثال، أجد نفسي قرب البحر كلّما احتجت إلى الاسترخاء. إذ يستهويني المشي على الكورنيش وتأمّل المباني الجميلة التي تحيط بالمنطقة مثل مسجد الرحمة (المسجد العائم). وأعتبر المواقع التاريخيّة في السعوديّة من الأماكن التي أستمتع بها أيضاً، ممّا يشمل وسط البلد في جدّة ومنطقة العلا في الرياض. وحين أذهب إلى هذه الأماكن، لا أستلهم من تصاميم المباني فحسب، إنّما أكتشف أيضاً المزيد عن السكّان المحليّين الذين يعيشون هناك. لذا، تجعلني هذه المواقع التاريخيّة أقرب إلى ثقافتي وروحي.

كيف تسهمين في تحقيق رؤية 2030 السعوديّة بصفتكِ مصمّمة مجوهرات؟

بدأت مشاركتي في رؤية 2030 منذ وقت طويل. فكلّ ما تعلّمت أو فعلت في الماضي يقضي بتعزيز ثقافتنا الفريدة، وهذا الغرض الرئيس من علامتنا التجاريّة. فهدفنا تصميم إكسسوارات تخبر قصصاً روحانيّة وتحمل معنى سامياً. وعلاوةً على ذلك، آمل في خلال رحلتي أن ألهم الكثير من النساء الأخريات وأحرص على تمكينهنَّ في المجتمع وفي المستقبل. فالواقع أنّ صناعة المجوهرات تتخطّى ابتكار المجوهرات، لتقدّم قطعاً تمكّننا وتذكّرنا بمهاراتنا القياديّة الفطريّة التي لا يمكننا اكتشافها إلّا بعدما نبدأ في الإيمان بأنفسنا وبعملنا.

ما الذي يفتقر إليه عالم الموضة في السعوديّة؟

أظنّ أنّ أكثر ما نفتقر إليه هو الشركات المصنّعة المحليّة القادرة على التنافس مع الخارج. لأنّنا عملنا مع مختلف الشركات المصنّعة على مرّ السنين، وأستطيع القول بصراحة إنّنا وجدنا صعوبة كبيرة في إيجاد الشركة التي تناسب احتياجاتنا تماماً.

بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أنّنا نواجه مشكلة الإنتاج الضخم والأزياء السريعة التي دمّرت معنى القطع الأزليّة وقيمتها بشكل أساسيّ.

اقرئي أيضاً: Nadine Kanso ورؤيتها لدعم المواهب الناشئة في عالم الموضة 

العلامات: Azha WorkshoP

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث