Zuhair Murad يسترسل في إفكاره الإيجابيّة وسط الفيروس

الإعداد: Farouk Chekoufi

إنّه المصمّم الذي لم يتوقّف يوماً عن حبس أنفاسنا وخطف أنظارنا بتصاميمه الآسرة. هو صاحب الإلهام الذي لا ينضب والبصيرة التي لا تُضاهى والبصمة العالميّة القويّة في عالم الأزياء الراقية. وحتى في الأوقات الصعبة، لم يستسلم هذا المبدع لليأس، إنّما لطالما تابع مساره بدون تردّد ونشر الإيجابيّة والجمال حيثما حلّ. وها إنّ زهير مراد Zuhair Murad اليوم يرى في وباء كورونا فرصةً مثاليّة للتعمّق في بحوثه والاسترسال في أفكاره، مترقباً أن يعود إلينا بتحف فنيّة لم يسبق لها مثيل.

ما الإجراءات اللازمة التي تتّخذونها للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ؟

إنّنا نتّبع كلّنا القواعد العامة الأساسيّة للوقاية من الفيروس:

• غسل اليدين: طبعاً تقضي القاعدة الأولى لمنع انتشار هذا الفيروس بغسل اليدين بصورة متكرّرة وصحيحة. وبالنسبة إليّ، أصبحت هذه الخطوة هاجساً، حيث أنّني صرت أقضي يومي كلّه بغسل يديّ، على الرغم من أنّني لست على اتصال بأيّ أحد أم غرض محتمل أن يحمل الفيروس!

• ملازمة المنزل: أغلقنا الشركة مؤقتاً لتجنّب أيّ خطر ولضمان سلامة جميع أفراد الفريق، ووبتنا نعمل جميعاً من المنزل الآن.

• تعزيز نظام المناعة لدينا: إنّني أتبع جدولاً ثابتاً للحفاظ على صحتي. حيث ثمّة قواعد مهمة يجب احترامها مثل ترطيب الجسم باستمرار، وكذلك البدء في الأنشطة اليوميّة واتخاذ الخيارات الغذائيّة الصحيحة التي تعزّز صحتنا. ومن المهم أيضاً محاولة تحويل هذه الخيارات إلى عادات تؤدّي إلى تحسين الصحة مدى الحياة.

• الحفاظ على الهدوء: بالإضافة إلى العناية بصحتنا الجسديّة، علينا أيضاً رعاية صحتنا العقليّة من خلال التزام الهدوء والإيجابيّة. أما العامل الأكثر أهميّة فهو النظر إلى الجانب المشرق من الأمور، وتذكير أنفسنا بأنّ ما نعيشه اليوم ليس إلّا مؤقّتاً.

نظراً إلى تواجدك في المنزل الآن، ما أكثر ما يلهمك من محيطك وماذا تفعل في هذه الفترة الصعبة؟ هل يمكنك أن تصف لنا روتين عملك المعتاد مع كلّ التغيّرات الحاصلة حاليّاً؟

هذه المرّة الأولى التي أواجه فيها هذا الوضع الفريد الذي يجعلني أبقى في المنزل بدون أن أملك الكثير للقيام به. وفي أولى أيّام الحجر، شعرت بأنّني عديم الجدوى وانتباني إحساس غريب جداً بالفراغ. لذا كان من الصعب التكيّف مباشرةً. إنّما تباعاً، أصبح العمل من المنزل عادة طبيعيّة جديدة بالنسبة إليّ، كما هو الحال بالنسبة للجميع. وإن أردنا فعلاً أن ننظر إلى الجانب المشرق من الأمور، فأفترض أنّنا بتنا أكثر إنتاجيّة من حيث الوقت! فعلى سبيل المثال، بات لديّ الآن الوقت الكافي لقراءة الكتب التي لطالما رغبت في قراءتها. حتى أنّني أملك أيضاً وقتاً للمشي في حديقتي، والاستمتاع بروتين يومي بسيط مع عائلتي، وهذه كلّها أمور عادةً ما تعترض الحياة طريقها!

هل بتّ تهتمّ أكثر بالأطباق التي تتناولها أو ربّما روتيناً غذائيّاً جديداً؟

أظنّ أنّ كليهما مهمّان، إذ نحاول جميعاً تعزيز نظام المناعة لدينا الآن من خلال تناول الطعام الصحيّ وتزويد أجسامنا بالمغذيّات الصحيحة، لكنّنا نحاول بالمقابل عدم تناول الكثير من الطعام، لأنّنا على أمل أن تكون لدينا حياة بعد كورونا، حيث سنعود إلى واجباتنا ومسؤوليّاتنا وجماليّتنا.

كيف ترى النظام الاقتصاديّ الجديد؟ كيف سنستهلك بصورة مختلفة ومستدامة؟

منذ فترة من الزمن، وبينما تدخل الأجيال الجديدة عالم الاستهلاكيّة بمزيدٍ من الوعي حول البيئة والطلب على الاستدامة، شهدنا العلامات التجاريّة تضاعف جهودها لتصبح صديقة للبيئة أكثر، وباتت عمليّاتها أكثر شفافيّة للكشف عن هذه المسؤوليّة. وبصفتنا دار أزياء فاخرة عالميّة، ثمة الكثير من التدابير التي نتّخذها للاستهلاك بشكل مستدام، على غرار العلامات التجاريّة الأخرى، وتتراوح هذه الخطوات من إعادة تدوير الأقمشة، إلى استخدام تقنيّات خفض المخلّفات، وصولاً إلى استخدام مواد صديقة للبيئة وما إلى ذلك.

ما شعورك حيال تأثّر صناعة الرفاهيّة والأزياء بفيروس كورونا؟

تماماً مثل أيّ صناعة حول العالم، لا بدّ أن تتأثر صناعات الرفاهية والأزياء بهذا الوباء! فإثر ذلك، تحتّم على الشركات تكييف عمليّاتها وفقاً للرعاية الصحيّة والتوجيهات الحكوميّة، ممّا سيترك تأثيراً مباشراً على العلامة التجاريّة. ناهيك عن أنّ الناس لديهم الآن أولويّات أكثر أهميّة من التسوّق سريعاً، وذلك من منظور ماليّ وذهنيّ على حدّ سواء. فضلاً عن ذلك، ترصد بعض العلامات التجاريّة الفاخرة فرصاً مناسبة داخل هذا القطاع وتوسّع عمليّاتها وفقاً لذلك. بحيث تقوم بعض العلامات بصناعة الأقنعة ومعقّمات اليدين وما إلى ذلك، وتساعد هذه الخطوات فعليّاً نظراً إلى وجود نقص وحاجة إلى هذه الأغراض في داخل البلدان.

كيف يمكننا أن نخرج منتصرين ونعود إلى حياة صحيّة بعد هذا الوباء، برأيك؟

يمكننا التغلب على هذا الوباء من خلال البقاء في المنزل، والالتزام بالتباعد الاجتماعيّ. ومثلما ذكرت سابقاً، من المهم جداً أن نظلّ إيجابيين ومنتجين، والأهمّ من ذلك أن نبقى داعمين لكلّ من يحتاج إلينا. إذ إنّنا نشعر بالقلق ونشهد التقلّبات، إنّما نختبر كلّ ذلك معاً، وعلينا دائماً تخصيص الوقت لتفقّد أحبّاءنا وتذكيرهم بأنّهم ليسوا وحدهم.

ماذا يمكن لدار الأزياء الخاصّة بك أن تعلّمنا لتحثّنا على العيش في عالم أفضل؟

شخصيّاً، أعتقد أنّ كلّ قيمنا يجب أن تتغيّر بعد هذا الاختبار المهمّ الذي خضعنا له جميعاً. وقبل يومين، قرأت قولاً مفاده التالي: "وكأنّ الطبيعة الأم أرسلتنا إلى غرفتنا للتفكير في ما فعلنا من خطأ". وبصراحة، إنّني الآن مقتنع أكثر من أيّ وقت مضى بأنّ كلّ شيء يحدث لسببٍ. فنحن اليوم في وضع الاستعداد، حيث يتعيّن علينا جميعاً الخروج من هذا الموقف المقلق متعلّمين درسنا. وأعتقد أنّه علينا أن ندرك كم أنّ حياتنا وحياة كلّ مَن نحبّ ثمينة، بدلاً من أن ننسى تعزيز هذه الوحدة بسبب احتياجاتنا الأنانيّة. فصحتنا أعظم ثرواتنا ولا يجب أن نعتبرها أمراً مفروغاً منه، بل علينا العمل بكدّ من أجل مستقبل أفضل لجميع الأجيال القادمة. كذلك، يجب أن نتعلّم أن نضع الـ"أنا" جانباً بغض النظر عن مدى عظمتنا، ففي نهاية المطاف، يمكن لمشكلة صغيرة مثل هذا الفيروس أن تعرّض رفاهنا للخطر.

كيف تحضّر مجموعتك التالية في هذه المرحلة؟

إنّني أرى الأمر من وجهة نظر إيجابيّة وأقنع نفسي أنّني على الأقل سأملك بعض الوقت للتفكير في المجموعة التالية بشكل أعمق. وبالفعل لديّ الكثير من الإلهام في ذهني، لكن بما أنّنا لا نستطيع المضي قدماً في هذه العمليّة، أعتقد أنّ هذا أفضل وقت للتعمّق في البحث وترك الفكرة النهائيّة تنضج، حتى يأتي اليوم الذي يمكننا فيه استئناف العمل بشكل طبيعيّ مجدداً.

اقرئي أيضاً: Gemy Maalouf ترتقي بمشاعر كورونا السلبيّة إلى إبداعات

العلامات: Zuhair Murad

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث